جبل نيبو: معلم السياحة الدينية في مادبا

جبل نيبو: معلم السياحة الدينية في مادبا
جبل نيبو: معلم السياحة الدينية في مادبا

أحمد الشوابكة

 

مادبا – في ( جبل نيبو) حالات كثيرة يستشعرها عابروه،  فمن على ارتفاع يزيد على ألف ومائة متر عن سطح البحر، ومن أعلى قمم جبال مادبا، وعلى حافة حفرة الانهدام تماماً، يستطيع الزائر الوقوف ومراقبة نهر الأردن، الأغوار بمياهها وسدودها وخضرتها، ومشاهدة ما رواء البحر الميت.

اضافة اعلان

يقع الجبل في الاتجاه الغربي من ( وادي العفريت)، الذي يمتد جنوباً إلى أودية (جديدة والكنيسة)، ويحده شمالاً (وادي أبو النمّل)، ممتداً إلى منطقة (عيون موسى)، منحدراً غرباً باتجاه (وادي الأردن).

 وإذا ما أراد الزائر الوصول إلى ( جبل نيبو)، فعليه المرور من بلدة ( الفيصلية) المشهورة بأراضيها الزراعية الخصبة، ومزارع الخضراوات والفاكهة المنتشرة في معظم أحيائها، وعلى جنبات الطرق، وقبل الوصول إلى الجبل بكيلومترين يتفرع أمامك طريقان، يصل الأول إلى منطقة ( عيون موسى ) الشهيرة بمياهها العذبة التي كانت تسقي منذ 1931 كامل مدينة مادبا، وطريق آخر يؤدي بك إلى (خربة المخيط) المليئة بالآثار والمواقع الفسيفسائية المتعددة.

قد تتماهى المسافات في البعيد، نتيجة البخار المتصاعد من مياه الأغوار ومياه نهر الأردن، ولكن في الليل تستطيع التمييز بين أضواء القدس والقرى الفلسطينية.

كما للضوء معنى وإشارة ودلالة أيضاً في ( نيبو )؛ فللريح هيبة وجلال في الشتاء ولنسيم الصيف وحفيف الأشجار المثمرة لذة خاصة من عيون موسى.

 وقت مرورك ببلدة الفيصلية خلال ساعات النهار لن يعطيك الإحساس الكامل له، فلكل وقت وقته، وفي كل فصل نكهة خاصة فبعيد الفجر، ومع أول الشروق قد يسعفك الحظ بسماء صافية لترى جبل نيبو يتسيد المكان.

في الظهيرة السكون الذي يخيم على المنطقة هو سيد الموقف الذي يتكفل بالتغيير عند الغروب، فالألوان المتشكلة واختباء الشمس وراء الجبال في البعيد، لوحة فريدة، خصوصاً إن لاحت لك فرصة مراقبة الطيور الجارحة على ارتفاعات شاهقة لا تمنعها أن تكون أكثر منك انخفاضاً، مما يتيح لك مراقبتها من الأعلى.

قد يتسنى الوقوف على الحافة ومراقبة الغيوم أيضاً من الأعلى، من المحتمل أن تتفاجأ بعدم وجود الضباب على الحافة، رغم أنه يلف المكان.

ثمة قصص كثيرة تتوارثها أجيال عن المنطقة، ولكن تبقى أيام الجبل المقدس مختلفة والساعات فيه ليست متشابهة، فالسحر مسكون يشهد بوجود العارفين.

"جبل نيبو" نال شهرة عالمية وسعة لوجود مقام النبي موسى، وبعد زيارة قداسة البابا الراحل ( يوحنا بولص الثاني)، ما أعطى الجبل الذي يعد معلماً سياحياً ودينياً هاماً في محافظة مادبا، نظراً لما يحويه من أماكن أثرية ودينية متعددة، إضافة إلى اعتماده من قبل الفاتيكان ضمن المواقع الدينية الخمسة التي تم اعتمادها للحج المسيحي في الألفية الثانية.