ردود فعل رسمية وشعبية ترفض الهتافات المسيئة للكويت والقبض على اثنين شاركا بها

مشجع للمنتخب الوطني يقتحم ستاد عمان أثناء مباراة الكويت والأردن أول من أمس-(الغد)
مشجع للمنتخب الوطني يقتحم ستاد عمان أثناء مباراة الكويت والأردن أول من أمس-(الغد)
عمان- الغد- تصاعدت ردود الفعل الرسمية والشعبية الرافضة لهتافات مسيئة للكويت، أقدم على إطلاقها أفراد خلال حضورهم لمباراة بين منتخبي الأردن والكويت الوطنيين على ستاد عمان الدولي أول من أمس. رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز إن "ما حدث في المدرجات أول من أمس؛ ليس من قيمنا ولا من رابطة الأخوّة التي تجمعنا بالأشقاء"، مضيفا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "تعادلنا في الملعب وخسرنا بالمدرجات. علاقتنا بالكويت أقوى من محاولة إساءة عابثة لا تمثلنا فالفرق شاسع بين تنافس شريف ومغالبة بأي ثمن. لنُعد جميعا للأبجديات وتمتينها والبناء عليها في كل مجالات الحياة". كما أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أمس؛ اتصالا هاتفيا مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، أكد خلاله تاريخية العلاقات الأردنية الكويتية التي يحميها ويعززها جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله. وشدد الصفدي في الاتصال على "أن أي إساءة لدولة الكويت الشقيقة وشعبها الأصيل، إساءة للأردن؛ ندينها ونرفضها". وقال الصفدي إن "علاقاتنا الأخوية أقوى من أي محاولات؛ يستهدفها البعض، ولا يمثل الأردن وقيمنا واعتزازنا بالكويت الشقيقة؛ وما يجمعنا بها من روابط المحبة والاحترام". وأكد الصفدي والشيخ الصباح، أن الأردن والكويت، ماضيان ‏في تعزيز علاقاتهما الاستراتيجية الراسخة الصلبة المتجذرة في وجدان الشعبين الأردني والكويتي الأبيين، وقيادتيهما الحكيمتين. وشدد وزير الخارجية على أن العلاقات الأردنية الكويتية الأخوية "عصية على كل من يحاول الإساءة لها وبث الفتنة بين الأشقاء". سفير دولة الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني، أكد أمس، متانة ورسوخ العلاقات الكويتية الأردنية، مشددا على أنها أكبر بكثير من أن تنال منها هتافات "غير مسؤولة" ومحاولات "رخيصة" للمساس بها. وثمن الديحاني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)؛ ردة الفعل الأردنية الرسمية والشعبية التي استهجنت هذا السلوك، ورفضته بشكل قاطع من فئة من الجماهير التي حضرت المباراة، لافتا إلى أن ردة الفعل، محل تقدير واعتزاز لدى الكويتيين. وأشاد ببيان "مجلس النواب الأردني الرافض للمساس بدولة الكويت وشعبها، واستنكار رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز لهذه الاساءة". كما أشاد بحرص المسؤولين في الاتحاد الأردني لكرة القدم؛ على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة "المسيئين"، ما يعكس مكانة الكويت الكبيرة لدى الأردن ويؤكدها. وأضاف أن الكويت كانت وما تزال "منارة للسماحة والحكمة، ومظلة حاضنة لكل الأشقاء العرب"، من منطلق الأخوة ووحدة المصير المشترك، معولا على وعي الشعبين الشقيقين بتجاوز هذا الحدث العابر، وإيقاف كل من يحاول المساس بالعلاقات أو الإساءة لها عند حدوده. