الأزيديون في العراق يطالبون بإنقاذهم قبل أن يبادوا من على وجه الأرض

بغداد - ناشدت الطائفة الازيدية أمس من خلال بيان مؤثر للنائبة فيان دخيل في مجلس النواب انقاذ اصحاب هذه الديانة التي تتعرض الى الإبادة الكاملة.
وأجهشت هذه النائبة التي تنتمي الى التحالف الكردستاني وتضامن معها نواب من جميع الكتل بالبكاء بعد أن تحدثت عن معاناة الازيدييين في جبل سنجار، شمال غرب العراق، خلال اليومين الماضيين.اضافة اعلان
وقالت والدموع تنهمر من عينيها "نذبح تحت يافطة لا إله إلا الله. حتى الان 500 شاب ورجل يزيدي ذبحوا، وتسبى نساؤنا وتباع في سوق الرق".
واضافت "هناك حملة ابادة جماعية، على المكون الايزيدي، أهلي يذبحون (...) نحن نريد تضامنا إنسانيا، (...) أتكلم باسم الانسانية انقذونا".
وقالت "على مدى 48 ساعة، هناك 30 ألف عائلة محاصرة في جبل سنجار، بدون ماء وأكل، يموتون (...) سبعون طفلا توفوا حتى الان من شدة العطش، وخمسون شيخا ماتوا من سوء الأوضاع".
وناشدت البرلمان العراقي "انقاذ (الطائفة) من هذه المذبحة ... ان دينا كاملا يباد من على وجه الأرض".
وأعلنت منظمات انسانية ان السلطات العراقية بعثت بمروحيات الى اقليم كردستان تم تحميلها بالماء والغذاء وألقيت على النازحين المحاصرين في جبل سنجار.
كما امر رئيس الوزراء نوري المالكي القوة الجوية باسناد قوات البشمركة التي تشن عملية عسكرية لاستعادة هذه المناطق التي انسحبت منها الاحد.
والى جانب، ذلك، فان قوات حزب العمال الكردستاني الجناح السوري، اعلن تقديم الدعم العسكري للبشمركة ويخوض حاليا قتالا ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف في مناطق ربيعة وسنجار. ويطلق على هذا التنظيم تسمية "داعش" وهي اختصار لاسمه السابق "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
وكانت وزارة شوؤن المرأة العراقية دعت الى تدخل محلي ودولي لانقاذ نساء قضاء سنجار في شمال غرب العراق واللواتي وقعن بيد تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف من السبي.
وناشدت الوزارة في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه "جميع الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان والمجتمع الدولي للتدخل السريع لوضع حد للمجازر التي يرتكبها داعش بحق المدنيين العزل من هذه المكونات وانقاذ نسائها من السبي والاسترقاق".
واضافت الوزارة ان "المعلومات تؤكد ان تنظيم داعش يحتجز نساء وفتيات في منزل واسع داخل سنجار، كما تم ترحيل عدد من النساء مع عوائلهن الى مطار تلعفر بعد قتل الرجال ولا يزال مصير كل هؤلاء النسوة مجهولاً".
وكشفت جمعية الهلال الاحمر الاثنين عن حصولها على معلومات تفيد بان تنظيم "الدولة الاسلامية" اقتاد عدداً من النساء المسيحيات والايزيديات الى مكان مجهول لبيعهن "سبايا".
وتؤكد الوزارة ان أي "تأخير في انقاذ اهالي سنجار سيضاعف حجم المعاناة ويسهم في زيادة الانتهاكات كماً ونوعاً، ويدفع عصابات داعش الى التمادي وارتكاب افعال شنيعة ووحشية".
واعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وفاة اربعين طفلا من الاقلية الايزيدية اثر هجوم المتطرفين على مدينة سنجار الواقعة في شمال غرب العراق.
وافاد بيان للمنظمة تسلمت فرانس برس نسخة منه "وفقا للتقارير الرسمية التي تسلمتها اليونيسف، ان هؤلاء الاطفال من الاقلية الايزيدية توفوا نتيجة لاعمال العنف والتهجير والجفاف خلال اليومين الماضيين".
وسيطر مقاتلو "الدولة الاسلامية" الاحد الماضي على مدينة سنجار الموطن الرئيسي للاقلية الايزيدية في شمال غرب العراق، ما دفع عشرات الالاف من ابنائها الى النزوح.
وينتمي غالبية هؤلاء النازحين الى الطائفة الايزيدية وتعود جذور ديانتهم الى اربعة الاف سنة، وتعرضوا الى هجمات متكررة من قبل الجهاديين في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها.
وتعد مدينة سنجار المعقل الرئيسي للايزيديين في العراق، لكن هذه المدينة التي يقطن فيها نحو 300 الف نسمة سقطت بيد تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان سيطر على مدينة الموصل في العاشر من حزيران(يونيو)، اضافة الى مناطق واسعة في شمال ووسط وغرب البلاد.
وتستضيف سنجار كذلك الاف المهجرين من الاقلية التركمانية الشيعية، الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور قبل نحو شهرين.
ونشر بعض الناشطين صورا على الانترنت لنازحي هذه الطائفة تظهر فيها مجموعات من النازحين تفترش الكهوف والوديان الصخرية في جبال سنجار.
وحذر قادة وناشطون حقوقيون ايزيديون بان هذه الطائفة التي يعود تاريخها الى الاف السنين بات وجودها على أرض أجدادها مهددا بفعل أعمال العنف والتهجير الاخيرة. -(ا ف ب)