استقطاب الجمهور.. يستدعي احترامه

يحتفظ جمهور الكرة الأردنية في عمومه، بمشهد عزوفه عن متابعة مسابقات كرة القدم المحلية، ويبدو ذلك جليا في مسابقة كأس الأردن لكرة القدم للموسم الجديد؛ حيث يغيب الجمهور عن متابعة أغلبية مباريات المسابقة، باستثناء المباريات التي يكون الوحدات أو الفيصلي طرفا فيها، التي تشهد حضور بضع مئات يتناثرون على مدرجات ملاعب المسابقة.اضافة اعلان
تكتسب مسابقات الكرة لأندية المحترفين، أهميتها في العموم من كونها تمثل المسابقات الأبرز على صعيد الاهتمام الإعلامي والجماهيري المحلي، ولعل نجاح مسابقة كروية ما يقتضي توفر جملة عوامل؛ منها عودة جمهور كرة القدم الى "مدرجات الملاعب" من جديد، بعد أن هجر الجمهور ملاعب الكرة في السنوات الأخيرة لأسباب موضوعية عديدة لا مجال لحصرها في هذه العجالة.
وعندنا، كما هو الحال في دول العالم الثالث، يشكل جمهور الدرجة الثالثة "بالمفهوم المعنوي وليس المكاني" القاعدة العريضة من عموم جمهور كرة القدم، ورواد الدرجة الثانية أو الثالثة هم "فاكهة الملاعب" وزينتها على الدوام، يضفون البهجة على أجواء المباريات من خلال حواراتهم التي تتسم بروح الفكاهة، وهم في العادة يقتطعون من قوتهم ثمنا لتذكرة الدخول الى الملاعب، وتتمتع نسبة كبيرة من هذا الجمهور بثقافة كروية عالية، تفوق أحيانا ثقافة بعضنا نحن معشر الصحفيين الرياضيين.
ومن أجل تحفيز الجمهور على العودة الى ملاعب كرة القدم في الدوري الجديد، ينبغي احترامه في عملية تنظيم دخوله الى الملاعب، وعدم افتراض سوء النية فيه مسبقا، أو معاملته على أساس أنه مجموعة من "الزعران" لا فرق بين صالح وطالح، وهنا نتحدث عن الأغلبية الساحقة من الجمهور، وليست تلك الفئة "الضالة" التي تعاني من مرض أخلاقي وسلوكي مزمن، والتي لا علاج سوى اجتثاثها من الملاعب.
يا جماهير كرة القدم في بلدنا اتحدوا، من أجل النهوض بمسؤولية احترام النظام العام في ملاعب الكرة، واحرصوا على عدم تلبية نداء جمهور الدرجة الأولى "ردوا علينا يا.."، اذا كان الهتاف نشازا.
نتعاطف مع جمهور الدرجة "الثالثة" للأسباب السالفة، إضافة الى أنه ليس من بين هذا الجمهور من يرتاد المدرجات بدون تذكرة دخول، أو تحت مسميات عديدة.
المفارقة، أن البعض ينتقد غياب الجمهور عن متابعة المباريات، مع أن الأمر يعبر من زاوية أخرى عن ثقافة احتجاج من جانب الجمهور، الذي بقي سنوات طويلة يتكبد عناء حضور المباريات، بدون أن يحظى بالمعاملة التي يستحقها، أو متعة كروية ومستوى فني يوازي طموحه.

[email protected]