"نعم" للمشاركة من أجل المنافسة

تعبر اللجنة الأولمبية الأردنية عن فرحتها بالمشاركة الأردنية التاريخية المنتظرة في أولمبياد طوكيو 2020، حيث يشارك أكبر فريق يمثل الأردن في الألعاب الأولمبية ويضم 14 لاعبا ولاعبة يمثلون 8 رياضات، وهو أكبر عدد من الرياضات التي تمثل الأردن في تاريخ مشاركاته بالأولمبياد والتي بدأت العام 1980.اضافة اعلان
بالنسبة لنا هذا رقم "قياسي" و"حدث استثنائي"، وبالنسبة لغيرنا ربما يكون عددا متواضعا للغاية، والأمر لا يقتصر على الدول الكبرى من حيث الإمكانيات البشرية والمادية، وإنما ربما يطال دولا ذات إمكانيات محدودة، لكنها نجحت في الحصول على عدد أكبر من بطاقات التأهل في مختلف الألعاب، لأنها تنجح في حصاد ما زرعته وخططت له.
قلنا في جميع المرات السابقة، أن الغالبية العظمى من دول العالم لا تشارك في الأولمبياد وفق قاعدة "المشاركة من أجل المشاركة"، وإنما تضع جملة من الأهداف تسعى لتحقيقها وفق قاعدة "المشاركة من أجل المنافسة".
من المؤلم أن دولة واحدة مثل جامايكا وغيرها على سبيل المثال، قد تحصد من الميداليات الذهبية ما يفوق "الغلة العربية" مجتمعة في مرات عدة، لأن كثيرا من الرياضيين العرب يذهبون من دون طموح أو هدف أو قدرة حقيقية على المنافسة، فتكون مشاركتهم على سبيل "الترفيه والسياحة".
في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حلق بطل التايكواندو الأردنية أحمد أبو غوش في فضاء المنافسات الأولمبية، ونجح في تحقيق أول ميدالية رسمية كانت بلون الذهب زينت صدر الرياضة الأردنية، وكانت بالفعل أفضل إنجاز في تاريخ المشاركات الخارجية.
اليوم لدينا في "طوكيو 2020" عددا من الأبطال الذين تأهلوا إلى الأولمبياد بعد رحلة كفاح حقيقية.. أبطال نضع عليهم آمالا كبيرة وطموحات كثيرة لتكرار إنجاز زميلهم أبو غوش، واعتلاء منصة التتويج ورفع راية الوطن خفاقة في اليابان.
لا مجال لترديد مقولات سابقة تتمثل في تحطيم الرقم الشخصي أو المحلي أو حتى العربي، فتلك الأرقام هي بمثابة "صفر على اليسار" لا تحقق غاية ولا يمكن اعتبارها تحت أي شكل من الأشكال بأنها "إنجاز" أو ما شابه، وعليه فإن كل رياضي أردني سيشارك في الألعاب الأولمبية يجب أن يضع في حسبانه تحقيق نتيجة مشرفة وإنجاز يخلد في الذاكرة مطولا.
نؤمن بإمكانيات وطموحات وإرادة رياضيينا الذين نالوا شرف المشاركة الأولمبية، في تحقيق النتائج المشرفة والإنجازات اللائقة، والتي تتناسب مع حجم الإنفاق على تحضيراتهم.