دعوات لتعزيز التعاون مع سورية بحماية الحدود

زايد الدخيل

عمان - في وقت أعلن فيه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الحدود الشمالية للأردن أصبحت مستهدفة من تجار المخدرات، دعا مراقبون الى تعزيز التعاون اللوجستي مع الجانب السوري، باعتباره إحدى وسائل ضمانة الحدود الأردنية السورية، في ظل وجود تداخلات كثيرة، تشمل روسيا وإيران في تلك المنطقة الحساسة أمنيا.

اضافة اعلان


وكانت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، أعلنت الأسبوع الماضي تغيير قواعد الاشتباك على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، للتصدي لمحاولات التسلل والتهريب، التي وصفها المراقبون بـ"المنظمة"، إثر إطلاق مجموعة مهربي مخدرات النار على قوات حرس الحدود الأردنية، قبل فرارهم إلى العمق السوري، بعد الرد عليهم بالمثل، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد ضابط من قوات حرس الحدود وإصابة 3 آخرين، استشهد واحد منهم لاحقا إثر إصابته البليغة.


اللواء المتقاعد وليد فارس كريشان، أكد أهمية تعزيز التعاون اللوجستي مع الجانب السوري، باعتباره إحدى وسائل ضمانة الحدود الأردنية السورية، في ظل وجود تداخلات كثيرة، معتبرا أن عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، مصلحة عليا لهما في دعم استقرار المنطقة، مشددا على أن الأردن يقف إلى جانب سورية قوية متعافية من الإرهاب والتطرف.


وبين أن الوضع الطبيعي للعلاقات بين الأردن وسورية، يجب أن تكون دوما جيدة وعلى مستوى عال من التنسيق وتبادل الآراء والاستراتيجات، بهدف التعاطي مع حالات التهريب والتسلل المنظمة التي تشهدها حدود البلدين التي تمتد لنحو 375 كلم، إذ أحبط الجيش الأردني نحو 361 عملية تسلل وتهريب العام الماضي.


وأرجع كريشان تفاقم حالة الانفلات من الجانب السوري على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع الأردن، الى نمو العصابات والميليشيات المسلحة في الأراضي السورية.


ومن جهته، يقول السفير السابق أحمد مبيضين، إن الأردن ينظر إلى الجانب الأمني بالدرجة الأولى بشأن الحدود الشمالية الشرقية بين البلدين، وهو أمر يحسب للدولة الأردنية في ظل ما شهدته المناطق السورية المحاذية للحدود مع الأردن من أحداث، وسيطرة فصائل مسلحة هناك، ذات ولاءات مختلفة، ما يجعل من الصعوبة بمكان معرفة الوضع الأمني في تلك المناطق، ومدى تأثيره مستقبلا على العلاقات بين البلدين.


ويضيف "أن هذا يوجب على الأردن وسورية، السعي لتحسين العلاقات الثنائية والتعاون اللوجستي، لمواجهة التحديات في مناطق جنوب سورية والحدود بشكل عام، خصوصا مع ورود المعلومات التي تتحدث عن وجود مصانع للمخدرات الكيماوية في هذه المناطق، إضافة الى تفشي العصابات والميليشيات على خلفيات متعددة".


وفي أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، بحث رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي مع وزير الدفاع العماد علي أيوب في عمان، قضايا ذات اهتمام مشترك، وفي مقدمتها تنسيق جهود ضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب، ومواجهة عمليات التهريب عبر الحدود، بخاصة تهريب المخدرات.


ويرى الوزير الأسبق مجحم الخريشا، أن المشهد اليوم فيما يتعلق بالعلاقات السورية-الأردنية، يجب أن يتجاوز الدبلوماسية، ليصل إلى مرحلة التنسيق الأمني والعسكري على جانبي الحدود، للحد من عمليات التسلل والتهريب المنظمة، بخاصة الحدود الشمالية الشرقية.


ويؤكد الخريشا أن زيارة الوزير السوري للأردن مهمة جداً، فموضوع الحدود أمر مقلق بالنسبة للأردن، بخاصة بشأن قضايا كتهريب الأسلحة والمخدرات، لكن الأبعد من ذلك، هو الأمن السياسي للحدود، لأن الأردن كان لديه مشكلة منذ بداية الحرب في سورية، تتبلور في أنه لا يريد جماعات إرهابية على حدوده.

إقرأ المزيد :