التصلب اللويحي المتعدد: مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي

التصلب اللويحي المتعدد: مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي
التصلب اللويحي المتعدد: مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي

 

عمّان-الغد-يصيب التصلب اللويحي المتعدد الجهاز العصبي المركزي والذي يتكون من الدماغ، والنخاع الشوكي والأعصاب البصرية. وهو مرض مزمن لا يمكن التكهن به. ويسبب تنميل في الجسم, واختلال التوازن, وضعف الأطراف وأحياناً مشاكل في الرؤية.

اضافة اعلان

يعتقد أن هذا المرض متعلق بالمناعة الذاتية بمعنى أن نظام المناعة للفرد يهاجم خلاياه وأنسجته. ونتيجة لذلك فإن المايلين (myelin) (العازل الواقي المحيط بالألياف العصبية للجهاز العصبي المركزي) يُدمَّر وتحل مكانه ندب. وبالمحصلة يتداخل هذا التلف مع تواصل الاعصاب بين الدماغ، النخاع الشوكي والاعصاب البصرية.

ومع أن الاسباب المحددة للتصلب اللويحي المتعدد ما زالت غير معروفة، إلا أن الدراسات الحديثة تقترح أن مجموعة من العوامل البيئية والجينية تلعب دورا في التسبب بهذا المرض.

العوامل البيئية:

إن التصلب اللويحي المتعدد أكثر شيوعاً في المناطق الأبعد عن خط الاستواء. لذا فهو شائع نسبياً في بريطانيا، وأميركا الشمالية، وكندا والمناطق الاسكندنافية لكنه شبه غير معروف على الاطلاق في دول مثل الاكوادور وماليزيا. إن السبب لهذا التوزيع غير واضح لكن يُعتقد أن هناك شيئاً ما في البيئة، ربما بكتيريا أو فيروس، يسبب تدمير المايلين في الحيوانات والانسان. ورغم وجود عدد من الفيروسات التي ارتبطت كمسبب للتصلب اللويحي المتعدد، لكن لا توجد أدلة محددة تربط فيروس معين بهذا المرض.

الجينات:

إن التصلب اللويحي المتعدد ليس حالة مورّثة ولا يسببها جين محدد منفرد. لكن هناك احتمال 2% للطفل أن يُصاب بالتصلب اللويحي المتعدد إذا كان أحد الوالدين مصاباً.

يُقدر عدد المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد نحو 2.5 مليون حول العالم. إن احتمال إصابة النساء بالتصلب اللويحي المتعدد يزيد بنسبة 50% عن احتمال الاصابة به عند الرجال، بمعنى أن لكل رجلين مصابين تُصاب 3 نساء. 

يظهر المرض عادة في صغار السن من البالغين ويبلغ متوسط العمر الذي تظهر فيه الاعراض بين 29 – 33 عاماً. إلا أن المدى العمري لظهور الاعراض واسع جداً ويتراوح تقريباً 10 – 59 عاماً.

الأعراض:

إن الأعراض المصاحبة للتصلب اللويحي المتعدد تختلف من شخص لآخر ولا يمكن التكهن بها. وقد تتضمن:

•الإجهاد أو التعب

•ضعف في النظر في إحدى أو كلتي العينين

•ضعف إحدى أو كلتي الساقين

•الخدر والاحساس بالوخز في الوجه، الذراعين، الساقين، وجذع الجسم (الجزء الأوسط)

•خدر "يشبه الحزام" حول الصدر أو البطن

•وخز عند ثني الرقبة إلى الأمام

•التشنج

•الدوار

•الرؤية المزدوجة

•اضطرابات في الكلام

•فقدان السيطرة على المثانة

ليس من الضروري للمصابين بالتصلب اللويحي المتعدد أن تظهر لديهم أحد أو جميع هذه الأعراض. غالباً ما تتحسن أو تختفي معظم هذه الأعراض خلال بضعة أيام أو أسابيع.

التشخيص:

يعتبر التصلب اللويحي المتعدد من الحالات التي يصعب تشخيصها نتيجة لتنوع الأعراض وتعقيدها ويجب إلغاء احتمال الإصابة بأمراض أخرى أولاً قبل تشخيص التصلب اللويحي المتعدد. 

يمكن تشخيص المرض بعد الحصول على تاريخ سريري مفصّل من المريض وإجراء فحص عصبي شامل.  يُتبع هذا عادة بصورة بالرنين المغناطيسي والتي تعطي صورة للدماغ تساعد في تحديد ما إذا كان هناك تلف في المايلين. 

