الريادة المناخية

غازات الدفيئة
غازات الدفيئة
أنس سليمان الحلايبة ريادة المناخ، قد يعد هذا المصطلح غير دارج كثيراً في بلدنا الأردن، لكنه مصطلح مهم جداً يشير إلى الطرق التي من خلالها يمكننا أن ننشئ استثمارات صديقة للبيئة، فمثلاً قد نتطرق لفكرة إعادة استخدام الكرتون لصنع عدد من النثريات التي يتم استخدامها بشكل متكرر في حياتنا اليومية كحقائب الهدايا، صناديق الألعاب، حصالات النقود الكرتونية، وكذلك قد يخطر في بال أحدهم أن يعيد استخدام الكرتون بطريقة أخرى، تقلل دون إدراك من انبعاث الغازات الدفيئة وأيضاً من قطع الأشجار، وبالتالي فإننا نقوم ببيع المنتجات في الأسواق من أجل الربح، وأننا اليوم قد نركز على الريادة المناخية من أجل هدفين رئيسين أولهما: المحافظة على البيئة والمساهمة الحثيثة لتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري والذي يقصد به: خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات على سبيل المثال. أما الهدف الثاني فهو خلق فرص عمل جديدة والمساهمة في الحد من انتشار ظاهرة البطالة المتفشية في مجتمعاتنا، وهذا لا يعني أبداً أن الريادة المناخية مقتصرة فقط على إعادة استخدام الكرتون، فهنالك الكثير من المجالات التي يمكن الاستفادة منها بخلق فرص عمل والحد من تبعيات التغير المناخي، فمن جانب بواقي الطعام يمكن بناء فكرة مشروع ريادة المناخ، وأيضاً هنالك الثروة الحيوانية وبشكل خاص مخلفات الحيوانات أي «الزبل» كالدواجن والأبقار والأغنام، يمكن أن نفكر بها بطريقة تساعدنا على الحد من انبعاثات غاز الميثان، وهذا الأمر الذي نقوم به يوصلنا إلى مصطلح جديد يدعى، التخفيف من حدة التغيرات المناخية ويعرف بأنه: تدخل بشري يهدف إلى التقليل من مصادر الغازات الدفيئة أو تحسين مصارفها، ويتم ذلك من خلال تقليل استخدام الوقود الأحفوري والتوجه إلى مصادر الطاقة المتجددة، فمثلاً يمكن أن يتحول توليد الكهرباء للمنازل بشكل كامل في فصل الربيع والصيف بواسطة خلايا الطاقة الشمسية، أما بموسم الخريف والشتاء فيمكن توليد الكهرباء من خلال طاقة الرياح، وبالتالي فإننا نتوجه لجعل منازلنا صديقة للبيئة، ويمكن أيضاً التخفيف من حدة التغير المناخي من خلال المحافظة على الغابات الموجودة والمساهمة بتوسيع رقعة المساحات الخضراء، وذلك من خلال زراعة الأشجار ومتابعة نموها والاهتمام بها، وليس الاكتفاء فقط بزراعتها وتركها لتلاقي مصيرها من الموت دون أن تساهم بشكل فاعل بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أكسجين، لأن مفهوم فكرة زيادة المساحات الخضراء ينص على: استدامة وجود الأشجار وليس ربطها بفترة زمنية لا تتجاوز عدة أشهر، ويبقى دوماً التساؤل هل نستطيع تطبيق ما تحدثنا عنه؟ أم أننا سنبقى نطرح الأفكار دون تنفيذ!، لكن سأتحدث بفكرة بسيطة، ففي الزمن الماضي قبل بضعة قرون كانت فكرة الوصول إلى القمر فكرة غير منطقية أبداً، لكن مع التقدم ووجود التطورات الصناعية حققنا هذا الحلم المستحيل، لذلك فإننا نملك الكثير من الأدوات والتكنولوجيات التي نستخدمها بشكل يومي، لكن هل نستخدمها بشكل صديق للبيئة أم عدو لها، يبقى هذا ما نبحث عنه وندعو إليه، بأن نكون أصدقاء للبيئة قدر المستطاع بتصرفاتنا وأدوات عملنا التي نستخدمها في حياتنا، ولعلنا نجعل هذا الحلم حقيقة في يوم ما.اضافة اعلان