"الفرقة الأوروآسيوية" و"الكازاخية الفلكلورية الشعبية" تمدان جسورا من التواصل الإنساني

"الفرقة الأوروآسيوية" و"الكازاخية الفلكلورية الشعبية" تمدان جسورا من التواصل الإنساني
"الفرقة الأوروآسيوية" و"الكازاخية الفلكلورية الشعبية" تمدان جسورا من التواصل الإنساني

غيداء حمودة

عمان- من خلال التنويع في الموسيقى ما بين الكلاسيكي الغربي والفلكوري الكازاخستاني، مدت أوركسترا الفرقة الأوروآسيوية والأوركسترا الكازاخية الفلكلورية الشعبية التابعتين لجامعة كازاخستان الوطنية للفنون جسورا من التواصل الإنساني عبر الموسيقى مع الجمهور مساء أول من أمس في الأمسية التي اقيمت على مسرح مركز الحسين الثقافي بمناسبة احتفالات كازاخستان بالذكرى العشرين للاستقلال واختيار كازاخستان رئيسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي هذا العام.

اضافة اعلان

الأمسية التي جاءت تحت رعاية سمو الأميرة رحمة بنت الحسن وامتدت نحو أكثر من ساعة ونصف الساعة من الزمن، جاءت محملة بعظمة الموسيقى الكلاسيكية الغربية من جهة، وبفرادة وإبداع الموسيقى الشعبية الكازخستانية من جهة أخرى.

ومع القسم الأول من الأمسية التي قدمتها أوركسترا الفرقة الأورواسيوية لجامعة كازاخستان الوطنية للفنون بقيادة أبزال موخيتدينوف وبخيتجان موساخوجاييفا، قدمت الأوركسترا الفتية مقطوعات عالمية كانت أولاها "شالكييما" لسيركيياييف وكانت بداية موفقة للحفل حيث أظهر العازفون تمكنا وجذبوا الجمهور اليهم بالرغم من قصر المقطوعة، لتقدم بعدها سويت "أووس هولبيرجزيت" لكريج، وتأخذ الجمهور الى عوالم الموسيقى الكلاسيكية الرائعة.

ومع صوت الكمان الدافئ وأداء رائع يجمع التقنية العالية في العزف والإحساس المرهف جاءت مشاركة عازفة الكمان المنفردة البروفيسور أيمان موساخاجاييفا لتدهش الجمهور بحضورها وعزفها في أكثر من مقطوعة منها "مقدمة وروندو capriccioso" للكمان من تأليف C. Saint- Sans وCarmen fanatasy للكمان أيضا من تأليف Vaksman.

التصفيق الحار تعالى في المسرح فضلا عن التصفير، كيف لا وموساخاجاييفا استرقت الأنظار اليها بأدائها وكانت مايسترو آلاتها وعزف مع الأوركسترا الفتية بكل حب وتفاهم.

ومع الأوركسترا الكازاخية الفلكلورية الشعبية التي سميت على اسم نورجيزا تليندييف جاء القسم الثاني من الأمسية بنكهة مختلفة وموسيقى قدمت بآلات كازخستانية شعبية منوعة من قبل عشرات العازفين والعازفات الذين ارتدوا أزياء كازخستانية شعبية غلب عليها اللونين الكحلي والأزرق.

أغان ومقطوعات متنوعة قدمتها الأوركسترا الكازاخية الفلكلورية الشعبية وضمن توليفات من العازفين مختلفة. ومن المقطوعات التي قدمتها الأوركسترا بقيادة دورين جليموف مقطوعة "كونيا شار" التركية ومقطوعة Boorlashtar لـ N. Tylendiyev، وتميز أداء الأوركسترا بقوة ووحدة الأداء وانسجام العازفين فيما بينهم بشكل كبير.

ومن الأغاني التي قدمت أغنية Nak Nak والتي أداها Zhanabai Otegen بصوته المميز واسلوبه الصادق. وإن كان جزءا من الجمهور لا يفهم اللغة الكازخستانية، إلا ان الحضور تفاعلوا مع الأغاني المقدمة، ومنها ايضا Serke's Kavatina والتي غناها Azamat Zhyltyrkozov بأسلوب اشبه بالأوبرا، تفاعلا كبيرا.

