الجمباز.. ومعيار الإنجاز

كانت لي “فرصة” لقاء المسؤولين في اتحاد الجمباز، قبل أيام من انطلاقة مسابقات دورة “الحسين” الرياضية العربية التاسعة، التي استضافها الأردن في العام 1999، وهي الدورة التي شكلت اختبارا حقيقيا لرياضة الجمباز الأردنية.اضافة اعلان
قلت للمعنيين في اتحاد اللعبة آنذاك، إن تقييم عامة الرياضيين للمستوى الحقيقي لهذه الرياضة الرشيقة، يرتبط في قدرتها على إحراز ميداليات من عدمه في تلك الدورة، بدون أن يعنيهم كثيرا التعرف على الجهد المبذول، أو الصعوبات التي تواجه الاتحاد ومختلف كوادر اللعبة.
كان ذلك الطرح “صادما” لمسؤولي اتحاد الجمباز، بيد أن “الجمباز” نجح في الاختبار خلال دورة “الحسين” طيب الله ثراه، وبلغ “الذهب” بواسطة المبدعة المعتزلة ياسمين خير ومنتخب الآنسات عموما في ذلك الوقت.
أستذكر تلك المناسبة، لتأكيد حقيقة أن الدورة العربية التي استضافها الأردن قبل عام من اكتمال الألفية الثانية، شهدت النقلة النوعية لرياضة الجمباز الأردنية، وبدء مرحلة الحصاد في مسيرة اللعبة، بعد اكتمال مرحلة البناء التي امتدت على مساحة خمسة أعوام، وتحديدا منذ العام “1996”.
ومنذ تلك اللحظة، بات ظهور أبطال وبطلات المنتخب الوطني على منصات التتويج في مختلف التظاهرات العربية والإقليمية، هو المعيار الوحيد لتقييم مشاركات الجمباز الخارجية، ولا شك أن اتحاد اللعبة يدرك “قبل غيره”، مدى الأعباء المترتبة عليه جراء رسوخ هذا المعيار في أذهان الكثيرين، من أجل ديمومة مشهد الإنجاز في المستقبل المنظور.
لست بصدد تقييم مشاركة الجمباز الحالية في الدورة العربية في قطر، لكن لا بد من الإشارة الى أهمية الإنجاز الذي حققه “الأنيق” جاد مزاهرة، والمشاركة الطيبة للواعد أدهم الصقور بالنظر الى حداثة تجربته في مثل هذا المستوى من المنافسة، مع افتقاد المنتخب لجهود بطل في حجم علي العاصي “المصاب”، الأمر الذي يستحق معه اتحاد الجمباز ومختلف كوادره التحية على جهودهم، في مضمار لعبة يتطلب بناء وتهيئة أبطالها سنوات عديدة من العطاء والصبر والمثابرة.. وتجاوز الكثير من الصعوبات المالية والإدارية.