الناقل الوطني.. واجب وطني

لقاء الملك بالحكومة والوزراء المختصين في هذا التوقيت المهم للحديث عن مشروع الناقل الوطني لنقل وتحلية المياه غاية في الأهمية، يأتي هذا اللقاء والمنطقة تشتعل بأحداث وتداعيات العدوان الهمجي على قطاع غزة. هذا اللقاء بمثل هكذا توقيت له أكثر من دلالة يجب التوقف عندها باهتمام.

اضافة اعلان


أول هذه الدلالات أن مشروع الناقل الوطني للمياه ذو أولوية كبيرة للدولة الأردنية وهو خيار الدولة الاستراتيجي طويل الأمد، وهذه الأهمية الإستراتيجية تأتي بسبب أن المشروع سيكون حجر الزاوية في تعزيز قدرة الأردن على التزود المائي المستدام وربط كافة المشاريع المائية في الأردن بمنظومة واحدة من خلال تحلية المياه من البحر الأحمر جنوبا من مدينة العقبة ونقلها إلى محافظات المملكة المختلفة.


فالمشروع سيؤمن المملكة بـ 300 مليون متر مكعب من مياه الشرب، وسيكون فيه حصة لقطاع الزراعة وأخرى لوقف استنزاف الآبار الجوفية وعودة سطح المياه إلى الارتفاع حسب وزارة المياه. سيؤدي المشروع حسب خبراء لزيادة كمية مياه الشرب بنسبة مباشرة بحوالي 60 % عن ما هو متوفر حاليا (نستخدم سنوياً 450 مليون متر مكعب)، كما سيؤدي المشروع وبطريقة غير مباشرة لزيادة كميات المياه للقطاع الزراعي بعد تنقية تلك المياه بما لا يقل عن 200 مليون متر مكعب مياه سنوياً حسب وزير المياه الأسبق الدكتور حازم الناصر. 

 

كلفة تمويل المشروع مقدرة بحوالي 3 مليارات دولار، صحيح هي كلفة عالية لكن العائد المتوقع كبير وضخم باتجاهات مختلفة، فعلى الصعيد الاقتصادي تشكل كلفة تمويل هذا المشروع ما يقارب 6.5 % من حجم الناتج المحلي وهي نسبة عالية ستساهم في تحفيز معدلات النمو الاقتصادي. كما أن المشروع هو مشروع أردني، حيث إن 80 % من تفاصيل هذا المشروع يمكن أن تنفذ  بسواعد وعقول أردنية. 


يحتاج المشروع إلى الطاقة المتجددة ( طاقة الرياح والطاقة الشمسية) ليكون جاذبا لأي استثمار،  فما يقارب 60 %  من كلفة تحلية المياه وضخها هي كلفة طاقة (كلفة كهرباء)، مما يتوجب تقليل هذه الكلفة ليكون هذا المشروع جاذبا وحتى لا تنعكس تلك الكلف على أسعار المياه. 


إن نجاح هذا المشروع لن يعتبر كأي إنجاز آخر، فقد مضت سنوات لم تشهد به الدولة الأردنية مشروعا عملاقا يعيد الثقة  والأمل في نفوس المواطنين، لذا ان المسارعة في التنفيذ والإنجاز ستعتبر تأكيدا على قدرة الأردن على إدارة المشاريع الكبيرة وتحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية.


الرسالة الملكية واضحة جدا في هذا الاتجاه ولا تقبل التأجيل او المماطلة في التنفيذ، فمشروع الناقل الوطني للمياه هو مشروع الدولة الأردنية الإستراتيجي على صعيد توفير الأمن المائي والأمن الغذائي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في سبيل الاعتماد على الذات ومواجهة التهديدات المتوقعة.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا