إربد: مصابون بـ"كورونا" بين ضرورة الحجر وحاجة أسرهم للقمة العيش

أحمد التميمي

إربد – دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة مصابين بفيروس كورونا في إربد، إلى فك عزلتهم والذهاب إلى سوق العمل، تحت ضغط الحاجة لتأمين مصادر دخل لأسرهم، متسببين بنقل العدوى إلى أشخاص غير مصابين، جراء مخالطتهم لهم.

اضافة اعلان


وجرم قانون الدفاع المخالفين لتعليمات الحجر المنزلي بغرامات مالية، لا تقل عن 500 دينار ولا تزيد على ألف دينار، إذا كانت المخالفة للمرة الأولى، وفي حال تكرارها يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد على سنة أو غرامة مالية لا تقل عن ألف دينار، ولا تزيد على 3 آلاف دينار أو بكلتا العقوبتين.


وحسب مواطنين مصابين بفيروس كورونا، فإنهم اضطروا للخروج من منازلهم لتأمين لقمة العيش لأسرهم، خصوصا وأنهم يعملون على نظام المياومة ولا مصادر دخل أخرى لهم، مؤكدين أنهم يحاولون قدر المستطاع الالتزام بالاشتراطات الصحية والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات.


وقال احد المصابين، انه أجرى فحص الـ"بي س آر"، وأظهرت النتيجة إصابته، برغم عدم وجود أعراض ظاهرة عليه، مؤكدا انه لم يلتزم بالعزل المنزلي، ليس تحديا للاشتراطات الصحية، ولكن من اجل تغطية التزامات اسرته المكونة من 4 أطفال.


وأشار إلى انه يضطر يوميا للخروج إلى حسبة الخضراوات للعمل فيها، للحصول على دخل يومي قدره 8 دنانير، تمكنه من شراء مستلزمات أسرته، مؤكدا انه حصل على دعم مالي من برنامج تكافل، لكن المبلغ الذي تقاضاه ضئيل، ولا يسد ولو جزءا بسيطا من احتياجات أسرته.


وقال آخر طلب عدم ذكر اسمه، انه يضطر للخروج يوميا إلى سوق العمل، لتحصيل أجرة يومية على عمله، مؤكدا انه وبرغم وجود أعراض خفيفة للفيروس عليه، نتيجته فحصة إصابته، لكنه يضطر للعمل لتأمين مصدر دخل لأسرته.


وأكد أن الظروف الاقتصادية الصعبة، تحول دون عزل نفسه في المنزل لاسبوعين، مؤكدا ان عائلته بحاجة يوميا إلى 10 دنانير لتغطية أدنى احتياجاتها.


مدير صحة إربد الدكتور رياض الشياب، قال إن فرق الرقابة ضبطت مصابين بالفيروس، خالفوا تعليمات العزل المنزلي والبروتوكول الصحي المقررة بـ10 أيام لمن لا تظهر عليهم أعراض وأسبوعين لمن تظهر عليهم الأعراض.


وأكد الشياب، أن المضبوطين في الفترة الماضية طبقت عليهم التعليمات، وجرى حجرهم في مستشفى عمان الميداني لاسبوعين على نفقتهم الخاصة، داعيا المصابين لعزل أنفسهم في منازلهم.


وأشار إلى انه يجري يوميا ضبط بين مصاب و3، خالفوا العزل المنزلي بالخروج من منازلهم، والذهاب لأماكن التسوق وإلى أعمالهم، ما يتسبب بنقل العدوى منهم لآخرين، مؤكدا انه وبعد انتهاء فترة العزل في المستشفى، سيحولون إلى المحكمة المختصة.


وأوضح الشياب، أن أجهزة الرقابة عبر فرقها الميدانية تزور المصابين عشوائيا للتأكد من التزامهم بالعزل المنزلي، بالإضافة إلى أن هناك فرق أطباء يتواصلون مع المصابين، لتقديم أي مشورة طبية واتباع التعليمات الصحية.


