"سعداء رغم كل شيء".. القاق يجمع بسمات وكلمات الصغار بمقاطع مصورة - فيديو

figuur-i
figuur-i

منى أبو حمور

عمان- "سعداء رغم كل شيء"، مبادرة أطلقها الفنان الأردني أحمد القاق، قبيل عيد الفطر الماضي بأيام عدة، أراد من خلالها إدخال البهجة والفرح لقلوب الناس، وتحديدا الصغار والأحباء ذوي الإعاقة.

اضافة اعلان


وارتأى القاق بث هذه الفكرة في فترتي العيد والعطلة بين الفصلين، لشعوره بانزعاج وضجر الصغار في الحظر المنزلي، خصوصا في ظل غياب الأندية الصيفية والأماكن الترفيهية.
وجاءت فكرة المبادرة، وفق القاق، بعد متابعته لقلق كثير من الأهالي وتفكيرهم بكيفية قضاء أبنائهم فترة الحجر داخل البيوت بمناسبة عيد الفطر السعيد.

و لها خصوصية لدى الأطفال، وقد جاءت في ظروف صعبة بعض الشيء، ولم يكن سهلا على الأطفال الاستمتاع داخل المنازل في ظل أجواء الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.

السعادة محتوى خصب

يقول القاق: "إدخال السعادة على قلوب الناس من أحب الأعمال الى الله، خطرت الفكرة على البال لإدخال البهجة على الأهالي والأطفال ومحاولة لتغيير الأجواء في العيد وإضفاء التغيير على أجواء الحجر المنزلي".

ومن خلال مشاركة الناس بالغناء في فيديو كليب أغنية "الله الله" وتصويره بطريقة التباعد الاجتماعي، من داخل المنازل، بمثابة معايدة يهنئ من خلالها القاق المشاركين بعضهم بعضا في العيد، عن بعد.


وتم اختيار موضوع الأغنية، بحسب القاق، ليتواءم مع الهدف من المبادرة، وتم كتابة كلمات الأغنية عن معنى "السعادة"، وكيف يمكن تحقيقها.

ولعل هذه المبادرة تبرز فائدة من فوائد التباعد الاجتماعي، حتى تقرب البعيد، وتتيح الفرصة لتعرف الناس على بعضهم بعضا من شتى الأماكن.

بحيث تكون المعايدة عبر الكليب، للغريب والقريب. في البداية تم إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث طلب القاق من الناس المشاركة في غناء الكليب.

وبدؤوا بجمع المشاركات للاشتراك في الفيديو المصور، وقام بإرسال المقاطع الغنائية للراغبين بالمشاركة حتى يقوموا بحفظها، فضلا عن اطلاعهم على توجيهات التصوير.


يقول "لم أكن أتوقع الإقبال الكبير من قبل الناس على المشاركة؛ حيث وصلت طلبات المشاركة لغاية الآن إلى 250 مشتركا معظمهم من الأردن، 150 منهم مشاركات للأطفال.

وحظيت الفكرة بإعجابهم وبدأت مرحلة التصوير، كما كانوا سعيدين جدا في تجربة التصوير الغنائي؛ إذ كانت الأجواء مفعمة بالحيوية والطاقة، وتجربة مثيرة وجديدة عليهم".

جميع المشاركات، وفق القاق، تم تصويرها بالهاتف النقال، وبطريقة بسيطة وعفوية، وتم استقبال المشاركات وإدراجها داخل الكليب بعفويتها وببساطتها.

كما تم تسجيل الأغنية أيضا من داخل المنزل باستخدام ميكروفون منزلي، بمشاركة الطفلين مؤمن القاق، وجوري القاق في الغناء.

وواجه القاق العديد من التحديات، كان أهمها إنجاز العمل في فترة قصيرة جدا، فهو بمثابة تحد كبير له وللمشاركين، من حيث جمع وفرز وترتيب المشاركات، مبينا أنه كان يواصل الليل بالنهار قبل أيام العيد لإنهاء إعداد العمل.


ويتابع "خبرة التصوير بهذه الطريقة كانت جديدة على الناس، ولأننا حريصون على أن تحظى جميع المشاركات بالفرصة في العمل، لم نترك أيا منها، حتى وإن لم تكن مناسبة..

بل كنا نتواصل مع أصحابها، ونوجههم لإعادة التصوير من جديد، وكان هناك تعاون كبير وتآلف، وعلمنا كلنا بروح الفريق الواحد لإنجاز العمل في وقت قياسي جدا".


من الطرائف التي يذكرها القاق في تصوير العمل، نرى توقف الأطفال عن الغناء فجأة، أو ضحكهم أثناء التصوير، أو التفاعل والرقص، أو صراخهم فجأة، فكانت الأجواء طريفة وخفيفة الظل تملؤها السعادة والسرور.

أثناء تنفيذ الفكرة، أردنا أن يصل الكليب، الى جميع فئات المجتمع، فأجواء الحجر المنزلي كانت قائمة على الجميع، وموضوع الأغنية عن السعادة.

ويضيف :" وهو موضوع ليصل لجميع الناس، فشاركنا ونوّرنا في الكليب اثنين من أحبائنا الصغار المصابين بمتلازمة داون؛ يوسف وعمر، كما أننا أدرجنا داخل الكليب شرحا بلغة الإشارة لأحبائنا من الصم وضعاف السمع، فوصل الكليب بحمد الله لكل الفئات."


إطلاق الكليب


تم إطلاق الكليب في أول أيام العيد، والحمد لله تلقينا الشكر والثناء من الأهالي؛ حيث كان للعيد مع أطفالهم نكهة مختلفة، يشاهدون أنفسهم في فيديو كليب على التلفاز لأول مرة،.

وأضفى الكليب عليهم البهجة والفرح في العيد، ولاقى العمل ردود فعل إيجابية واسعة من الجمهور أيضا.

وحصد أكثر من مليون مشاهدة في "يوتيوب" و"فيسبوك"، بصفته عملا إنسانيا اجتماعيا أتاح الفرصة للناس للمشاركة في أغنية تبعث على الأمل والبهجة والسعادة.

و في ظل أجواء الحجر المنزلي الصعبة، ومن أجمل ما سمعناه عن الكليب، هو الشعور بدفء المشاعر، الوجوه السعيدة المبتسمة والبشوشة، التي تنقل الطاقة الإيجابية من المشاركين الى المشاهدين.


إنتاج كامل بدون أي تكلف

إنتاج الفيديو كليبات الاحترافية، عادة ما يحتاج لجهود وتكاليف كبيرة، مثل: فريق التصوير، حجز الموقع، الإخراج، كتابة السيناريو، وما الى ذلك من أعمال، وفي الكليب الذي قمنا بتنفيذه، لم يكن هناك أي تكلفة.

فجميع الأعمال تمت من خلال المنزل، في التصوير، والتسجيل، والتصميم، وبشكل تطوعي من المشاركين.


الرسالة من المبادرة، بحسب القاق "إن كان لديك فكرة، وأنت شغوف وملهم بها، فإنك قادر على تنفيذ هذه الفكرة ضمن الإمكانيات والأداوت المتاحة لديك وبأقل التكاليف".

وهذا لا يعني أن ما تم إنتاجه هو عمل احترافي جدا أو يتفوق على الأعمال الموجودة في السوق، طبعا هناك إنتاجات أعظم وأكبر.

لكن ما أردنا إيصاله من خلال الكليب هو أنه بالايمان والشغف نستطيع تنفيذ الفكرة بأبسط التكاليف والأدوات، وإن لم نستطع بمفردنا يمكننا الاستعانة بمن حولنا من الناس، فبالإيمان بالفكرة وحبنا لها وإصرارنا عليها، ووضع الجهد الكافي للعمل نحقق الإنجازات.

ويقول القاق "مع بعض المغامرة والمجازفة نستطيع تنفيذ أفكارنا، علينا التخلي عن قول، لا أمتلك أدوات.. الأمر مكلف.. لم يحن الوقت.. أو أي عذر من الأعذار، قاوم الأعذار وبادر بالعمل.

فمع الإصرار والجهد والاجتهاد تنجح المشاريع، وإن الأمور تؤخذ بقيمتها المعنوية وليس المادية، فالمشاعر الإيجابية، البهجة، والإلهام الذي أضفاه الكليب على المشاركين والمشاهدين على حد سواء لا يقدر بثمن".

والكليب نفذ بطريقة التباعد الاجتماعي، وتم تصميم وتجميع الكليب كاملا خلال 4 أيام، وتم أخذ فيديوهات المشاركين ببساطتها وعفويتها بدون معالجة.

والعمل كله منزلي والتصوير كله من المنزل والتكلفة صفر، العمل ملهم ومبهج ولاقى ردود فعل إيجابية.


ولم ننس ذوي الإعاقة، وفق القاق، فقد كان لهم نصيب من المشاركة (متلازمة داون)، كما أننا أدرجنا شرح الصم والبكم في الفيديو، فالعمل إنساني، والهدف منه إسعاد كل الفئات.

ولم تنته القصة هنا فتواصلت معنا مؤسسات عدة لمتلازمة داون تريد إنتاج كليب خاص بها، والآن نعمل على إنتاج كليب بنفس الطريقة، لكن متخصص لأحبائنا المصابين بمتلازمة داون وسيصدر بعد أسبوعين.