القصف الهمجي يعرقل انتشال الجرحى فينزفون حتى الاستشهاد

المادة الأممية 99.. هل تلجم غرائز الاحتلال الدموية؟

Untitled-1
فلسطينيون يدفنون جثامين شهداء في قبر جماعي بجنوب القطاع-(وكالات)

 لن يعكس شيئا تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، طالما بقي في خانة الكلام، مع اشتداد غارات الاحتلال وخروج مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة وحشر آلاف الفلسطينيين جنوبا إثر فشل سياسة "التطهير العرقي"، فالاحتلال لا يصغي إلا للجم القوة، فيما خلافاته مع واشنطن قد توصلهما لمسار تصادمي ولكنها لن تنهي تحالفهما الإستراتيجي.

اضافة اعلان


وأمام رائحة الموت والخراب التي تفوح من كل ثنايا القطاع الجريح؛ فإنه يبدو أمرا بائسا رفع الصوت الأممي، بعد زهاء الشهرين على آلة الإبادة، لاستخدام أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة للمادة 99 للفت انتباه مجلس الأمن بأن الحرب في غزة "تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين"، والمناشدة بوقف إنساني لإطلاق النار، والتي تظل مجرد دعوة ما لم يتم تمريرها بدون أن تصطدم "بالفيتو" الأميركي.


وبالرغم من تغير نبرة الإدارة الأميركية التي تشي بنفاد صبرها من جرائم الاحتلال ومجازره الوحشية ضد المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، إلا أنها لم تتخذ مواقف فعلية ضد عدوان الاحتلال، الذي لا يرتدع إلا بصمود الغزي وصلابة المقاومة وبالقوة الدولية، وما دون ذلك فإن مشهد شمال القطاع سيتكرر بصورة أكثر قتامة في جنوبه.


إذ يؤدي القصف الجوي الكثيف إلى عدم تمكن طواقم الإسعاف والإنقاذ من التنقل والوصول إلى المنطقة المنكوبة، مما يتعذر انتشال الجرحى من تحت أنقاض منازلهم التي دمرها الاحتلال فوق رؤوس ساكنيها، مما يؤدي لاستشهادهم، فضلا عن أن كثيرا من الجرحى ممن يتم انتشالهم لا تتوفر الإمكانيات الطبية لعلاجهم، فينزفون حتى الاستشهاد.


ونتيجة تواصل الغارات على مختلف مناطق القطاع، فقد استشهد أكثر من 350 فلسطينيا خلال الـ 24 الساعة الماضية، مما أدى لارتفاع عدد الشهداء إلى17177، وأكثر من 46 ألف إصابة، في اليوم الـ62 على حرب الإبادة الجماعية الاحتلالية على القطاع، الذي يعاني من مجاعة تؤثر على الأطفال الرضع والجرحى والمرضى المصابين بأمراض مزمنة.


وشهدت رفح، جنوب القطاع، مجازر مروعة في الساعات الأخيرة أسفرت عن استشهاد 22 فلسطينيا وجرح المئات، بينما وضعها الصحي كارثي نتيجة محدودية الإمكانيات الصحية التي لا تتناسب مع الاعتداءات الاحتلالية وأعداد النازحين إلى المدينة.


في حين استشهد 17 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات، غالبيتهم من النساء والأطفال، بتدمير منازل سكنية في مخيم "المغازي"، وسطا، والتي كانت تؤوي عائلات نازحة، إلى جانب 6 شهداء في مخيم الشابورة برفح جنوبا، بالتزامن مع قصف زوارق الاحتلال الحربية لساحل خان يونس ورفح بشكل مكثف.


وشن الاحتلال سلسلة غارات مكثفة على أبنية سكنية في جباليا، شمالا، مما اضطر سكان المخيم إلى دفن عشرات الشهداء في مقبرة جماعية داخله، بسبب استمرار القصف وحصاره من قبل دبابات الاحتلال وقناصته، بينما ارتقى المزيد من الشهداء والجرحى نتيجة قصف دير البلح، وسطا، والنصيرات، ومدينة غزة، فيما أطلق الاحتلال وابلا من قنابل الغاز السام شرق حي الشيخ رضوان، في غزة، ما تسبب بإصابات بالاختناق بين الفلسطينيين.

 

يأتي ذلك في ظل استمرار تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية، باستشهاد الفلسطيني عوض تايه عنبر (47 عاما)، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال قبل أسابيع في مخيم طولكرم، بالتزامن مع تحويل القدس المحتلة لثكنة عسكرية مغلقة لتأمين مسيرة المستوطنين المتطرفين، تحت شعار "فرض السيطرة الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى"، وسط تنديد فلسطيني واسع ينظر إليها بخطورة بالغة في ظل الأوضاع الراهنة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.


من جانبه، قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، أحمد عبدالهادي، أن "مجازر الاحتلال المروعة بحق المدنيين العزل والقصف الهمجي دون توقف منذ استئنافه العدوان، لكل المنازل والبنى التحتية من مستشفيات ومساجد ومدارس تؤوي النازحين، يكشف سلوكه الانتقامي بسبب حجم الخسائر في جنوده وعتاده العسكري وقوة ضربات كتائب القسَام والمقاومة الفلسطينية".


وأضاف عبد الهادي، في تصريح له أمس، أن "مجازر الاحتلال البشعة المتواصلة ضد شعب أعزل، التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلا، تتم بدعم وحماية أميركية كاملة، وأسلحة أميركية ذكية ومتطورة، لا ينقطع وصولها للاحتلال النازي، ممَا يحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية".


واعتبر أن "الولايات المتحدة الأميركية شريك أساسي فعلي مع الاحتلال الصهيوني في معركته وعدوانه على الشعب الفلسطيني الصامد المرابط في غزة من خلال التنسيق الأمني الاستخباراتي العسكري الذي بدا واضحا للجميع"، وفق قوله.


وأوضح بأن "المقاومة اتخذت قرارها بمعركة (طوفان الأقصى)، حماية للقضية الفلسطينية من الضياع والذوبان، ومن أجل وضع حد للانتهاكات والاعتداءات الصهيونية بحق الشعب والمقدسات، وهي مستمرة في الدفاع عن شعبها".


ورأى أن "الضربة التي تلقاها الاحتلال الصهيوني، في 7 أكتوبر، مؤلمة بذاتها وعلى المستوى الإستراتيجي لقادة الاحتلال المهزومين، وتؤسس لما بعدها ضمن مشروع التحرير الكامل الذي تعمل عليه حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية من خلال التحضير والتدريب والتجهيز".

 

اقرأ المزيد : 

الأردنيون يتغنون بالمقاومة الفلسطينية.. ويستخدمون رموزها في كلامهم