تطعيم الطلبة: "التربية" تشجع.. وخبراء يربطونه باستمرارية التعليم الوجاهي

طلبة في إحدى مدارس العاصمة وسط دعوات لتطعيم الطلاب للحد من انتشار "كورونا"-(تصوير: أمير خليفة)
طلبة في إحدى مدارس العاصمة وسط دعوات لتطعيم الطلاب للحد من انتشار "كورونا"-(تصوير: أمير خليفة)
آلاء مظهر عمان – فيما انطلقت مبادرات من بعض المدارس مؤخرا لاستفتاء أولياء الأمور حول إمكانية تلقي ابنائهم لمطعوم فيروس كورونا، يجمع خبراء تربويون على أهمية تحصين الطلبة ضد الفيروس باعتبارها خطوة حاسمة للحفاظ على استمرارية التعليم الوجاهي. ويؤكد هؤلاء الخبراء على أهمية مواصلة توعية الطلبة وذويهم بضرورة أخذ اللقاح حفاظا على صحتهم ووقايتهم من الفيروس والمساهمة في انحسار الوباء. واعتبروا في حديثهم لـ"الغد"، ان المبادرات التي تقوم بها بعض المدارس في هذه المرحلة حول استفتاء أولياء الأمور بامكانية تطعيم ابنائهم ضد فيروس كورونا هي خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب تعميمها في كافة المدارس وان يحتذى بها. الأمين العام لوزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة نجوى القبيلات قالت "هناك مبادرات فردية انطلقت مؤخرا في بعض المدارس الحكومية من أجل استفتاء أولياء أمور طلبة حول إمكانية تلقي ابنائهم لمطعوم فيروس كورونا من خلال الحملة المدرسية لتطعيم طلبة المدارس". وأضافت قبيلات في تصريح لـ"الغد" ان الوزارة عممت هذه المبادرة على جميع مديريات التربية والتعليم حيث اعتمدت الوزارة نموذجا ورقيا يتحدث الجزء الأول منه على أهمية المطاعيم والجزء الآخر يتضمن طلب موافقة لولي الأمر للمشاركة في الحملة المدرسية لتطعيم طلبة المدارس وعلى ولي الأمر أن يوقع خطيا على ذلك. وبينت القبيلات حملة تطعيم طلبة المدارس قد انطلقت أمس، في إحدى مدارس العاصمة عمان، وكانت الموافقة لولي أمر 260 طالبة، جرى تطعيم 65 طالبة منهن، على ان تستكمل اليوم عملية تطعيم باقي الطالبات. وأوضحت ان غدا الاربعاء ستنطلق هذه الحملة في تربية لواء القويسمة أيضا، مبينة أن جميع المدارس ستعمم الاستمارة على أولياء الأمور ليصار إلى حصر أعداد الطلبة الراغبين في تلقي المطعوم ليتم التنسيق مع وزارة الصحة والمركز الوطني لإدارة الأزمات. وأشارت إلى أن تلقي المطعوم هو اختياري وهدف الحملة هو اتاحة الفرصة للطلبة الراغبين في تلقي المطعوم داخل المدارس، لافتة إلى أن نوع المطعوم المعتمد لتطعيم طلبة المدارس هو "فايزر" فيما الفئة المستهدفة هم الطلبة من الأعمار 12 الى 18 عاما. وأضافت أن الوزارة اتخذت قرارا بتحويل الدراسة عن بعد في عدد من الشعب الصفية بسبب إصابات بين الطلبة، وبواقع 246 شعبة حتى أمس. وكشفت القبيلات عن تعليق دوام الوجاهي في 5 مدارس حكومية وخاصة خلال اليومين الماضيين، وتم تحويلهم إلى التعليم عن بعد، فيما بلغت نسبة الإصابة بفيروس كورونا النشطة في قطاع التعليم 0.6 % من العدد الكلي للطلبة والعاملين في قطاع التعليم. وأشارت إلى أن نسبة طلبة المدارس الحاصلين على الجرعتين من المطعوم المضاد لفيروس كورونا قبل بدء الحملة بلغت 7 %. وقال الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة إن المدارس يقع عليها العبء الأكبر بهذه المرحلة في توعية الطلبة وذويهم بأهمية تلقي المطاعيم المضادة لفيروس كورونا المستجد. وأضاف النوايسة لـ"الغد" أن العديد من المدارس بدأت خلال الفترة الماضية في حملة استفتاء أولياء أمور الطلبة حول امكانية تطعيم ابنائهم ضد فيروس كورونا، معتبرا ان هذه المبادرة يجب تبنيها وتعميمها في جميع مدارس المملكة. وأشار إلى انه لا يمكن الوصول للمناعة المجتمعية دون تطعيم الطلبة البالغ عددهم نحو مليوني طالب وطالبة يشكلون ربع المجتمع. وبين النوايسة أن طلبة المدارس يعتبرون عنصرا