بعد إصابة 50 % من نخيل الأغوار بآفة السوس.. "الزراعة" لجأت لتقنية الكشف المبكر

موظفان من كوادر مديرية زراعة الغور الشمالي أثناء حملة مكافحة آفة السوس-(الغد)
موظفان من كوادر مديرية زراعة الغور الشمالي أثناء حملة مكافحة آفة السوس-(الغد)

 بعد انتشار واسع ومقلق لآفة سوسة النخيل في لواء الغور الشمالي، لجأت مديرية زراعة اللواء إلى استخدام تقنيات حديثة في المكافحة والرصد المبكر للآفة، في وقت تزداد فيه التحذيرات من إصابة محتملة لأشجار أخرى غير النخيل ولكنها قريبة منها.  

اضافة اعلان


وتقدر كوادر من مديرية الزراعة أن نسبة إصابة أشجار النخيل "بآفة السوس" في لواء الغور الشمالي وصلت إلى 50 %. 


وتدرك زراعة الأغوار وأصحاب مزارع النخيل الخطورة الكبيرة التي تشكلها هذه الآفة، لا سيما بعد انتشارها على نطاق واسع، والتي من الممكن أن تتسبب بخسائر ليس فقط لمزارعي النخيل، بل أيضا لبقية الأشجار المتواجدة في بؤر الإصابة. 


ووفق مدير مديرية زراعة الأغوار الشمالية المهندس محمد النعيم، فإن الطرق التى يتم استخدامها للحد من انتشار الآفة، تعتمد على أحدث تقنية عالمية، وتتضمن تقنيات حقن أشجار النخيل، مبينا بأنها تتميز بأن المبيد المستخدم يعطي حماية للشجرة لمدة تمتد لستة أشهر، نتيجة تركز المبيد في جذع النخلة المصابة.  


وأضاف النعيم أن المديرية باشرت العمل بحملة التي تشمل جميع مزارع النخيل والحدائق المنزلية وحتى الأشجار المزروعة على جوانب الطرق، وعلى امتداد مناطق وادي الأردن.


وأوضح المهندس النعيم أنه جرى أخيرا تنفذ الخطة الوطنية لمكافحة آفة سوسة النخيل، والتي تعتمد على قيام المزارع بالكشف عن الإصابات على أن تقوم الوزارة بتحمل كلف المكافحة، لافتا إلى أن عملية الكشف عن الإصابة تعد من أهم الخطوات لمكافحة هذه الآفة، فكلما كان الكشف مبكرا تمكنا من مكافحتها بشكل أسرع.


واستخدمت مديرية الزراعة في عملية المكافحة الآفة أحدث التقنيات في الرصد المبكر للآفات الزراعية، بالتعاون مع  منظمة الفاو، التي وفرت لكوادر المديرية عن طريق شركة مختصة، شرحا مفصلا حول طريقة (spotta - Smart pest system) المطورة لهذه التقنية، وبتقديم شرح تفصيلي حول التقنيات التي قامت الشركة بتطويرها في مجال الرصد المبكر للآفات الزراعية.


كما تم عرض آلية عمل المصائد الإلكترونية الذكية، وأهم خصائصها والتجارب التي قامت بها الشركة في مختلف الدول العربية.  


وتأتي هذه المشاركة كجزء من خطة مديرية الوقاية والصحة النباتية لمواكبة آخر التطورات والتقنيات العالمية في مجال الرصد والمكافحة للآفات الزراعية المختلفة.
في المقابل، يواصل مزارعون بذل الجهود لإيجاد سبل مكافحة متنوعة للقضاء على "سوسة النخيل"، الخطر الأكبر على قطاع النخيل، ومنها إمكانية استخدام الكلاب المدربة للكشف المبكر عن الحشرة، كوسيلة جديدة تستخدم في دول أخرى، غير أنها لم تمنح بعد فرصة تجربتها في الأردن.


ووفق مزارعين، فإن استخدام الكلاب المدربة للكشف عن "سوسة النخيل"، أمر لم يتم تجربته من قبل، وستبقى وسيلة المكافحة هذه قيد التجربة لحين أن يثبت نجاحها في المستقبل.


وأكدوا انهم لن يتوانوا عن اللجوء لأي طريقة ما دامت فعالة، وغير مكلفة، وتنقذ أشجارهم من أخطر آفة على النخيل، والتي تسببت لهم بخسائر كبيرة خلال العقدين الماضيين. 


ويؤكد المزارع  محمد الرياحنة، أن آفة "سوسة النخيل" باتت تشكل خطرا حقيقيا على أحد أهم الزراعات الاقتصادية في الوادي، ما يتطلب تكاتف جهود الجميع لمكافحتها بدءا من المزارع نفسه، إذ إن أي مزرعة، لا تجد الخدمة والعناية المناسبة، تبقى ضعيفة ومعرضة للإصابة أكثر من غيرها.  


