انزياح في الموسم المطري ومخاوف من آثار سلبية في القطاع الزراعي

مزارع يعمل في حقل بمنطقة الاغوار -(الغد)
مزارع يعمل في حقل بمنطقة الاغوار -(الغد)
عبد الله الربيحات – أبدى خبراء زراعيون مخاوفهم مما دعوه “انزياح الموسم المطري” خلال السنوات القليلة الماضية، وأثره السلبي على القطاع الزراعي، فيما أكدوا أن من إيجابيات الموسم المطري المبكر تقليل الفاتورة العلفية وتخفيض أثر الآفات الحشرية على المحاصيل. وبينوا لـ”الغد” انه منذ شهر آذار (مارس) الماضي ولغاية الآن “لم تهطل قطرة ماء واحدة، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة وتبخر كميات كبيرة من المياه المخزنة إلى تعرض الكثير من الأشجار الى الإجهاد وموت معظمها، خاصة للمزارعين الذين لا يلجأون الى عملية الري التكميلي”. واشاروا إلى أن كثيرا من مزارعي الزيتون آثروا تأخير عملية القطف بعد الشتوة الأولى التي تعرضت لها المملكة نهاية الاسبوع الماضي، لزيادة حجم الحبة، ولتنظيف الشجر من الغبار أثناء القطف. وفي هذا السياق، قال مدير البيئة والتغير المناخي في مركز البحوث الزراعية الدكتور جعفر الوديان إنه “اصبحت هناك إزاحة في موعد الموسم المطري خلال السنوات الأخيرة، وهي ظاهرة اعتادها المزارعون بسبب التغيرات المناخية”. واوضح انه “بعدما كان المزارع يبدأ حراثة الأرض في شهر ايلول (سبتمبر) أصبح يحرث في منتصف شهر تشرين الأول (اكتوبر)، وأحيانا يتأخر الى بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، خاصة في المناطق البعلية”. وبين أن من إيجابيات الموسم المطري المبكر، التقليل من الفاتورة العلفية والآفات الحشرية، لافتا الى “أن الاردن لم يشهد منذ شهر آذار (مارس) الماضي ولغاية الآن نزول قطرة ماء واحدة، ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وتبخر كميات كبيرة من المياه المخزنة، وتعرض الكثير من الأشجار الى الإجهاد وموت معظمها، خاصة للمزارعين الذين لم يلجأوا لعملية الري التكميلي”. وأشار إلى ان كثيرا من مزارعي الزيتون آثروا تأخير عملية القطف بعد الشتوة الاولى التي تعرضت لها المملكة نهاية الاسبوع الماضي، لزيادة حجم الحبة ولغسل الشجر من الغبار أثناء القطف. بدوره بين مساعد أمين عام وزارة الزراعة للثروة النباتية سابقا الخبير الزراعي الدكتور عزات العجالين، أن تأخر هطل الأمطار في الموسم الحالي، “سينعكس سلبا على مراعي الثروة الحيوانية والغابات والاشجار الحرجية والتنوع الحيوي والحياة البرية، الامر الذي يزيد من اعباء الفاتورة العلفية على المزارعين”. وأشار العجالين الى أن تأخر الامطار “سينعكس ايضا سلبا على الانتاج النباتي للزراعات الشتوية، خصوصاً المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والخضار الشتوية والمحميات الطبيعية”. ودعا المزارعين إلى ضرورة الاهتمام بالحصاد المائي وتجهيز أراضيهم الزراعية بالشكل الذي يحقق الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار، بتخزينها في التربة عن طريق حراثة الارض بالشكل الذي يحصد الماء، أو بإجراء ما يلزم لتخزينه في آبار التجميع والبرك والأحواض وتجوير الاشجار المثمرة”. كما دعا إلى إضافة الأسمدة العضوية أو الكيماوية بطيئة التحلل إلى التربة، وخلطها بالحراثة لتحسين خواص التربة الطبيعية وزيادة خصوبتها، مؤكدا أن الموعد الأفضل للحراثة هو الآن. من جهته، قال مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران إن “التغيرات المناخية الملحوظة جعلت الفصول الأربعة أقرب الى فصلين، فما إن ينتهي فصل الصيف حتى ندخل مباشرة الى فصل الشتاء، ومن مؤشرات ذلك أننا اقتربنا من نهاية شهر تشرين الأول (اكتوبر) ودرجات الحرارة ما تزال مرتفعة، بما يؤثر سلبا على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني”. واضاف أن التغيرات المناخية لا تعني فقط تأخر هطل الأمطار بل ان الارتفاع في درجات الحرارة يؤثر على خواص التربة وفيزيائيتها وكيميائيتها أيضاً. وقال العوران إن الارتفاع الحاد في درجات الحرارة يؤدي في بعض الأحيان الى تحلل وتلف بعض العناصر الرئيسية للنبات، وبالتالي نحتاج إلى مزيد من الأسمدة بما يرفع من تكاليف الإنتاج، كما أن بعض الزراعات المطرية لدينا مثل شجر الزيتون تعتمد على مياه الأمطار وهذا تحد آخر. ولفت إلى أن المؤشرات الأولية لدائرة الارصاد الجوية وخبراء الطقس تشير الى ان فصل الخريف الحالي سيكون جافاً نسبيا بوجه عام، تتخلله بعض فرص هطل الامطار. وعبر عن اعتقاده بأن الموسم الزراعي حال بدء الزراعة خلال الأربعينية المقبلة لن يكون جيدا، لان معظم المزارعين يباشرون عملية الزراعة مع بداية تشرين الأول (أكتوبر) حتى كانون الأول (يناير). وأشار إلى ان فصل الشتاء يبدأ مع الأربعينية، مع توقعات بغياب الموسم المطري خلال تشرين الأول والثاني وجزء من كانون الأول. وأوضح العوران أن التوقعات حول نسبة الامطار لفصل الخريف ستكون 15 % من المعدل المطري، وبما ينعكس سلباً على الموسم الزراعي المرتبط ببدء هطل الامطار، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي إشارة الى بدء اعلان الموسم الزراعي. ولفت إلى مقولة خاطئة منتشرة بعدم قطف ثمار الزيتون الا بعد نزول المطر لزيادة كميات الزيت، موضحا أن التأثير الوحيد يتعلق بنظافة الشجر والتخفيف من الغبار أثناء قطف الزيتون. وأشار الى أن مزارعي المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير يقومون بحراثة الاراضي وتجهيزها، الا أنه وفي حال تأخر هطول الشتاء في فصل الخريف سيتوقف النشاط الزراعي خلال هذه الفترة وفقا للتوقعات ببدء الموسم خلال كانون الأول المقبل تزامنا مع أربعينية الشتاء.اضافة اعلان