الركراكي: سنخوض أسوأ مباراة أمام كرواتيا.. وجائزة الترضية خادعة

اعترف وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي لكرة القدم أن مباراة تحديد المركز الثالث في نهائيات كأس العالم، المقامة حاليا في قطر، هي “أسوأ مباراة” سيلعبها، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أمله في أن يصبح منتخب بلاده أول فريق عربي وأفريقي ينال ميدالية في المونديال. المغرب يطمح لتتويج مسيرته الخيالية بإنجاز تاريخي أمام كرواتيا وعقب فوزه على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال في طريقه لبلوغ الدور قبل النهائي في المونديال القطري، خسر منتخب المغرب 0-2 أمام منتخب فرنسا حامل اللقب في المربع الذهبي للبطولة. ومثلما كان منتخب المغرب أول فريق عربي وأفريقي يصل للأدوار الإقصائية في كأس العالم خلال نسخة المسابقة العام 1986 بالمكسيك، فقد كان منتخب “أسود الأطلس” أول فريق عربي وأفريقي أيضا يبلغ الدور قبل النهائي في البطولة الأهم والأقوى بعالم الساحرة المستديرة خلال مسيرته المذهلة بكأس العالم 2022. والآن يستعد منتخب المغرب لمواجهة نظيره الكرواتي بملعب “خليفة الدولي” اليوم السبت للمنافسة على الميدالية البرونزية. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا” تصريحات الركراكي، التي وصف فيها مباراة اليوم بأنها “أسوأ مباراة يخوضها” وشبهها بالفوز “بالجائزة الخادعة”، إلا أنه ظهر حريصا على النجاح. وقال الركراكي: “كنا نود أن تسير الأمور بشكل مختلف وأن نلعب في النهائي ولكن هناك مباراة أخرى نلعبها، ونرغب في أن نكون على منصة التتويج”. وأضاف الركراكي: “نعلم أن كرواتيا تريد أيضا أن تنال المركز الثالث، لقد لعبنا معهم في مباراتنا الافتتاحية بتلك النسخة، لذا سيكون ذلك رائعا”. وتابع: “لم نتعاف بشكل كامل من مباراة الدور قبل النهائي، لكنهم (كرواتيا) حصلوا على يوم راحة أكثر منا. نحن بحاجة لتصفية أذهاننا قليلا، ولكن عندما تخرج من الدور نصف النهائي في المرة الأولى التي نلعب فيها، كانت العواطف شديدة وكان الأمر صعبا للغاية. ورغم ذلك، ما يزال لاعبو فريقي لديهم تلك الشهية التي يريدون من خلالها إنهاء البطولة بشكل جيد وهم يعلمون أنه لا يزال لديهم مباراة واحدة بانتظارهم”. وأكد المدير الفني لمنتخب المغرب: “احتلالنا المركز الثالث لا يماثل حصولنا على المركز الرابع بالتأكيد. نريد أن نأخذ ميدالية معنا”. وأيد الركراكي الشكوى الرسمية التي تقدم بها الاتحاد المغربي لكرة القدم لنظيره الدولي (فيفا) بعدما رفض حكم المباراة احتساب ركلة جزاء للفريق أمام فرنسا، وأشهر بطاقة صفراء لسفيان بوفال، بدلا من احتساب خطأ ضد ثيو هيرنانديز داخل منطقة جزاء المنتخب الفرنسي. وأشار الركراكي: “أراد اتحادنا لكرة القدم تقديم الشكوى، وأشعر أنهم كانوا على حق في القيام بذلك ولكن هذا لا يغير شيئًا بالنسبة لنا”. وأردف: “كان ينبغي أن نحصل على ركلة جزاء ولم يكن يجب أن يحصل سفيان على تلك البطاقة الصفراء. إنها ليست نهاية الطريق بالنسبة لنا، ما زلنا نلعب من أجل المركز الثالث، حتى أفضل الدول كانت تلعب للحصول على المركز الثالث”. وألمح مدرب منتخب المغرب “بعد المباراة سنفكر فيما يخبئه المستقبل. سيكون لدينا وضع مختلف تمامًا بعد كأس العالم”. وزاد “لست بحاجة حقًا إلى تحفيز فريقي، فنحن في كأس العالم نمثل