"الأوميغا 3" تحسن المزاج وتحارب الاكتئاب وتقي من الجلطات

السمك من أهم مصادر "الأوميغا 3" التي تلعب دوراً أساسياً في الوقاية من الجلطات- (أرشيفية)
السمك من أهم مصادر "الأوميغا 3" التي تلعب دوراً أساسياً في الوقاية من الجلطات- (أرشيفية)

عمان- يعجز جسم الإنسان عن صناعة "الأوميغا 3"، الأحماض الدهنية الأساسية، لذا لابد من البحث عنها في الغذاء اليومي الذي يتناوله المرء، ومن أهم مصادره الغذائية السمك الدسم كالسردين والتونا، زيوت الكتان المكسرات مثل الجوز، نبات القمح والصويا، فضلا عن الزيوت النباتية المألوفة بما فيها زيت الزيتون الذي يحتوى على أوميغا 6، إضافة إلى البيض.اضافة اعلان
وتوجد أوميغا3 أيضاً في الخضراوات والورقيات ذات اللون الغامق مثل؛ البروكلي والخس، ومن مصادرها اللحوم البيضاء والحمراء مثل: الدجاج، الأغنام، الديك الرومي والبط والبقر، وهي مصدر صحي "للأوميغا 3"، وذلك إذا طبخت بحرارة منخفضة، فالحرارة العالية تؤدي لتكون مواد ضارة بالإضافة لفقدانها كثيرا من المواد المفيدة.
ويحتاج الرجال ما بين 2 غم و 2.5 غم من الأوميغا 3،  في حين أن النساء يحتجن ما بين 1.6 غم و 2.5غم، ولتأمين الكمية من أوميغا 3 يكفي تناول محتوى علبة سردين بزيت الزيتون كل أسبوع.
ويتسبب النقص في الأوميغا 3 في الأمراض التالية: الصداف وهو مرض جلدي يظهر على شكل بقع بيضاء، فضلا عن الإصابة ببعض الحساسيات، إلى جانب القوباء "Herpes" وهو التهاب فيروسي جلدي مزمن، إضافة إلى السرطان، وارتفاع الضعط أو أمراض قلبية أخرى، عدا عن أعراض الطمث قبل أوانه.
تلعب الأوميغا 3 دوراً أساسياً في علاج الجلطات ومنع الإصابة بها؛ حيث إنها تقلل من لزوجة الدم وتمنع ترسب الكولسترول على جدار الأوعية الدموية، ومن ثم تقلل نسبة حدوث الجلطات، وتمنع أيضاً انسداد الشرايين لذلك يجب على كل أم أن تحرص على أن يتناول أبناؤها الأطعمة التي تحتوي على "الأوميغا‏ 3‏".
كما أن زيوت أوميغا-3 الموجودة في الأسماك تمنع تراكم الدهون وترسبها في جدران الشرايين التي إذا بقيت من دون علاج فإنها ستسد مجرى الدم الواصل للقلب والدماغ، وتسبب الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية، ويساعد أكل السمك مرة واحدة أسبوعيا في الحد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
إن الأسماك تمنع حدوث تجلط الدم في الدماغ وذلك عن طريق الأحماض الدسمة الجيدة، كما أن تناول الأسماك يقلل من ضغط الدم ومن النزف الدماغي، تناول الأسماك بانتظام؛ أي ثلاث مرات أسبوعيا، يمكن أن يقلل من السدادات الدماغية والخثرات الدموية بمعدل 48 في المائة على الأقل.
أن زيوت "أوميغا3" تمنع عمل الكولسترول السيئ الذي يتراكم على جدران الأوعية وتعاكس عملية الأكسدة المدمرة للخلايا التي تشبه النار في الجسم، كما أنها تساعد على إعادة ضبط ضغط الدم المرتفع.
وتساعد "أوميغا 3" في علاج مشاكل الجهاز الهضمي وتجديد جدران الأمعاء، كما أن معاكستها لتأثير الأحماض الضارة والكولسترول السيئ يؤدي إلى ذوبان الصفراء وتفتيت الحصوات المرارية وإبقائها صغيرة الحجم، كما أنها تصون الدورة الدموية والعضلات والجهاز الهضمي والغدد الهرمونية وجهاز المناعة، والدماغ والطاقة البصرية، وتحول دون الإصابة بالسمنة والسكري وذلك بتخفيف مقاومة الأنسولين وتساعد هذه الزيوت على تجديد الخلايا البنكرياسية التي تحمي من السكري، كما انها تقي من بعض أنواع السرطان، وتحافظ على ليونة البشرة، كما ان لها دورا في مجال طبابة الجلد حيث تحسن حالة الجلد والبشرة الجافة والمقشرة وكذلك حالة الشعر التالف أو الجاف.
ودلت آخر الأبحاث أن للأوميغا 3 فعالية في معالجة الصداع وفي صيانة الطاقة الذهنية والعقلية، ولها علاقة مباشرة بارتفاع نسبة الذكاء والتركيز لدى الإنسان‏، لذلك فهي غذاء مهم جداً للمخ، أما عند النساء فهي تقلل تقلصات آلام الطمث حيث تعمل على منع إطلاق "البروستاجلاندينات" التي تزيد من التقلص العضلي، وهذه الأحماض الدهنية تساعد على تكوين مواد كيماوية شبيهة بالهرمونات في الجسم تعمل على إرخاء العضلات والأوعية الدموية، وتخفف آلام التقلصات والآلام الحوضية.
وللحصول على وزن صحي، فإن "أوميغا 3" الخيار الأفضل فهي تحفز إنتاج الهرمونات التي تشعر الجسم بالشبع وتعدل مستوى الأنسولين؛ حيث يتوقف المرء عند اشتهاء الحلويات وغيرها من الكربوهيدرات المسببة للسمنة، وهو يساعد في التقليل من إفراز الجسم للأدرينالين الذي يزيد من تراكم الدهون في البطن.
وتسهم "أوميغا 3" في محاربة الاكتئاب فهو يناسب بشكل كبير المرضى النفسيين؛ لأنه مضاد للانهيار العصبي، كما تساعد على تحسين المزاج فهي أساسية لوظيفة الدماغ العصبية، وذلك لأن زيوت "أوميغا 3" تدخل في تركيب الأغشية الخلوية العصبية وتركيب وصلاتها، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الأغذية الغنية بهذه الزيوت معدل الإحباط لديهم أقل من غيرهم بنسبة 10 /1 فهي مهمة جداً للنشاط العصبي السليم.
ومع تفاقم مشكلة السمنة في أنحاء متفرقة من العالم، يعتقد البعض أنه ليست هناك حاجة لإضافة أي نوع آخر من الدهون إلى الأنظمة الغذائية الغنية بطبعها، ولكن الغالبية تجهل أهمية بعض أنواع من الدهون بالنسبة إلى حالة الإنسان النفسية، مثل "أوميغا 3" المتواجد بكثرة في زيوت الأسماك لأنها دهون مفيدة.
وقد يخلط الناس ما بين دهون "الأوميغا 3" و"الأوميغا 6"، حيث تتواجد الأخيرة في البيض والزيوت النباتية والسمن، وعادة ما ينصح الأطباء بالموازنة بين النوعين؛ لأن عدم اتزانهما يمكن أن يسبب خطر الإصابة بالسكتة القلبية.
م. إنعام اللوباني
اختصاصية تغذية
[email protected]