الإنفلونزا الموسمية.. هل ندخل نفق التأثيرات المتشابهة مع كورونا؟

محمود الطراونة عمان- هل يمكن التمييز بين الإنفلونزا وبين كورونا وهل تزيد الأولى من نسب الإصابة بالثانية؟ خاصة وأننا على أبواب أيلول الذي تزداد معه حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية بالتزامن مع استمرار انتشار فيروس كورونا للسنة الثانية على التوالي لكن هذه السنة بنسخة "الدلتا". الخبراء يشيرون الى ان المناعة المجتمعية التي اكتسبها المجتمع بفعل المطاعيم قد تساعد على تلافي الإنفلونزا الموسمية والتي قد لا تأتي شديدة هذا العام، مشيرين الى أنها تزامنت العام الماضي مع ذروتين وبائيتين ولم يتمكن الخبراء من تمييز تأثيراتها. وأشاروا الى ان الاستمرار بالإجراءات الوقائية وتلقي مطاعيم الإنفلونزا الموسمية للحالات الخطرة ضرورة يتوجب الاستمرار بها. وقال خبير الفيروسات د. عزمي محافظة لـ "الغد": إن الوقاية من كورونا تشكل وقاية من كافة الامراض التنفسية وربما تكون موجة الإنفلونزا الموسمية هذا العام مختلفة، إلا أن كورونا أكسبت الجسم مناعة عالية لدى عدد كبير من السكان بفعل المطاعيم وإجراءات الوقاية والتي يمكن السيطرة عليها بالاستمرار بالإجراءات الوقائية حتى مع المتحورات فإن قدرة فيروس كورونا على الانتشار باتت أقل. واضاف، ان دولا عديدة في العالم اقتربت من السيطرة على كورونا بشكل نهائي، معربا عن اعتقاده أن الأشهر المقبلة لن تكون سيئة. وبين ان اعراض كورونا تتشابه مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، لافتا الى ان الخبراء سيراقبون مع بداية ايلول (سبتمبر) التطورات، داعيا المواطنين الذين يحتاجون لمطعوم الإنفلونزا الموسمية الى تلقيه هذا العام. بدوره قال الخبير الوبائي عبد الرحمن المعاني انه مع اقتراب فصل الشتاء تنتشر أمراض نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية الأمر الذي يثير مخاوف الكثيرين حول العالم خصوصا مع تفشي فيروس كورونا والذي تتشابه أعراضه مع تلك الخاصة بهذه الأمراض وبالتالي يجب التمييز بين الأمراض الثلاثة. وتعد الحمى والسعال المستمر الجاف وفقدان حاستي الشم والتذوق او إحداهما والإعياء والتعب والتهاب الحلق والصداع وضيق التنفس من الأعراض الأكثر شيوعا لفيروس كورونا، اما نزلات البرد فأعراضها العطس؛ والشعور بالألم وسيلان الأنف والتهاب الحلق مع سعال خفيف. أما الإنفلونزا الموسمية فأعراضها الحمى والتعب؛ السعال الجاف وآلام بالجسم والصداع والسيلان أو انسداد بالأنف؛ والتهاب بالحلق مع احتمال حدوث إسهال عند الأطفال؛ ولا يصاحب الإنفلونزا الموسمية عطس او ضيق تنفس. وأشار المعاني إلى أنه يجب مراجعة الطبيب او المستشفى لعمل الفحوصات الضرورية خصوصا (pcr) والصور الشعاعية والفحوصات الأخرى الضرورية للتمييز بين هذه الأمراض واتخاذ الإجراء الطبي الضروري. من جهته، قال خبير الأوبئة مهند النسور، في العام الماضي لم نشهد أي تأثيرات للإنفلونزا الموسمية بسبب التباعد وطبيعة فيروس كورونا التي تحجب الإنفلونزا الموسمية. واضاف، لا أتوقع أن نرى شيئا أكثر من المعتاد او تأثيرات كبيرة للإنفلونزا الموسمية، لافتا الى أنها ووفقا للوضع في العالم ستكون طبيعية غير انها ستظهر ولكن ليس بمستويات كبيرة. ولفت الى ضرورة التقيد بإجراءات التباعد والإجراءات الاحترازية، مشددا على ضرورة تلقي مطعوم الإنفلونزا الموسمية للفئات الاشد اختطارا، إذ لا يوجد أي تعارض بين مطعومي كورونا والإنفلونزا الموسمية او الطبيعية. وحث النسور المواطنين على اتخاذ الإجراءات الضرورية والوقاية في حال ظهور أي حالات مشتبهة والتأكد من خلال إجراء فحوصات "بي سي آر" والصور الشعاعية، مشددا على اهمية تلقي مطعوم كورونا حماية ومنعا من انتشار الفيروس وتأثيراته.اضافة اعلان