ويتم إجراء فحوص تشخيصية إضافية لتحديد حدوث زوال المايلين كالفحوص التي تقيس سرعة انتقال الأوامر من الدماغ إلى الأعصاب.

من الضروري وجود علامتين مهمتين للتأكيد السريري على وجود التصلب اللويحي المتعدد:

•علامات المرض في أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي المركزي

•انتكاستين منفصلتين (بينهما شهر على الأقل)

العلاج

في الوقت الحالي لا يوجد علاج شافٍ للتصلب اللويحي المتعدد، لكن هناك عددا من العلاجات المتوفرة، مثل الستيرويدات، والتي تخفف الأعراض.

كما وأن هناك أدوية حديثة تساعد على تغيير مسار المرض عن طريق تقليل تكرار وحدّة الانتكاسات والتخفيف من العجز. 

هذه الأدوية، والتي تعرف بالأدوية المعدلّة للمرض، تساعد على تقليل عدد الأيام التي يمكن أن يكون بها الشخص عليلاً نتيجة لنوبة مرضية. فهي تقلّل وقد توقف تراكم الآفات، أو المناطق التالفة، ضمن الجهاز العصبي المركزي كما تدل صور الرنين المغناطيسي، كما ويبدو أنها تبطئ تراكم العجز.

إن الأدوية المعدلّة للمرض تعتبر الأكثر فعالية إذا ما بدأ استخدامها فوراً عند التشخيص وقبل أن تسنح للمرض فرصة أن يتسبب بأي تلف ملحوظ. 

ويمكن أن يحصل التلف الدائم (غير القابل للعلاج) للألياف العصبية (المحاور) في المراحل الأولى للتصلب اللويحي المتعدد حتى قبل ظهور أي أعراض أو عجز دائم.  كما أن انكماش الدماغ يحدث في البداية ويستمر التلف حتى إذا لم يصاب الشخص بأعراض نوبة مرضية ولو شعر أنه على ما يرام. لذا فإن المختصين بالتصلب اللويحي المتعدد ينصحون بالاستخدام المبكر لدواء يحدّ بفاعلية تشكّل الآفات وانكماش الدماغ.

هناك عدد من الأدوية المعدلة للمرض متوفرة لعلاج الأنواع المتكررة من التصلب اللويحي المتعدد:

•علاجات انترفيرون بيتا: عندما بدأ الباحثون بدراسة سلوك الانترفيرونات توصلوا لدلائل لعلاج حديث وواعد. إن هذا المرسال الكيميائي يبلّغ خلايا المناعة الأخرى ماذا تفعل عندما يتعرض الجسم لهجوم غريب كالفيروس. في حالة التصلب اللويحي المتعدد، يمكن للانترفيرونات أن تساعد على مراقبة الخلايا والمواد الكيميائية التي تسبب تلف المايلين. تتضمن الانترفيرونات بيتافيرون Betaferon®  (interferon beta-1b) و(interferon beta-1a).

•المركب الاصطناعي: Glatiramer acetate 

•أدوية العلاج الكيميائي: Mitoxantrone هو علاج كيميائي تم تطويره في الأساس لأشكال معينة من السرطان.

لا يوجد حالياَ أي دواء لشفاء المرض بشكل كامل، لكن الدراسات العلمية و الطبية أثبتت أن علاج Betaferon  هو علاج فعّال وآمن لمعالجة كل حالات التصلب اللويحي المتعدد (MS ) حيث أن العلاج المذكور يقلل من شدة الانتكاسات ويباعد فترات تكرارها، كما ويعمل على تأخير تطور المرض الذي قد يؤدي إلى خلل في الوظائف الاساسية للجهاز العصبي .

لقد تم تطوير علاج Betaferon  عن طريق شركة Schering AG  الالمانية والتي تعد من الشركات العالمية الرائدة في مجال البحث والتطوير، ولقد تم علاج مئات الآلاف من مرضى التصلب اللويحي المتعدد ( MS ) على مدى أكثر من ست عشرة سنة في مختلف أنحاء العالم، حيث أثبت Betaferon  فعالية عالية ونتائج مرضية جداً للمرضى .

في الوقت الحالي تجري أبحاث عن عوامل أخرى معدلة للمرض وتتم دراسة تركيبات لأدوية جديدة أو موجودة في الأصل وقد تأتي بفائدة للذين لا يتجاوبون مع دواء منفرد.

بالتنسيق مع الدكتور عدي محسن، طبيب عام