تغييرات طفيفة

أجمل رحلات العمر، وأمتع مغامرات السفر مع مكاتبنا الخبيرة الباهرة العارفة في بواطن السياحة والسفر وعوالم الرحلات.
ثمة عناوين كبيرة هدفها فقط إبهارنا.. إخافتنا ورفع مستوى (الأدرنالين) والتوقعات إلى حدها الأعلى حين نقرأ إعلانات السفر و(بهرجات) مكاتب السياحة والسفر ووعودها في رحلات الصيف والعيد ومواسم العطلات.اضافة اعلان
بين التوقعات والحقائق، ثمة مسافة دائماً تفوق مسافات السفر إلى المدن التي نذهب إليها، وإليكم التفاصيل..
"احجز لشخصين واحصل على تذاكر لأطفالك مجانية"، والواقع أن السعر كيفما كانت الحسبة هو واحد أو "خمسة أيام وأربع ليال في شرم"، الواقع أن جزءاً كبيرا من اليوم الأول وجزءاً أكبر من اليوم الأخير تضيع في المطارات وانتظار الطائرات التي تُبَرمج في وقتها دون مواعيد دقيقة كما نعرف في رحلات الطيران العالمي المعروفة.
"غرفة في فندق خمس نجوم على البحر مع الإفطار بمئة وتسعة عشرة ديناراً في انتاليا"، عند الوصول يتغير الفندق بفعل ساحر وتهبط النجوم وإطلالة البحر التي وعدنا بها تذهب هباءً، مع تبريرات المستقبلين بأزمة العدد وانشغال الموسم، وإن "البحر كان بالفعل موجوداً هنا قبل عملية التوسعة التي أتمها الفندق".
سيارة بانتظارك في مرمريس.. هناك، يكون بانتظارك حافلة عملاقة تنتظر لساعات وأنت معها لتملأ حمولتها من ركاب كل الطائرات القادمة من عمان ومدن أخرى.
السعر الظاهر في الكشف بشكل لافت وخط بارز (99) دينارا فيما وراء الرقم، كلمة بخط أصغر وخط باهت غير مقروء..(ابتداء من)، أما الوعد بأجمل الرحلات فهو الأساس الدائم للعلاقة.
"الطيران من مطار الملكة علياء الدولي" قبل لحظات فقط، تُبلغ الأسر المُتحمسة المُنتظرة على أحر من الجمر أن السفر تغير إلى ماركا وبطائرات أخرى غير تلك التي وعدنا بها "لكنها أحسن منها".
في شرم الشيخ إما أن نُقلع أو لا، فعشرات الطائرات التي من المفروض أن تكون على موعدها، لا تأتي أبداً.. يطول انتظارنا، حتى نُصبح خبراً في موقع الكتروني حول "الأردنيين العالقين في مطار شرم بانتظار إنقاذ حكومي".
بالتقسيط، بالبطاقة، بالشيكات، بلا شيء.. ليس مهماً فقط زورونا لتروا العجب.. دعني أذهب بعيداً معك.. "ادفع ضريبة التذكرة فقط واحصل عليها مجاناً.. يا سيدي ادفع الفندق واحصل على تذكرة الطائرة مجاناً أو العكس.. افعل ما يحلو لك المهم سافر معنا".
"الأسعار تشمل كافة الضرائب وتشمل كافة الوجبات والخدمات والتنقلات.. المواصلات والرحلة البحرية وحديقة الحيوانات، عروض خاصة للكبار والصغار وبناء على الطلب المتزايد، رحلات اضافية قريبا واستقبال حافل من ابناء مرمريس وبودروم واستنبول وشرم، وجميع مشروبات السوفت.. داخل الخليج وعلى البحر وفي قلب المدينة التجاري وبالقرب من المطار وعلى سفح الهضبة وعلى مقربة من مناطق الترفيه والاستمتاع.. كلها في نقطة واحدة هو مكان اقامتك".
وعود بلا حدود، دائماً وعود، ثم تغييرات طفيفة في اللحظات الأخيرة، "آملين من زبائننا تفهم الأسباب"، لا مجال للعناء ولا للشكوى ولا لمراجعة لوزارة السياحة والسفر فهي "معنا تعرف كل التفاصيل.. بل سافرت معنا مراراً ونالت ذات الوعود".
رحلات الصيف ومتعة السفر مرة أخرى تضعنا أمام تحديات الاستهتار بحق المواطن، رغم أن هناك مكاتب ووكلاء للسياحة والسفر يشهد لهم بالتزامهم المهني والأخلاقي والقانوني وخدمة المواطن بأفضل مايكون دون وعود وتغييرات طفيفة، وعلينا أن نستفيد منهم وندعمهم.