ودعا الشياب المصابين، للالتزام بالحجر المنزلي لحين تعافيهم، لمنع ارتفاع إصابات الفيروس، بالإضافة إلى انه وبعد الانتهاء من مدة الحجر، عليهم الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.


وأكد أن نتائج ظهور فحص "بي سي آر"، يظهر في مدة أقصاها 48 يوما، بعد أن جرى رفع سحب العينات إلى 12 ألف عينة يوميا من المراكز المخصصة أو عشوائيا عبر فرق التقصي الوبائي من المدارس والجامعات والأسواق والمؤسسات الحكومية والخاصة.


ودعا الشياب لمن تظهر عليهم أعراض الفيروس للانتظار في منازلهم لحين ظهور نتائج فحصهم، حتى لا يتسبب خروجهم من العزل، لإصابة آخرين في حال كانت النتيجة ايجابية.


ولفت إلى انه وبرغم ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في المحافظة، لكن الوضع مطمئن وبحذر شديد، مؤكدا أن نسبة إشغال الأسرة العادية في إقليم الشمال، بلغت 40 %، بينما بلغت نسبة إشغال أسرة العناية الحثيثة 50 %.


ونشرت وزارة الصحة تعليمات العزل المنزلي، التي تفيد بأنها تجري بعد ظهور نتيجة الفحص إيجابية للمريض دون ظهور أعراض عليه، بحيث يعزل لـ10 أيام ويحجر أفراد أسرته معه أيضا لـ10 أيام، من تاريخ ظهور النتيجة.


وأوضحت، أنه في حال كانت الأعراض خفيفة، فيعزل المصاب أسبوعين على الأقل، على ألا يكون هناك أعراض خلال الأيام الـ3 الأخيرة.


وأكدت الوزارة أهمية إبلاغ مديريات الشؤون الصحية/ قسم رصد الأمراض في المحافظات عن طريق مديرية الأمراض السارية بنتائج العينات يوميا، كل حسب محافظته لتتبع المخالطين في منازلهم، بحيث يجري إبلاغ المصاب بنتيجته الايجابية للفحص عن طريق الفريق الطبي 111، وتزويده بإرشادات العزل المنزلي إذا انطبقت عليه الشروط، بعد تصنيف الحالات من الفريق لتحديد مكان العزل، سواء منزلي أو مؤسسي أو في المستشفيات المعتمدة.


ومنعت الشروط اللجوء للعزل المنزلي، إلا بعد التقييم من الطبيب المعالج، والتأكد من أن المريض لا يعاني من أعراض، وتنطبق عليه شروط العزل المنزلي بعد ثبوت إيجابية الفحص.


كما تضمنت الشروط، التزام المريض بمراقبة حالته الصحية والإبلاغ عن أي تطورات بخصوص الأعراض المرضية عبر الاتصال على الرقم 111.


وبينت الوزارة، الجهات المعنية بالعزل، وهم: العاملون الصحيون المسؤولون عن متابعة المرضى المعزولين عن طريق الفريق الطبي، ومقدمي الرعاية في المنزل من آباء وأزواج وأفراد الأسرة، على أن يجري إرشادهم إلى السبل المثلى للعزل المنزلي، ومنها كيفية رعاية المرضى والتقليل من مخاطر العدوى، كإجراءات النظافة واستخدام معدات الوقاية الشخصية، وكيفية التخلص منها، والتعرف على علامات المرض، التي تدل على أن حالة المريض تزداد سوءا، وكذلك التعرف على آلية التواصل الفاعل بين مقدمي الرعاية في المنزل والعاملين الصحيين المسؤولين عن متابعة المرضى المعزولين، ووصول المرضى الى المستشفيات المعتمدة لغايات العزل.


وإذا لاحظ الطبيب أو الشخص الموكل اليه المتابعة، أن المعزول في المنزل غير متقيد، تبلغ خلية الأزمة في المحافظة على الرقم 193، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، وعند نهاية العزل، تقدم مديرية الشوون الصحية إقرار بأنه قد أنهى مدة العزل، ويمكنه ممارسة حياته الطبيعية.

إقرأ المزيد :