رئيسيا ومهما في الحفاظ على صحة المجتمع الأمر الذي يستدعي اقبال الطلبة من الاعمار 12 الى 18 عاما، على أخذ المطاعيم كون 33 % من نسبة الإصابات بفيروس كورونا تعود لطلبة المدارس. وأوضح ان استمرارية التعليم الوجاهي في المدارس تعتمد الآن على مدى الإقبال على تلقي الطلبة للمطاعيم، من أجل توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية وضمان سيرها بدرجة أمان عالية، لافتا إلى أن فئات عديدة من المجتمع تلقت المطاعيم دون تسجيل أي اضرار، بينما وفرت لهم حماية من الوباء. وأكد النوايسة ان تلقي المطاعيم سيضمن ديمومة صحة المجتمع الأمر الذي سيمكن الوزارة من تقديم تعليم نوعي متكامل لتعويض الطلبة عن الانقطاع القسري نتيجة الجائحة، مشيرا إلى انه وحال تلقي طلبة المدارس بالإضافة إلى عدد الطلبة المتلقين في الجامعات والمجتمع ستصبح مناعة مجتمعية لدينا تزيد على 70 % الأمر الذي سينعكس إيجابا على جميع القطاعات دون اسثتناء. وشاركته بالرأي الخبيرة التربوية الدكتورة حنان العمري قائلة "إن العديد من دول العالم باشرت في تطعيم طلبة المدارس لديها ضد فيروس كورونا، إذ أن هذا التوجه ليس مقتصرا على الأردن". وبينت العمري لـ"الغد" ان الهدف من اعطاء المطاعيم لطلبة المدارس من أجل حماية ووقاية الطلبة انفسهم وغيرهم من الإصابة بهذا الوباء. وأوضحت أن المبادرات الفردية التي تقوم بها المدارس في هذه المرحلة من أجل استفتاء أولياء الأمور ان كانوا يرغبون باعطاء ابنائهم المطاعيم المضادة للفيروس هي خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب تعميمها في كافة المدارس وان يحتذى بها. وبينت ان التعليم عن بعد خلال فترة الجائحة لم يلب الطموح وكان عليه العديد من الملاحظات من قبل أولياء الأمور، ومن أجل استمرارية التعليم الوجاهي أو الهجين، على أولياء الأمور أن يدركوا أهمية المطاعيم، لافتة إلى أن التعليم الوجاهي داخل أسوار المدارس لايمكن ان يكون له بديل آخر، فالقيم والمهارات والمعارف التي يمكن ان يكتسبها الطالب نتيجة تفاعله المباشر مع المعلمين واقرانه لايمكن اكتسابها من خلال عملية التعلم عن بعد. وأوضحت أن اليوم العالمي للطفل الذي صادف قبل يومين، حمل شعارا "لكل طفل.. كل الحق" فالتعليم والصحة هما حقان أساسيان للجميع. وأشارت إلى أن المصلحة العامة تغلب المصلحة الخاصة، ومن هذا المنطلق ومن أجل حماية المجتمع علينا جميعا ان نقبل على تلقي المطاعيم لابقاء المدارس مفتوحة والاستمرار في العملية التعليمية والتربوية بالشكل المناسب الذي يحقق الأهداف المرجوة لنمو وتطور الطلبة. من جانبه، دعا نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني أولياء الأمور إلى تحصين ابنائهم ضد فيروس كورونا باعتباره الملاذ الآمن من الإصابة بالفيروس والطريقة الأكثر أمانا وفعالية للحد من انتشار العدوى. وأشار الصوراني إلى أهمية قيام المدارس بالتواصل مع أولياء أمور الطلبة لحثهم على تلقيح ابنائهم، مثمنا أي مبادرة تقوم بها المدارس من أجل تشجيع طلبتها للاقبال على أخذ المطاعيم كون التطعيم يتجاوز الوقاية الفردية ليشمل المحيط المجتمعي ككل. وأكد على أهمية الدور التوعوي للمدارس في عقد الندوات والمحاضرات التي من شأنها تعزيز الإقبال على المطاعيم وتبين فوائده لأولياء أمور الطلبة، معتبرا أن توسيع نطاق التطعيم ليشمل طلبة المدارس سيسهم في الوصول إلى المناعة المكتسبة. وبين الصوراني أهمية دور المرشدين التربويون في تقديم النصائح والارشاد وتوعية أولياء أمور الطلبة بأهمية المطاعيم التي من شأنها المحافظة على استمرارية التعليم الوجاهي، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود في هذه المرحلة من أجل الوصول إلى بر الأمان.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان