لارتفاع الأجور.. نضح الحفر الامتصاصية يرهق سكانا بالأغوار

إحدى الحفر الامتصاصية -(تعبيرية)
إحدى الحفر الامتصاصية -(تعبيرية)

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي- هل يترك سكان بالغور مجبرين مياه الحفر الامتصاصية على حالها لتفيض بين المنازل؟، تساؤل بات يفرضه اختلاف الظروف على سكان اللواء، بعد أن وجد كثيرون أنفسهم غير قادرين على التخلص من مياه منازلهم العادمة التي تتجمع بالحفر الامتصاصية بسبب ارتفاع كلفة نضحها التي تجاوزت 50 دينارا في الآونة الأخيرة، فيما يعني إهمالها تشكل مكاره صحية بين المنازل قد تهدد صحة وسلامة السكان.

اضافة اعلان


هذا الواقع بات مقلقاً، وفق ما يؤكده سكان باللواء، قالوا لـ"الغد" إن مسألة الإبقاء على الوضع الحالي من حيث انتشار الحفر الامتصاصية أسهمت في تلوث بيئي وانتشار الحشرات والقوارض، خاصة مع تسبب غالبيتها بمكاره صحية في الشوارع العامة جراء ارتفاع كلفة النضح لحوالي 50 دينارا نتيجة بعد مكبات النفايات السائلة عن المنطقة وارتفاع أسعار المحروقات في الآونة الأخيرة.


وأشار سكان إلى الكلف المالية التي باتوا يتكبدونها جراء ارتفاع أجرة صهاريج النضح والتي خارج مقدرة العديد من الأسر.


وأشار المواطن محمد البشتاوي الى خطورة الاستمرار في الاعتماد على الحفر الامتصاصية، محذرا من احتمال تسرب المياه إذا ما فاضت لمصادر المياه الجوفية أو لشبكة مياه الشرب التي تعد مصدرا لمياه الشرب لكثير من السكان، وخصوصا قناة الملك عبدالله.


وبين البشتاوي أن شمول اللواء بشبكة للصرف الصحي كان مدار الحديث في كثير من اجتماعات المجلسين الاستشاري والتنفيذي وبحضور رؤساء البلديات السابقين، التي أكدت ضرورة وجود شبكة للصرف الصحي.


وبين أن الاعتماد على الحفر الامتصاصية أصبح مصدر قلق للسكان نظرا لارتفاع كلفة صهاريج النضح وقلة عددها، إضافة للمسافة الكبيرة التي يقطعها الصهريج في الوصول من اللواء إلى مكب الاكيدر التي تقدر بحوالي 60 كيلومترا.


كما أشار علي العيد من سكان منطقة الشيخ حسين، إلى أن ارتفاع كلفة نضح الحفر الامتصاصية يتسبب بترك العديد منها على حالها، ما أدى الى تشكل مكاره صحية انعكست سلباً على سكان المنطقة من حيث انتشار الحشرات والقوارض والروائح الكريهة التي تتسبب بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وأمراض أخرى.


وطالب وزارة المياه والري بشمول اللواء بشبكة للصرف الصحي وبأسرع وقت ممكن، لافتا الى أن بعض المواطنين غادروا منازلهم بعد بيعها بأسعار زهيدة الثمن واضطروا الى البحث عن مناطق أخرى للسكن الآمن في المحافظات التي يتوفر فيها خدمة الصرف الصحي.


وبين أن السكان على استعداد لدفع ما يترتب عليهم من مستحقات مالية لتمديد شبكة للصرف الصحي، وإنهاء معاناتهم المستمرة.


غير أن عضو اللجنة اللامركزية عن منطقة الكريمة لواء الغور الشمالي عقاب العوادين، يشير إلى صعوبة شمول لواء الغور الشمالي خلال الفترة الحالية بشبكة متكاملة للصرف الصحي بسبب ما تتطلبه من تمويل ضخم، نظراً لاتساع حجم اللواء واستواء مناطقه وتشابه تضاريسه.


وقال "إن شمول اللواء بشبكة الصرف الصحي مدرج ضمن الخطط المستقبلية للمشاريع الاستراتيجية لوزارة المياه والري".


وأضاف العوادين في حديثه "أن هناك حوالي 18 ألف حفرة امتصاصية منتشرة في اللواء وأغلبها بين منازل المواطنين، وبالقرب من الشوارع الرئيسة".


ومن جانبه، يوضح الناطق الإعلامي لوزارة المياه والري عمر سلامة، أن هذه الحفر تشكل مصدر قلق للأهالي صحيا وبيئيا، ناهيك عن بعض المواطنين ولضيق ذات اليد يقومون بتغطيتها بألواح "الزينكو" والبلاستيك، ما قد يشكل خطورة حقيقية على الحياة خاصة الأطفال جراء احتمال السقوط فيها، منوها الى وجود بعض الخطورة على المزارع وعلى شبكات المياه ولكن عملية إنشاء الحفر واختيار الأماكن المناسبة هي على البلديات؛ إذ تعمل البلديات على مراقبة المواطنين وفي حال وجود تجاوز يتم تحرير مخالفة بحقهم وقد تصل الى دفع الغرامة.


وأضاف سلامة أن مناطق الأغوار غیر مخدومة بشبكات الصرف الصحي، لافتا إلى أن مثل هذه المشاريع بحاجة لدراسات فنیة لمعرفة جغرافية المنطقة وأعداد المشتركین وعدد العقارات والمناطق التي تحتاج إلى هذه الخدمات، وما یترتب على ذلك من محطات لمعالجة المیاه العادمة والاستفادة منها وكذلك الخطوط الناقلة.


وبين أن الوزارة تسعى لتنفیذ خدمة مشاریع الصرف الصحي في جمیع مناطق المملكة وفق الإمكانیات المتاحة والأولویات المطلوبة بما يخدم المواطنين ويحد من المشاكل الناتجة عن الحفر الامتصاصية.


ويضم لواء الغور الشمالي 3 بلديات رئيسة تضم كل منها عددا من المناطق، ويقدر عدد سكانه بأكثر من 130 ألف نسمة.

اقرأ المزيد :