أمراض المريء المسبب الأبرز لعسر البلع

أمراض المريء المسبب الأبرز لعسر البلع
أمراض المريء المسبب الأبرز لعسر البلع

 

عمّان- عسر البلع أو صعوبة البلع يحدث نتيجة أحد الأمراض التي تصيب الفم، البلعوم، المريء، أو الأعضاء المحيطة بالمريء، ولكن السبب الأكثر انتشارا، والأكثر أهمية أمراض المريء نفسها.

اضافة اعلان

ويعتبر تحديد نوع عسر البلع أحد العوامل الهامة لفتح الطريق أمام الوسائل التشخيصية والعلاجية، وينبغي بداية التساؤل وتوضيح النقاط التالية:

- إذا كان عسر البلع للمواد الصلبة أم السائلة أو الاثنين معا؟

- إذا كان مستمرا في كل وجبات الطعام أم متقطعاً؟

- إذا كان شديدا أو بسيطا؟

- هل يرافقه ألم؟ حيث إن عسر البلع المؤلم عادة ما يكون نتيجة التهابات شديدة في المريء.

- هل هنالك ارتداد لمواد الطعام من المريء إلى الحلق أم لا؟ فإذا كان هناك ارتداد، يجب ذكر محتويات المواد المرتدة وهل يوجد دم أو عصير صفراوي فيها.

- هل يرافق عسر البلع نقص في الوزن، أو نقص في الشهية، أو فقر دم، وهل هناك تغيير في صوت المريض؟.

أسباب عسر البلع

1. أمراض داخل المريء.

يتميز المريء بكونه أنبوبا عضليا ينقل الطعام من منطقة الحلق إلى داخل المعدة، لذلك فإن أسباب عسر البلع في أغلب الحالات تكون نتيجة أمراض في المريء، أو في الأعضاء المحيطة به.

أ. عسر البلع الناتج عن التهابات المريء الهضمية:

يحدث التضيق في المريء نتيجة عدة عوامل، أهمها تكرار الالتهابات والشفاء منها مرات عديدة، والتهابات المريء لها عدة أسباب من أهمها:

- الارتداد المتكرر للإفرازات الحامضية من المعدة إلى المريء.

- استخدام الأنبوب الفموي المعدي لمدة طويلة.

- ابتلاع مواد مقرحة.

- التهابات بكتيرية أو فيروسية داخل المريء.

- قد يحدث التضيق أحيانا عند علاج دوالي المريء بواسطة المواد المصلبة.

ومن المعروف أن الارتداد المعدي المريئي من أهم وأكثر الأسباب، حيث يؤدي إلى التهابات في المريء نتيجة تأثير الإفرازات الهضمية الخادشة للغشاء المخاطي، وتكرار الارتداد يؤدي إلى التهابات مزمنة في المريء، وقد ينتهي بتليف في الجدار وتضيق في القسم الأسفل، الذي قد يمتد من 15-5 سم.

وهناك بعض الحالات النادرة التي قد تنتهي الى تضيق شديد يمنع أي تغذية عن طريق الفم، إضافة إلى إمكانية التحول السرطاني في ذلك الجزء المتضيق.

وفي حالة التضيق، فإن المريض سوف يشتكي من عسر البلع الذي قد لا تظهر أعراضه إلا بعد أسابيع أو شهور، أو حتى سنوات من بداية الأذى، وعادة ما يستمر عدم القدرة على بلع السوائل لفترة طويلة، ويرافق عسر البلع شعور بألم أثناء البلع، وفي أغلبية الحالات يكون تحديد المريض للمنطقة التي يستعصي فيها مرور الطعام تتوافق مع موقع الانسداد تقريبا.

ب. عسر البلع الناتج عن تضيق المريء بسبب تناول مواد كاوية:

يحدث التضيق في المريء نتيجة احتراق المريء بمادة كلوية كاوية يتم تناولها غالبا عن طريق الخطأ أو نادرا، نتيجة محاولة الانتحار، هذه المواد الكلوية الكاوية تحدث تآكلا في الغشاء المخاطي وفي الطبقة تحت المخاطية، وتؤدي إلى تصلب الطبقة العضلية وانكماش جدار المريء، وأن التضيق الذي يحدث نتيجة المواد الكلوية غالبا ما يكون في أسفل المريء، ولكن أحيانا في مناطق متعددة، وقد نجد التهابات شديدة في الحلق والبلعوم.

ج. عسر البلع الناتج عن الأورام الخبيثة:

يعتبر عسر البلع العلامة الاساسية المميزة للأورام الخبيثة في المريء، ويتطور عسر البلع ويشتد بسرعة لكنه أحيانا قد يكون خفيفا متقطعا، ويرافقه تشنج في المريء والتهابات شديدة.

والحقيقة أنه لا يوجد دائما تناسب واضح بين شدة عسر البلع، ومدى امتداد الورم، لذلك فدائما وأبدا عند وجود تلك العلامة يجب إجراء تصوير شعاعي ملون للمريء، أو إجراء تنظير للمريء لمشاهدة الموجودات، وأخذ عينات من المناطق المشتبه فيها لمعرفة طبيعتها.

التشخيص يكون بواسطة

التنظير: حيث يتم التأكد من وجود الورم الخبيث وتحديد مدى انتشاره وامتداده، بالإضافة إلى أنه يسمح لنا بأخذ عينات (خزعات) من المنطقة المصابة ودراستها تحت المجهر لمعرفة طبيعة الورم.

بقلم د. نعيم أبو نبعة

استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد