معدي.. أنامل ذهبية تبدع في صناعة دمى متنوعة

جانب من الدمى التي صنعتها دينا معدي -(من المصدر)
جانب من الدمى التي صنعتها دينا معدي -(من المصدر)

منى أبو صبح

عمان- مهما تقدم العمر بالإنسان، تبقى مرحلة الطفولة بتفاصيلها عالقة بذهنه، وكأنها "بذرة" مزروعة بداخله.. تبدأ تنمو من جديد وفي الوقت المناسب، وهذا ما حصل مع الثلاثينية دينا معدي، التي تخصصت بتصنيع الدمى بأشكال متنوعة مميزة تسر قلوب الصغار والكبار في الوقت ذاته.اضافة اعلان
تولد شغف معدي للألوان والرسم وهي صغيرة، فكانت أجمل أوقاتها برفقة ألوانها ولوحاتها الجميلة ذات الدقة والمهارة في تشكيلها، مقارنة بأقرانها، ما دفع والدتها على تشجيعها بتعليقها في غرفتها وتحفيز موهبتها الفنية.
صاحبة موهبة تصنيع الدمى، معدي، أكدت في حديثها إلى "الغد"، قائلة "لوالدي دور كبير في تشجيعي دائما، كما أن والدتي تتمتع بحس فني كبير، فهي بارعة في صناعة المشغولات اليدوية من الخيش والصدف والأحجار والورود.. وعليه اعتادت عيني منذ الصغر على مشاهدة تشكيل هذه المشغولات التي تزين بيوتنا بين الحين والآخر".
أكملت معدي دراستها بتخصص الجرافيك ديزاين، وهو الأقرب لنفسها، حسب قولها، واكتسبت منه الخبرة والمعرفة، وعندما انتهت منه بدأت بتعلم رسم الشخصيات الكرتونية "الانيميشن" حتى تمكنت من إجادتها.
انتقلت معدي لمرحلة العمل كمعلمة في رياض الأطفال منذ تسع سنوات متتالية، وما تزال حتى الآن على رأس عملها، وهي المرحلة أو المكان الحقيقي الذي أطلق العنان لموهبتها في تشكيل الدمى، بحسب وصفها.
تؤكد معدي أن التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة يتطلب توفير وسائل تعليمية محببة لقلوبهم، مثل اللوحات، والمجسمات بأنواعها.. التي تعلم الطفل بشكل ناجح، يتخلله المرح والدافعية، ليس للطفل فقط، بل بالشخص الذي يقضي الوقت معهم داخل الغرف الصفية.
تقول: "لا يمكن وصف حجم السعادة التي تتسلل بداخلي بمجرد البدء بتعليم الأطفال، يتأملون.. يندهشون... يفكرون.. يضحكون... عندما أقوم بشرح أو تشكيل موضوع ما أمامهم، باستخدام معدات بسيطة مثل: الكرتون، الفوم، البرق والخرز".
وعن صناعة الدمى، تقول: "لا شك أن الأمر لم يكن سهلا في بدايته، فحاولت مرارا وتكرارا حتى استطعت إقناع نفسي.. ثم الآخرين فيما صنعته، وعليه قمت بصنع دمى يصل طولها لنصف متر، وتبدو واقفة على قاعدة، وتطورت شيئا فشيئا في صناعتها حتى وصلت لصنع تشكيلة كاملة من الدمى، تضم: (دمية، ميدالية بشكل دمية، قاعدة للقلم، كب كيك)، وأيضا غطاء للأجهزة النقالة، إلى جانب هدايا لأعياد الميلاد والمناسبات، أو إحدى الشخصيات الكرتونية التي يفضلها الطفل".
تبدأ معدي تصنيع الدمى من الفوم والبوليستر، وتقصها بالشكل المراد، وتضعها جانبا، وعندما تكتمل الأجزاء كاملة، تقوم بعمل الإضافات مثل الملابس، الشالات، وتختار قصات الشعر للدمية سواء من الصوف أو الفوم، وتستخدم ألوانا خاصة لإبراز لون العينين لتبدوان لامعتين جذابتين، والتي تحتاج وقتا حتى تجف.
تصمم الموهوبة معدي، كل دمية تختلف عن الأخرى، فهناك دمية صاحبة عينين بيضاوين أو لوزيتين أو دائريتين، تقوم بتصميمها بحسب الصورة الشخصية للزبون (فهي إلى حد ما تشبهه، أو تشبه مواصفته)، سواء بالشعر أو طريقة ارتداء الملابس أو العينين أو المهنة.
ما يميز هذه الدمى عن المتوفر في الأسواق، وفق معدي، هو أن الزبون يستطيع تصميمها كما يرغب وبحسب المواصفات التي يفضلها، وعليه تعد شيئا مميزا بالنسبة له، خصوصا أنه أسهم في فكرتها وتفاصيلها.
أسست معدي مشروعا خاصا بها للدمى، تعرض منتجاتها للآخرين عبر صفحتها الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت أعمالها رواجا كبيرا من المشتركين، مما يدفعها للعمل والابتكار في تصميمها شيئا فشيئا.
تحدد معدي أوقات عملها، فهنالك ساعات للعمل خارج المنزل، إلى جانب القيام بمهام المنزل، بالإضافة لأوقات الراحة، وهناك وقت محدد لتصنيع هذه الدمى الذي تعتبره من الأوقات الجميلة التي تقضيها وتفرغ طاقتها بأدائه.
تنوي معدي أن تطور صناعة هذه الدمى من خلال تصميمها بحجم أكبر يتناسب مع الطفل ذي الثلاثة أو الأربعة أعوام، كما ترغب بتطوير القاعدة التي تقف عليها الدمية بشكل حيوي أكثر، مثل وضعها على لوح خشبي وعليه الحشائش وكأنها تسير في الحديقة، أو إضافة إحدى الخلفيات وراءها بشكل جميل غير تقليدي.
وتدعو صاحبة موهبة صنع الدمى، كل فتاة، أن تطلق العنان لخيالها، وتبحث عن الهواية بداخلها، وهي غير مرتبطة بسن معينة، بل يمكن الكشف عنها بمراقبة ميولنا ورغباتنا، وعليه تحاول تنميتها وصقلها، وتستطيع من خلالها العمل، وتحقيق مصدر دخل جيد.
وتطمح معدي في المستقبل، إلى المشاركة في أحد المعارض الفنية، أو أن يصبح لديها متجر خاص تعرض به منتجاتها، والأجمل أن تؤسس مركزا فنيا لتعليم صناعة الدمى للفتيات.