المغرب. نريد الفوز حتى بمباريات ودية، لذا فإن الهدف هو الحصول على المركز الثالث، ونريد رفع ترتيبنا بتصنيف فيفا للمنتخبات. إذا فزنا بالمركز الثالث في كأس العالم ، فسوف نتقدم في الترتيب بلا شك، نريد أن نظهر ما صنعناه وأن نمهد الطريق أيضا لمستقبل كرة القدم المغربية”. وصرح الركراكي بأن رومان سايس قائد الفريق لن يشارك أمام كرواتيا، بعد أن خاطر بقائده الذي كان جاهزا بنسبة “60-70 %” فقط في الدور نصف النهائي، وهو القرار الذي جاء بنتائج عكسية عندما خرج بعد 20 دقيقة فقط. وأوضح الركراكي “فقدنا قائدنا رومان سايس خلال المباراة، وخاطرنا ولكنها مجازفة تستحق المخاطرة. كنا نريد خوض معركة كان سيتولى قيادة الكتيبة خلالها. لدينا لاعبان مصابان آخران لكننا سنرى كيف ستسير الأمور”. واختتم الركراكي حديثه قائلا “لقد دفعنا لاعبينا حقًا إلى أقصى حدودهم لكنهم ما زالوا يريدون الخروج غدا واللعب مرة أخرى لكننا سنخاطر مرة أخرى”. أما اللاعب المغربي زكريا بوخلال، فأكد إن فريقه مر بحالة من الإحباط بعد الخسارة أمام فرنسا. وأشار بوخلال في المؤتمر الصحفي، إلى أن المنتخب المغربي لديه كل الجاهزية وتجاوز آثار الخسارة أمام فرنسا، وشدد على أن المنتخب المغربي يركز بشدة على تحقيق المركز الثالث ببطولة كأس العالم، وحصد الميدالية البرونزية. وأوضح أن المنتخب المغربي يأمل حصد الفوز أمام كرواتيا، مؤكدًا أن المباراة ستكون قوية بين المنتخبين. وأشار إلى أنه لم يتبادل أطراف الحديث مع أي لاعب في فرنسا، بعد مباراة نصف النهائي. وأكد أن الجميع يرى طريقة لعب المغرب وأسلوبه داخل الملعب والروح القتالية التي يؤدي بها وروح الفريق الواحد، وزاد: “الجميع يشعر بالرضا تجاه القرارات الفنية للمدرب وليد الركراكي، أي لاعب يشغله فقط تقديم أفضل مستوياته عندما يشارك”. وأتم: “سعيد بمتابعة الجماهير الهولندية لنا في كأس العالم، وصلتني رسائل تهنئة من الجماهير هناك”. في الجهة المقابلة، رفض المهاجم الكرواتي أندريه كراماريتش القول بأن مباراة منتخب بلاده ضد نظيره المغربي عديمة الجدوى، مشيرا إلى أن الفائز باللقاء سيخلد اسمه في عالم الساحرة المستديرة. وكان منتخب كرواتيا يطمح لبلوغ المباراة النهائية للمونديال للنسخة الثانية على التوالي، بعدما حصل على الميدالية الفضية في المونديال الماضي بروسيا العام 2018، إثر خسارته 2-4 أمام فرنسا في النهائي، في حين لم يتمكن منتخب المغرب من مواصلة مشواره الإعجازي في المسابقة بالصعود إلى الدور النهائي. وقال كراماريتش إن مباراة الميدالية البرونزية لا تقل أهمية عن أي لقاء آخر، رغم الحزن الذي يشعر به فريقه، مؤكدا أن الفائز سوف يخلد اسمه في التاريخ ويصبح محفورا في سجلات كرة القدم العالمية. أوضح اللاعب الكرواتي “أعتقد أنه إذا طرحت هذا السؤال على اللاعبين المغاربة، فلا أعتقد أنهم سينظرون بهذه الطريقة. إنهم يقاتلون من أجل حياتهم لأنك إذا فزت بميدالية في كأس العالم فإنك تصبح بطلا خالدا في بلدك. وهذا هو نفس الشيء الذي سنفعله”. وتابع “يوجد في صفوف منتخبنا الآن 8 لاعبين شاركوا في مونديال روسيا وهم يدركون شعور الفوز بميدالية في كأس العالم”. وأشار كراماريتش “لدينا الكثير من اللاعبين الذين لم يمروا بتلك التجربة ونود أن نفعل ذلك لأنه شيء سيبقى معهم لبقية حياتهم”. ويتطلع منتخب كرواتيا – الذي كان أفضل إنجاز سابق له