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين الشقيقين؛ بلغت مستويات متقدمة ومتطورة في ظل الرعاية الكريمة والاهتمام البالغ من لدن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وجلالة الملك عبد الله الثاني، بمختلف المجالات وعلى المستويات كافة. رئيس لجنة الاخوة البرلمانية الأردنية- الكويتية النائب المهندس هيثم الزيادين، أكد على متانة وعمق العلاقات الأردنية الكويتية في شتى المجالات، مشددا على رفض أي محاولة للمساس بتلك العلاقة الأخوية الصادقة، التي أرسى دعائمها قيادتا البلدين الشقيقين. حديث الزيادين جاء في البيان الذي أصدرته اللجنة أمس، لتؤكد فيه أن أي محاولة للنيل من العلاقة الأردنية- الكويتية؛ ضرب من الخيال، واصفة إياها بـ"العلاقات التاريخية والاخوية الصادقة، القائمة على التنسيق والتعاون، حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية". كما استنكرت اللجنة في بيانها الهتافات المسيئة خلال المباراة منتخبي الأردن والكويت، معتبرة أنها "صادرة عن فئة قليلة لا تمثل الشعب الأردني المحب لدولة الكويت الشقيقة بأطيافها الشعبية والرسمية كافة". وأعادت اللجنة تأكيدها على طبيعة العلاقات المميزة التي تربط البلدين الشقيقين، متمنية دوامها تحت ظل القيادتين الحكيمتين. الاتحاد الأردني لكرة القدم؛ أصدر بيانا أول من أمس بهذا الشأن؛ قال فيه إنه يرفض وبشدة؛ ما صدر من هتافات خارجة على الاطر الرياضية والاعراف، والمبادئ المعززة لقيم الاحترام والحفاوة، والتي خرجت عن فئة غير مسؤولة ودخيلة على قيم مجتمعنا الأردني الأصيل، المحب لاشقائه، والحريص على عكس كل صور الترحيب والتقدير لضيوفه الأعزاء". وأبدى الاتحاد أسفه واستهجانه للهتافات غير المسؤولة التي صدرت إبان المباراة مؤكدا أنه "سيتخذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة المسيئين، والذين لا يمثلون الأردن بأخلاقه وتقديره للأشقاء كافة، مع التأكيد على الاعتزاز الكبير بالعلاقات المميزة التي تجمعنا والاشقاء في الكويت". على المستوى الشعبي، عبر أردنيون ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم الشديد، لـ"الهتافات المسيئة" في المباراة، وأجمع مغردون على أنّها "حوادث فردية لا تؤثر على عمق وقوة العلاقة بين البلدين الشقيقين"، مستذكرين مواقف الكويت تجاه المملكة والقضايا العربية. وكتبت الإعلامية الأردنية علا الفارس في صفحتها على "تويتر" "الكويت وأهلها حبايبنا، والي نحبه نشيله فوق الراس ومسكنه العين.. تصرف استفزازي من مجموعة أشخاص لا يعكس حقيقة شعب وقيادة ووطن". عميد كلية الإعلام السابق بجامعة اليرموك الدكتور علي نجادات قال على صفحته في "فيسبوك" "الكويت قيادة وحكومة وشعبا، أصحاب أياد بيضاء على الأردن.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا". وعلق الدكتور ماهر الفايز، على صفحته في "تويتر" "عمرنا ما كنا هيك.. احنا أهل الكرم والجود.. احنا اللي نعطي من قلة، واحنا اللي نجبر كسر الغريب قبل القريب". وذكر علي الحوامدة على صفحته في "تويتر" قائلا "إحنا والكويت شعب واحد مو شعبين.. اشقاء وأخوة.. وما تهزنا افعال غوغائيين جهال. حقكم علينا يا شعب الكويت الشقيق". وأكد إيهاب ملكاوي أن لـ"الشعب الكويتي مكانة خاصة في قلب ووجدان كل أردني، وما بدر من فئة ضاله في مباراة الاشقاء مرفوض جملة وتفصيلاً.. حمى الله الأردن والكويت من الفتن ما ظهر منها وما بطن”. ولم تتوقف التغريدات على الجانب الأردني؛ بل خرجت أصوات كويتية تقول إنّ ما حصل هو حادث فردي لا يؤثر على العلاقات بين البلدين، كما أوضح الإعلامي الكويتي، سعد العجمي، رؤساء أندية أردنية رياضية وإعلاميون؛ مختصون بالشأن الرياضي، نددوا بالهتاف الذي "أطلقته مجموعة صغيرة من الجمهور"، وقالوا في تصريحات لهم إن "ما حدث، دخيل على أخلاق الجمهور الأردني الذي هبّ رسميا وشعبيا لرفضها، لانها لا تمثل إلا الفئة التي نادت بها. وأوضحوا أن هؤلاء الأفراد لا يعون حجم العلاقة الأخوية التاريخية والعميقة بين الأردن بالكويت، مضيفين أن للأشقاء الكويتيين مواقف لا تُنسى؛ وهم الذين يسارعون بمواقفهم الأخوية والاقتصادية والعروبية في كافة الظروف والمحن، سواء مع الأردن أو بما يتعلّق بالقضية الفلسطينية والقدس ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين. رئيس نادي الفيصلي بكر العدوان؛ قال إن هذه الهتافات ليست من عاداتنا وتقاليدنا، ومنافية للأخلاق الأردنية، مضيفا "حبنا للأشقاء في الكويت كبير، وتربطنا بهم علاقات سياسية وشعبية عميقة، كما تربطنا بهم امتدادات عشائرية وصلة قربى نعتز بها". وأكد العدوان بـ"أننا في الأردن لا نسمح أن يُسيء أحد للكويتيين، فكيف إذا ما كانوا ضيوفا لدينا، وهم أصحاب المواقف الصادقة تجاه الأردن، ولم يتوانوا في الوقوف إلى جانبنا في احلك الظروف". رئيس نادي الوحدات بشار حوامدة، قال إن "ما حدث، محاولة غير واعية لتعكير صفو العلاقة بين البلدين الشقيقين، لكنها ما باتت، وقد تحوّلت إلى مزيدٍ من الحب وتوطيد العلاقة الراسخة التي لن تطالها الإساءات والأخطاء والسلوكيات الفردية المنبوذة"؛ مؤكدا أن الهتافات بعيدة عن أخلاق الأردنيين التي تنادت بقوة عبر كافة المواقع والوسائل، بمحاسبة مطلقيها. واضاف حوامدة "لا يمكن لأي عربي أن ينكر المواقف العروبية لدولة الكويت مع الأردن وفلسطين، ما يفرض علينا في الأردن أن نكون في خندق الكويت، وجنباً إلى جنب معهم، وألا نسمح لأي عابر لا يفقه بعلاقتنا أن يسيء لهم". عضو الاتحاد الأردني للاعلام الرياضي الصحفي عوني فريج أوضح أن ما حدث؛ أمر مرفوض قام به شبان لا يمثلون إلا أنفسهم، وقد تعرضوا بعد إنتهاء المباراة لهجمة شعبية أردنية كبيرة، ترفض الإساءة للضيف كما ترفض المس بالعلاقة الأخوية العميقة التي تربط الأردن بدولة الكويت. الصحفي الرياضي سمير جنكات، لفت الى أن ما حدث لا يمكن إلا أن يزيد من حجم المحبة المتبادلة، فالأشقاء في الكويت يقرأون مواقف الشعب الأردني واعتذاره عمّا تم، وأن التاريخ والعروبة والمواقف المشتركة في كافة القضايا، لا يمكن أن تهزها هتافات غير مسؤولة، نادى به فئة قليلة خلف أفراد. اللاعب السابق في المنتخب حسن عبدالفتاح، دعا الجماهير الأردنية ألا تسمح لفئة قليلة من بينها، بأن تسيء أثناء المباريات لأي منتخب عربي أو أجنبي، موضحاً أن الأخلاق الأردنية لدى الجماهير والأندية في الاحترام والمعاملة وحسن الاستقبال، مضرب مثل من الأسرة الرياضية العربية. في السياق نفسه؛ قال الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام؛ انه قبض على شخصين من الذين اطلقوا عبارات مسيئة اثناء المباراة أول من أمس، وقد بوشر التحقيق معهما تمهيدا لضبط باقي الأشخاص واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم جميعا.-(بترا- زياد الشخانبة)اضافة اعلان