الجمهور الذي ضم السفير الكازاخستاني في عمان وعددا من أعضاء السلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى العديد من المهتمين والمواطنين وأبناء الجالية الكازاخستانية استمتعوا بالأداء على طوال الأمسية وازداد اهتمامهم بها وبما يقدم مقطوعة تلو الأخرى.

وخلال القسم الثاني من الأمسية رسمت الأوركسترا الكازاخية الفلكلورية الشعبية لوحة إنسانية من عبق تراثهم وتاريخهم وآلاتهم الشعبية ونثروها عطرا على الجمهور الذي اختبر هذا التراث الإنساني وتفاعل معه واستمتع به.

إحدى مفاجآت الأمسية كانت في مقطوعة Akku التي قدمها عازف على آلة وترية شعبية وعازفة عزفت على خيط أرسته في فمها وراحت تعزف على الخيط ليصبح آلة لها صوتها ومداها وتأثيرها، إذ تابع الجمهور هذه المقطوعة باهتمام وأثنى على أداء الثنائي فيها.

ومن المقطوعات الموسيقية الرشيقة والحيوية التي قدمتها الأوركسترا بقيادة دورين جليموف مقطوعة Adia للمؤلف Kurmangazy ومقطوعة Nauayi للمؤلف Dina ومقطوعة Skyrlak من التراث الروماني، فضلا عن مقطوعات اخرى.

ومن المقطوعات المدهشة ايضا كانت مقطوعة Shashu التي قدمتها مجموعة العازفين Serper Ensemble . حيث جلس العازفون على المسرح (على ركبهم كمن يطلب فتاة لخطبتها) ومسكوا آلاتهم الوترية وتعدوا طريقة العزف على أوتار الآلة ليعزفوا ويصدروا أصواتا بأصابعهم تارة ومن خلال نقر آلتهم من عدة جهات بشكل موحد وحيوي تارة أخرى بشكل أدهش الجمهور.

وفي مقطوعة Tatrys للموسيقي Kyui تناوب عازف وعازفة في العزف على آلة شعبية في البداية ليعزفوا معا بانسجام وتحاور كبير، في حين كان باقي أعضاء الاوركسترا يشجعونهما ويثنون على أدائهما.. المشهد كان أقرب بجلسة "عود" في ثقافتنا والتي لجأ بعض المطربين الى تسجيل أغانيهم على هذه الشاكلة. وبعد تشجيع أعضاء الأوركسترا وتصاعد العزف شارك جميع العازفين في عزف المقطوعة بروح جماعية كبيرة.

هكذا رسمت أوركسترا الفرقة الأوروآسيوية والأوركسترا الكازاخية الفلكلورية الشعبية صورا مختلفة من الموسيقى وقدمتها في الأمسية بتنويع وإبداع كبيرين، واحتفلت بعيد كازاخستان بصورة لائقة وأهدتها الى جمهور عماني تقبل الهدية بحب كبير.

يشار إلى أن مجموعة من العازفين والفنانين الكازاخستانيين يقومون حاليا بزيارة للعاصمة عمان وذلك ضمن برنامج التعاون الثقافي والفني بين الأردن وكازاخستان حيث اطلعوا على العديد من المؤسسات العلمية والثقافية والفنية الأردنية.

وتأسست جامعة كازاخستان الوطنية للفنون العام 1998 وتضم مدرسة موسيقية وفنية ومعهدا متوسطا يدرس فيها ألفا طالب وطالبة يقوم على تدريسهم (700) أستاذ يعملون على اعداد الكوادر المؤهلة والمدربة من مذيعين ومخرجين وفنيي تصوير في مجالي السينما والتلفزيون، إضافة إلى كوادر للمسرح بشقيه الدراما والباليه المنتشرة في البلاد.

وترتبط الجامعة بعلاقات مع العديد من دول العالم مثل انجلترا والنمسا وروسيا وايطاليا وتتطلع الى دخول العالم العربي الذي تعده الاقرب تاريخا وعقيدة الى الشعب الكازاخي الذي حمل بعض رجالاته رسالة الاسلام الى آسيا الوسطى في العصور الماضية.

[email protected]