"النشامى" آراء وتطلعات

خالد خطاطبة من الطبيعي أن تختلف آراء الشارع الرياضي في تقييم مشوار المنتخب الوطني لكرة القدم، في بطولة كأس العرب التي ودعها منتخب النشامى من الدور ربع النهائي، بعد عرض ممتع أمام المنتخب المصري، مسح فيه صورة العرض المتواضع أمام المنتخب المغربي في البطولة نفسها. في بطولة كأس العرب، كانت التناقضات التي منحت منتخب النشامى لقب صاحب أفضل وأسوأ شوطين منذ سنوات طويلة، فالمنتخب لعب أسوأ أشواطه أمام المغرب، ما دفع الجماهير للإقبال على المميعات خوفا من “جلطات” نتيجة الإخفاق في هذه المباراة أداء ونتيجة، قبل أن تزهو هامات الأردنيين وترتفع في مباراة مصر، خاصة في الشوط الأول الذي كان الأجمل للمنتخب منذ سنوات طويلة. ما يتحدث به الشارع الرياضي من عبارات المديح أو الذم، ما هو إلا انفعالات عاطفية طبيعية، تعكس شوق هؤلاء المشجعين لرؤية منتخب بلادهم يزهو في المحافل الخارجية، ويسجل انتصارات وإنجازات تقوده إلى منصات التتويج. وتبقى المسؤولية على صناع القرار في كرة القدم الأردنية، لتقييم مشاركة المنتخب في بطولة كأس العرب، وما سبقها من معسكرات، لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. ما يحدث لمنتخب النشامى من تقلبات في المستوى الفني، ليس مسؤولية شخص بعينه، بل هي مسؤولية مشتركة بين الاتحاد والأندية والأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، فلا يعقل أن ننظر لمصلحة المنتخب بعيدا عن مصلحة الأندية، ولا يعقل أن يهرول اتحاد الكرة لإصدار أجندة الموسم بعيدا عن التشاور مع الأندية والأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، خاصة المنتخب الأول. ما قدمه “النشامى” أمام مصر، يؤكد أن الخامات الكروية الأردنية قادرة على الذهاب بعيدا في البطولات، شريطة إجادة التعامل مع هذه الكفاءات، ولكن ليس بمعزل عن أندية هؤلاء اللاعبين، فارتفاع مستوى الأندية ينعكس إيجابا على الأندية، وهي قاعدة تربى عليها الرياضيون منذ الصغر، ويرددها الجميع في كل المحافل والمناسبات. اتحاد الكرة مطالب بمناقشة مشوار المنتخب في كأس العرب، والاستماع للجهاز الفني حول الإيجابيات والسلبيات، وضرورة التقيد والالتزام برأيه، إلا إذا استجاب الاتحاد لمطالب الكثيرين، وأعلن عن تشكيل لجنة فنية تكون مرجعا للمنتخبات في كل التفاصيل الفنية. اتحاد كرة القدم، يفترض أن يتعلم من أخطاء سابقة، فالأردن صرخ لاعبوه ومدربوه وخبراؤه وموالوه ومعارضوه، بأعلى الصوت، أن فيتال بوركلمانز المدير الفني السابق للمنتخب، لا يصلح لتدريب النشامى، وأنه في طريقه لإعادة الكرة الأردنية سنوات إلى الوراء، دون أن تجد هذه الأصوات آذانا صاغية في الاتحاد، ليستمر الانهيار لحوالي 3 سنوات، قبل أن يخرج الاتحاد بقرار إبعاد فيتال والإشارة إلى أنه لا يصلح لقيادة المنتخب! على اتحاد الكرة أن ينزل من برجه العاجي، ويتفاعل مع الأندية واللاعبين والمدربين والإداريين، للعمل كفريق واحد لخدمة الكرة الأردنية، فالمرحلة المقبلة تعد مناسبة لصناعة منتخب قوي، قادر على المنافسة على لقب كأس آسيا 2023، والمنافسة على الوصول لمونديال 2026.

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

اضافة اعلان