"النشامى" يفتح صفحة جديدة

لا أحد يستطيع التكهن بهوية المنتخب الذي سيحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم - قطر 2022 وكأس آسيا - الصين 2023، كذلك لا يمكن التكهن فيما إذا كان ثاني هذه المجموعة سيضمن التأهل من بين أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الثماني. اليوم، يخوض منتخبنا الوطني ونظيره الأسترالي مباراتين يفترض أن تكونا سهلتين، حيث يلتقي "النشامى" مع نيبال، ويلتقي "الكنغر" مع الصين تايبيه، وفي حال الفوز الذي يفترض أنه "في متناول اليد"، سيواصل الأسترالي صدارته برصيد 18 نقطة، وينفرد "النشامى" بالمركز الثاني برصيد 13 نقطة. حسابات التأهل بالغة التعقيد والدقة والحساسية... لا مجال للتفريط بنقاط مواجهة اليوم أمام نيبال ومن ثم الكويت يوم الجمعة المقبل، وفي حال الحصول على نقطة من لقاء أستراليا يوم الثلاثاء 15 حزيران (يونيو) الحالي، فإن ذلك سيضع المنتخب في وضع مريح للغاية، يمكنه من بلوغ نهائيات كأس آسيا مباشرة والاستمرار في تصفيات المونديال. الجميع يضعون الأيدي على القلوب.. خسارة 5 نقاط في عمان جراء تعادل سلبي مع الكويت وخسارة بهدف من أستراليا، جعل وضع "النشامى" بالغ الصعوبة، وأصبحت الحسابات ليست متعلقة فقط فيما سيفعله ويحققه المنتخب الوطني في مبارياته الثلاث المتبقية، وإنما أيضا فيما ستحققه المنتخبات الأخرى سواء في مجموعتنا او المجموعات السبع الأخرى، لكن المنتخب بحاجة أولا إلى خدمة نفسه وثانيا إلى قبول خدمات الآخرين إن قدمت له على طبق من ذهب أو فضة حتى. مباراة اليوم أشبه ما تكون بـ"السهل الممتنع" او "المصيدة"، فهي في ظاهرها من أسهل المباريات، وفي باطنها أكبر من ذلك، لأن الاستهانة بالخصم قد تحرم المنتخب من تحقيق أكبر قدر من الأهداف، أو خسارة بعض أو جميع نقاطها، ما يعني الخروج من حسبة المنافسة وانتظار موعد جديد لتصفيات كأس آسيا. ما نتطلع إليه هو أن يتمكن المنتخب الوطني من تقديم نفسه بشكل مثالي، يستعيد فيه روح وعزيمة "النشامى"، ويرضي طموحات الجماهير ويدب الرعب في قلوب المنافسين، ويعكس على أرض الواقع ما حظي به من معسكرات تدريبية متتالية وعدد وفير من المباريات الودية، ربما لم تتح لكثير من المنتخبات الأوروبية وليس الآسيوية فحسب. نريد فوزا كبيرا لـ"النشامى" نبني عليه جيدا قبل المواجهتين الأخيرتين أمام الكويت وأستراليا.. نريد فوزا وتأهلا يساهمان في استرداد الكرة الأردنية سمعتها التي اكتبتها في سنوات خلت وباتت جزءا من الذكريات الجميلة التي نتوق لتكرارها.. فوزا يمكن اتحاد كرة القدم من "تسويق" المنتخب ونشاط كرة القدم بشكل مثالي يمكنه من الحصول على دعم مالي يحتاجه من الحكومة والقطاع الخاص على حد سواء. اليوم يبدو وكأنه صفحة جديدة يفتتحها المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية، عازما على تجاوز معضلة النقاط المهدورة ومتطلعا لتحقيق نتائج مرموقة.اضافة اعلان