تدمير الدولة اليهودية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - (المصدر)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - (المصدر)

هآرتس

بقلم: رفيت هيخت
 19/4/2024

"أنا أعرف هذه الصورة"، قالت ابنتي الصغيرة، وأنا أقوم بسحب الشاشة العشوائية من بين يديها، التي ظهرت عليها فجأة عائلة بيباس في الصورة المشهورة مع بيجاما "باتمان". الأطفال أكثر حكمة من الآباء. وهم يسخرون من محاولات آبائهم اليائسة والغبية للإخفاء. ما الذي قالته حقا؟ "أنا أعرف الواقع الذي أعيش فيه. فهو فظيع أكثر مما يمكن إخفاؤه".اضافة اعلان
عائلة بيباس هي الأيقونة المأساوية التي حدثت هنا. رمز محزن بشكل خاص، أيضا على خلفية ظاهرة الألم والرعب التي تراكمت هنا. ذكرى متواصلة ومؤلمة للأمر الفظيع الذي حدث لنا، وهو دمار حلم الصهيونية في الحقيقة.
لأن أبناء عائلة بيباس هم ما أراد آباء هذه الأمة أن نكونه: عائلة شابة وجميلة، شرقيون واشكناز، يعيشون في مستوطنة، "تدافع عن الحدود"، في إسرائيل المتفقة والآمنة كما يبدو. في الصورة المشهورة لياردين بيباس وحده، وهو يمسك لولاف وعيناه تلمعان ويرتدي قبعة كبيرة: جنجي أو يمني؟ سألت إحدى بنات العائلة، شيري بيباس، في السابق كان اسمها سلفرمان، عندما ولد أحد الأبناء.
هؤلاء الأبناء تملكوا كل القلوب. عشية السبت في نهاية تشرين الأول، بعد أن بدأت صفقة إعادة المخطوفين، سارع الجيران المتدينون في الكنيس وفي فمهم سؤال واحد فقط: هل عاد الجنجيون؟ لقد امتلكوا كل ما هو جميل في الإسرائيلية.
القلق كان وما يزال على الإسرائيلية وعلى بقائها واستمراريتها. القلب كان خائفا جدا، ليس فقط على مصيرهم. فهو يشكك في أن فيلم الاختطاف الذي يتم فيه اقتياد ياردين وهو خائف على دراجته، ويظهر فيه جمع من الرعاع المتعطشين للدماء وهم يقومون بضربه، وينضم إلى أم شيري التي تمسك بالحجاب، وهو الوجه الذي كل أم إسرائيلية ستحمله معها إلى حين موتها، الذي هو في الحقيقة وجه المكان أو الوضع الحقيقي. الجسد يتشكك في ذلك ويحاول منع أن تصعد إلى الوعي، ليس عودة صهيون أو معجزة الهيكل الثالث أو دولة عظمى إقليمية. مذبحة في أوكرانيا، أعمال شغب في روسيا، فرهود في العراق. كل ذلك سيحدث هنا أيضا، بالأساس هنا.
يمكن أنه منذ البداية الاستيطان في محيط معاد وعنيف هو مشروع ليست لديه أي فرصة، وبالتأكيد عندما يكون الحل لذلك من قبل جزء يسيطر في أوساط مؤيدي التحالف في الجمهور هو اعتماد حصري وصبياني على حل إلهي معين، على معجزة حدوثها مؤكد فقط في الخيال، وفرضت بالقوة على الواقع.
لكن حتى الافتراضات الحتمية، مهما كانت منطقية، لا تحل المسؤولية عن أضرار التمزق الذي يحدث الآن بالضبط على مرأى منهم وليس بالصدفة. وهذا الصدع يستمر ويتعمق حتى بعد 7 أكتوبر، وهو ينعكس في إهمال المخطوفين والعجز على هزيمة حماس والأكاذيب المرافقة، وفي التورط الزائد وغير الشرعي مع إيران، وفي الأخطاء السياسية والعسكرية التي تواصل إضعاف إسرائيل. يبدو أن الشيء الوحيد المطلق في هذه القصة قد يكون في الواقع تدمير الدولة اليهودية.
بني غانتس وغادي ايزنكوت، اللذان اتخذا لدوافع مجلس الحرب إنقاذ إسرائيل، ينجران بريح شريرة نحو الحرب، التي فشلها سيلتصق أيضا بهما. من دون أي عمل سياسي حكيم فإن جميع الجهود العسكرية لا قيمة لها، وهي لن تجلب أي شيء عدا عن المزيد من الموت والحزن والألم. أي صفقة يتم عرضها، أن إسرائيل لن تتمكن من التعايش معها ويتم رفضها، فإن نهايتها هي ملاحقة يائسة لاقتراح أسوأ. بعد نصف سنة، أصبح من الواضح أن من قادنا إلى هذا الوضع لا يمكنه، وربما لا يريد، تخليصنا.
القيادة السياسية والعسكرية التي تخلت عن عائلة بيباس، تخلت أيضا عن الإسرائيلية وعن حلم الصهيونية. والقيادة التي تعرض أولادنا للخطر، هي التي تعرض للخطر أيضا كل المشروع الصهيوني. ربما أن هذا الأمر قد أصبح متأخرا جدا، ولكن حتى الآن لا يمكن الوقوف ضده. من دون البدء من جديد فإن الكارثة مؤكدة.