ویشیر مدير الوقاية النباتية في مديرية الزراعة المهندس فارس المشرقي إلى أن صعوبة اكتشاف الإصابة بالمرض في مراحله الأولى، يعتبر مشكلة كبيرة للمزارعين خاصة ممن يجهلون التعامل مع هذه "الآفة"، ما يتطلب وجود كوادر مؤهلة ومدربة على كشف المبكر لـ "سوسة النخيل"، والتعامل معها بشكل عاجل، لتلافي انتقالها إلى الأشجار السليمة، مؤكدا أن الأردن يعتبر من الدول المتقدمة التي تستخدم أحدث وسائل وأساليب الوقاية والمكافحة الحديثة.


كما أكد المشرقي على ضرورة تواصل المزارعين مع مديريات الزراعة، لكي يسهل عليهم التعامل مع  تلك الآفة، والتخلص منها بشكل مبكر، مشيرا إلى عوائق تواجه كوادر مديرية الزراعة أثناء عملها، من حيث صعوبة دخول المزارع بحجة أنها أملاك خاصة، وعدم تعاون بعض المزارعين مع موظفي الزراعة.


كما لفت إلى رفض البعض التجاوب مع دعوات المديرية إلى تلقي المحاضرات أو ورش التوعية، مشددا على ضرورة وجود جسر تواصل بين المزارعين ومديرية الزراعة.
ولم يستبعد المشرقي حدوث خسائر بسبب خطورة آلافة، لا سيما مع توسع انتشارها وانتقالها من الأشجار المصابة إلى السليمة حال تم تجاهلها وعدم مكافحتها بالشكل المطلوب. 


وأكد على ضرورة أن تخضع أي أساليب مكافحة لدراسات وافية من جميع الجوانب، بما في ذلك الكلف المترتبة على المزارع، موضحا أن استخدام الكلاب يتطلب أن تكون مدربة وبرفقة مدربين سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد الشركات العاملة في هذا المجال.


ويضيف، "العالم في تطور مستمر وقد وصلنا في الأردن إلى أحدث الطرق التكنولجية المتطورة في الكشف عن الإصابة بسوسة النخيل بكفاءة عالية وكلفة أقل من الأساليب القديمة"، معتبرا أن الأهم هو الوصول إلى طرق أسهل وأسرع للكشف عن الإصابات واتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية للحد من انتشارها. 


ويرى المشرقي أن أكثر ما يهم المزارع هو الحفاظ على أشجار النخيل خالية من الإصابة بهذه الآفة، واستخدام أحدث الأساليب الكفؤة التي تعطي نتائج سريعة، لأن سرعة الكشف عن الإصابة تتيح للمزارع استخدام طرق المكافحة المناسبة للقضاء عليها، مشيرا إلى أننا بوادي الأردن وصلنا إلى مراحل متقدمة بالكشف عن الإصابات وطرق مكافحتها باستخدام تكنولوجيا الكشف المبكر والتي تصل نسبة نجاحها إلى 100 %. 


وشدد على ضرورة القضاء على آفة سوسة النخيل، بدءا من توعية المزارع بطرق الكشف المبكر والمكافحة وطرق علاج الأشجار المصابة وضرورة العمل بروح الفريق الواحد للحصول على أفضل النتائج.


وتعد آفة سوسة النخيل آفة دولية عابرة للحدود، ظهرت في الأردن مطلع عام 2000، وتستطيع الحشرة الطیران بمعدل 5 كلم یومیا، وغالبا ما تنتشر مع وجود أشجار مهملة سواء في مزارع خاصة أو في الشوارع أو في الحدائق المنزلیة.


وكانت وزارة الزراعة قد أطلقت العام الماضي خطة مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء للأعوام  (2023-2025) التي تهدد ما يزيد على 700 ألف شجرة نخيل من الأصناف ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة.


وتعتمد محاور الخطة على إدخال التقنيات الحديثة في مجال الكشف المبكر عن تواجد الحشرة وتوفير مستلزمات عمليات المراقبة والمكافحة للحشرة في الوقت المناسب، وكذلك تأمين متطلبات تنفيذ بنود الخطة من حيث توفير الكوادر البشرية من المهندسين والفنيين والعمالة اللازمة لذلك، وتوفير الآليات المطلوبة خلال فترة تنفيذ الخطة.

 

اقرأ أيضا:

  بسبب نقص مياه الري.. هل تصمد أشجار النخيل في وادي الأردن؟