"الاثنين الأسود": قد يكون بداية الأزمة المالية العالمية المقبلة

ترجمة: ينال أبو زينة

واصلت سوق الأسهم الصينية الانخفاض الذي بدأ يوم الاثنين الماضي وكأنه قد خرج على السيطرة من أسواق الأوراق المالية الآسيوية إلى أسعار السلع.اضافة اعلان
وأصبحت الأمور في منتهى السوء إلى درجة أن وسائل الإعلام الصينية، المعروفة عادةً بتفاؤلها، لقبت هذا اليوم باسم "الاثنين الأسود".
وعلى الرغم من القدر الكبير من الحوافز التي قدمتها حكومة البلاد؛ يبدو أن المستثمرين فقدوا ثقتهم بالأسهم الصينية، وأصبحوا الآن يركزون على سؤال تستحيل إجابته: إلى أي حد من السوء قد يصل التباطؤ الاقتصادي في الصين؟
بواقع الحال؛ انخفضت بورصة شنغهاي بنسبة 8.8 % قبل ظهر يوم الاثنين الماضي، مخترقة مستوى الـ3.500 الذي كانت الحكومة تدعم به الأسواق.
وأغلق تداول السوق عند 3.210.8 بمعنى انخفاض قدرت نسبته بـ8.5 %.
وانخفض مؤشر "توبيكس" الياباني من جهته بنسبة 5 % قبيل ظهر الاثنين الماضي؛ وذلك من نسبة الـ10 % القياسية التي حققها المؤشر في الثاني عشر من الشهر الحالي.
وفيما يخص مؤشر هونع كونغ "هانغ سينغ"، فقد دخل رسمياً منطقة "الأسواق المنهارة" في الـ20 من الشهر الحالي، وواصل الانخفاض أيضا وبلغت نسبة انخفاضه 4.6 % في منتصف اليوم، بينما أغلق تداوله عند 5.05 %.
ومن جهتها؛ دخلت بورصة تايوان؛ كنظيرتها هانغ سينغ؛ منطقة الأسواق المنهارة في العشرين من الشهر الحالي، وانخفضت بنسبة 4.8 % إضافية عند إغلاق تداولها.
وفي الحقيقة؛ بدأ المستثمرون ببيع أسهمهم عبر آسيا وانتهى التداول في مؤشر جاكرتا المركب بانخفاض بلغت نسبته 4.04 %، فيما انخفض مؤشر مومباي "سينسيكس" بنسبة 4.55 % في تداول ما بعد الظهيرة.
وتبعت سوق الأسهم الأميركية نظيرتها الآسيوية؛ منهارة هي الأخرى الأسبوع ما قبل الماضي.
ويتسبب القلق حول مستقبل الاقتصاد الصيني وتراجع الطلب أيضاً في انهيار أسعار السلع الأساسية، بحيث انخفض سعر نفط برنت إلى ما دون الـ45 دولاراً للبرميل في تداول يوم الاثنين الماضي، وذلك لأول مرة له منذ آذار (مارس) العام 2009.
وانخفض سعر تداول النحاس في بورصة لندن للمعادن إلى أخفض مستوى له في 6 أعوام خلال الأسبوع ما قبل الماضي، وبلغت نسبة الانخفاض 2 %.
والوضع يستحضر المقارنات، خاصة مع التوقعات التي تقول إن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ مرحلة من تشديد السياسات النقدية، مع الأزمة الآسيوية المالية في العام 1997، والأزمة الاقتصادية العالمية في العام 2008 التي تسبب بها الإقراض العقاري في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى انهيار السوق في العام 1987.
وهناك شعور متزايد بأن انخفاضات الأسواق هذه سيكون من الصعب السيطرة عليها.
ومع ذلك، كما يقول موقع "بلومبيرغ"، تقع الاقتصادات الآسيوية الآن في موضع صحي أكثر مما كانت عليه في العام 1997، ولكن معدلات الفائدة في العديد من الدول حول العالم تقترب حقيقة من أدنى مستوياتها التاريخية، ولذلك هناك حيز صغير للمناورة للبنوك المركزية العالمية لكي تحاول أن تعزز الاقتصادات المحلية وعكس هذه الانخفاضات.
[email protected]
"كوارتز، هيثر تيمونز وجوش هورويتز"