وسط إربد: تحويلات وإغلاقات.. ومواطنون يؤكدون أنها رحلت الاختناقات

أحمد التميمي

إربد- فيما تسببت الإغلاقات والتحويلات التي أجرتها بلدية إربد على بعض الشوارع في الوسط التجاري بمدينة إربد بازدحامات مرورية خانقة، أكدت بلدية إربد أن هذه التحويلات والإغلاقات مؤقتة، وجاءت للتخفيف من الاختناقات قبيل وبداية رمضان، لكنها أشارت الى أنها سيتم اعتمادها في حال كتب لها النجاح.اضافة اعلان
بيد أن مواطنين يؤكدون أن هذه التحويلات والإغلاقات أدت الى ترحيل الأزمات من منطقة الى أخرى، دون حلول جذرية تنهي المشكلة.
وحسب المواطن محمد الناصر، فإن الأزمة المرورية تركزت بعد التحويلات باتجاه دوار الساعة نزولا باتجاه دوار الشهيد وصفي التل بعد أن تم تحويل شارع بغداد الى اتجاه واحد.
وأكد الناصر، أن شوارع المدينة بحاجة الى أنفاق وجسور واستملاكات لبعض المناطق من أجل إنهاء المشكلة بشكل جذري، مبينا أن التحويلات والإغلاقات لا تجدي نفعا في ظل ما تشهده المدينة من ارتفاع بعدد المركبات.
وأشار المواطن محمد بطاينة، إلى أن البلدية قامت قبل 10 سنوات بتحويلات مماثلة وإزالة الجزيرة الوسطية في شارع بغداد لحل مشكلة السير، إلا أن الخطة فشلت وتم إرجاع الجزيرة الى ما كانت عليه في السابق.
وقال إن أي تحويلات وإغلاقات لن تنهي مشكلة الازدحامات المرورية في الوسط التجاري، نظرا لعدم قدرة الشوارع التي تأسست منذ عشرات السنين على استيعاب الكم الكبير من المركبات، إضافة الى تضاعف أعداد سكان المدينة، وبالتالي لن تنجح أي خطة مرورية.
وقال التاجر محمد سلامة، إن إغلاق الشارع المحاذي لمحله التجاري واقتصاره على حركة المشاة، لن يحل المشكلة ولن يؤثر على الحركة التجارية.
ولفت الى حالة ركود تشهدها الأسواق منذ بداية جائحة كورونا العام الماضي، مؤكدا أن مبيعاته تراجعت أكثر من 90 %، وفي ظل زيادة ساعات الحظر الليلي فإن الحركة لن تكون كما في السنوات الماضية.
وقال مدير الدائرة الهندسية في بلدية إربد الكبرى المهندس حسان العكور، إن البلدية اتخذت قرارات من شأنها تخفيف الأزمات المرورية بالوسط التجاري بعد أن شهدت في الآونة الأخيرة ازدحامات مرورية خانقة، اضطر من خلالها رجال السير الى إغلاقات وتحويلات ببعض الشوارع.
وأكد العكور، أن التحويلات والإغلاقات جاءت بالتوافق مع غرفة تجارة إربد وقسم السير والحاكمية الإدارية، وهي مؤقتة سيتم اعتمادها في حال كتب لها النجاح، موضحا أن الإغلاقات تمت بواسطة حواجز اسمنتية ولم تكلف البلدية أي مبالغ مالية.
وأشار الى أنه تم إغلاق ما مسافته 400 متر من شارعي حكما والمتنبي نزولا باتجاه شارع الهاشمي أمام حركة المركبات، واقتصاره على حركة المشاة، نظرا لما يسببه الشارعان من ازدحامات مرورية خانقة في شهر رمضان والأيام العادية.
وأكد العكور، أن إغلاق الشارعين جاء لتخفيف الضغط على شارع الهاشمي، الذي يشهد حركة سير كثيفة، ما سيؤدي الى تخفيف الضغط عليه، موضحا أن شارع الهاشمي رئيسي ويمتد الى مستشفى الأميرة بسمة وبات يشكل عائقا أمام سيارات الإسعاف للوصول الى المستشفى.
ولفت الى أنه تم إزالة الجزيرة الوسطية الممتدة من دوار الشهيد وصفي التل باتجاه إشارة الملكية، إضافة الى تعديل الجزيرة الوسطية من إشارة الملكية الى تقاطع البريد، مؤكدا أن هذا الشارع كان يشهد اختناقات مرورية يضطر السائق الى الانتظار لأكثر من ربع ساعة لحين تجازوه.
وأوضح العكور أن الشارع سيصبح بـ5 مسارب، وسيسمح لمركبات المواطنين والتجار الاصطفاف بها بشكل مجاني بعد أن كان غير مسموح الاصطفاف به نهائيا، مؤكدا أن مسرب الشارع سيكون باتجاه واحد لجهة الشرق.
وأشار الى أنه تم تحويل شارع عبدة يغمور الذي كان باتجاه الشرق الى الغرب، من أجل التخفيف على وسط المدينة والوصول الى دوار وصفي التل، متأملا أن تسهم تلك الإجراءات بالتخفيف من الأزمات المرورية في وسط المدينة.
وبدوره، قال رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة، إن البلدية قامت بالتشاور مع الغرفة فيما يتعلق بالتحويلات والإغلاقات التي تمت في وسط المدينة، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستكون مؤقتة مدتها أسبوع وفي حال نجاحها سيتم مواصلة العمل بها.
وأوضح أن السوق التجاري يشهد إرباكات مرورية واختناقات وخصوصا في شهر رمضان، مؤكدا أن إغلاقات بعض الشوارع ستنعكس إيجابا على المحال التجارية، وستعطي حركة للمتسوقين والمشاة بالتحرك دون أي مضايقات.
ولفت الى أن رئيس لجنة البلدية اجتمع بالغرفة ووضعها بصورة الإجراءات المتخذة من قبل البلدية للتخفيف من الأزمات المرورية في وسط المدينة، مؤكدا أن إغلاق بعض الشوارع لن يؤثر على الحركة التجارية في ظل تقارب المحال التجارية على بعضها بعضا وضيق المساحة التي تتواجد بها المحال التجارية.
وبين الشوحة، أنه في ظل حالة الركود التي تشهدها الأسواق في إربد، فإن هذه الإغلاقات لن تؤثر على الأسواق في ظل تراجع الحركة التجارية لأكثر من 80 % لتدني القدرة الشرائية للمواطن بسبب جائحة كورونا وزيادة ساعات الحظر الليلي.
وكانت دراسة فنية شاركت فيها جهات متخصصة عدة قبل ما يزيد على 20 عاما، أبرزها جامعة العلوم والتكنولوجيا وأمانة عمان الكبرى ووزارة الأشغال العامة والإسكان ومتخصصون تتضمن مراحل عديدة تحويل بعض الشوارع الرئيسية التي تشكل مداخل ومخارج لوسط المدينة الى الاتجاه الواحد "شوارع شعاعية".
وتشمل خطة الاتجاه الواحد بداية شوارع الملك عبد الله الثاني وفراس العجلوني وعبد القادر التل وشفيق أرشيدات وراتب البطاينة، وهي شوارع حيوية ومنافذ تربط جنوب المدينة بوسطها التجاري وشمالها.