في كأس العالم هو الحصول على المركز الثالث بمونديال فرنسا 1998 قبل نسخة روسيا – للفوز بميدالية في البطولة للمرة الثالثة في تاريخه. من جهته، قال زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي إنه يتمنى استمرار لوكا مودريتش قائد المنتخب ومشاركته في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024. وأشار في المؤتمر الصحفي قبل لقاء المغرب: “نعلم تماماً مكانة مودريتش ونتمنى بقاءه ولكن في النهاية الأمر يرجع له”. وأكد داليتش أن المباراة ضد المغرب بمثابة نهائي بالنسبة لمنتخب كرواتيا لأن الفوز يضمن الحصول على ميدالية في المونديال. وأوضح أن المنتخب المغربي قدم مستويات رائعة وكانت مفاجأة له وللجميع مؤكدا أن المباراة ستكون صعبة خاصة أن المنافس يملك الروح القتالية العالية والأداء المميز. وعن حصول المنتخب الكرواتي على الميدالية البرونزية في كأس العالم 1998؛ أكد أن الأمر كان بمثابة إنجاز كبير بعد استقلال بلاده موضحاً أن الأمر مهم جدآ ويحفز اللاعبين لتكرار نفس الإنجاز. وأشار إلى أن المنتخب الكرواتي يتمنى أن يحصل على ميدالية مونديالية أخرى ليواصل الانجازات التي حققها في السنوات الأخيرة ويعود إلى بلاده مرفوع الرأس. وأكد أن المنتخب الكرواتي سيخوض لقاءه السابع في غضون شهر واحد كما أن هناك إصابة بالنسبة للثنائي مارسيلو بروزفيتش وجوزيب يورانوفيتش وسيتضح موقفهما عقب مران اليوم. وأوضح أنه لا يود اللعب بشكل أساسي بلاعبين لديهم إصابات كي لا يخسر التبديلات مؤكداً أن مواجهة الغد ستكون مختلفة عن لقاء دور المجموعات. وبشأن أداء التحكيم في البطولة؛ أكد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا يجازف نوعا ما بشأن بعض الأمور التحكيمية ولكنه لم يكن يريد أن يتحدث عن التحكيم عقب لقاء الأرجنتين في نصف النهائي. وصرح: “لم يكن يتوقع أحد أن يصل منتخب المغرب قبل 4 سنوات وأن يكون مفاجأة النسخة الحالية ويصل إلى هذه المرحلة، ونحترم المنافس بشكل جيد ولكننا جاهزون تماماً وندرك أن المباراة قوية وصعبة وهي تحدي بالنسبة لنا وكما قلت كأننا نخوض مباراة نهائية”. وبين داليتش أن هناك منتخبات كان بمقدورها الوصول لمستويات أفضل مثل هولندا وإسبانيا موضحاً أن منتخب المغرب أجمل مفاجآت المونديال حتى الآن. وأشار إلى أن إقامة بطولة كأس العالم في الشتاء وخلال منتصف الموسم منحت المنتخبات الأصغر فرصة مهمة لتحقيق نتائج طيبة في وجهة نظره. إلى ذلك، علق يوسكو جفارديول، مدافع المنتخب الكرواتي، على مواجهته للأرجنتيني ليونيل ميسي، خلال المباراة التي أقيمت بينهما بنصف النهائي. وقاد البرغوث منتخب التانجو للفوز (3-0) على كرواتيا، والعبور لنهائي المونديال، متفوقا خلال المواجهة الثنائية مع جفارديول الذي لم يستطع إيقافه. وقال جفارديول، خلال تصريحات لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية: “لا يوجد لاعب لا يرتكب أخطاء، خصوصا في الدفاع، والأخطاء جزء لا يتجزأ من الرياضة”. وأضاف: “لا بد أن يكون هناك المزيد من الأخطاء، وسأحاول جعلها أقل عدد ممكن.. لقد لعبت ضد ميسي من قبل، لكنه لاعب مختلف تماما حين يلعب مع منتخب بلاده”. واختتم لاعب كرواتيا المقنع تصريحاته قائلا: “ميسي هو أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ”. -(وكالات) للمزيد من أخبار المونديال  انقر هنا

اضافة اعلان