من يجرؤ من الجماهير التي ستحضر إلى مدرجات ستاد عمان الدولي يوم الأحد المقبل، لمتابعة قمة الكرة الأردنية التي تجمع الفيصلي والوحدات، أن يشتم ويسب ويقذف، وصور أطفال غزة الجوعى وأشلاء شهدائها متناثرة في كل مكان؟ ..من يجرؤ في «كلاسيكو» الكرة الأردنية أن يخرج عن النص، ويطلق العنان للهتافات المسيئة وشعبنا في فلسطين عامة وغزة خاصة يرزح تحت أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ؟.. من يجرؤ من المشجعين أن ينسلخ عن الواقع المؤلم الذي نعيشه للتفرغ لشتائم ومسبات تعتبر خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا وديننا؟ في مباريات الفيصلي والوحدات، اعتدنا على حالة طوارئ في المدرجات، واعتدنا على سماع القصف اللفظي المتبادل، بالرغم أن هذه التصرفات لا تمثل الجمهور الأردني، وأن انفعالات الجمهور السلبية تأتي بتحريض من أشخاص محددين غالبا ما ينجحون للأسف في تهييج المدرجات. كلاسيكو الفيصلي والوحدات المقبل، يجب أن يكون قمة في الأخلاق والتشجيع المثالي، بل أن هذه المباراة تعتبر فرصة مثالية ومناسبة لنقل رسائل إلى العالم، تجسد حالة التلاحم الرسمي والشعبي مع الأشقاء في غزة، خاصة وأن العدو الصهيوني سبق وأن استثمر منغصات مباريات الفيصلي والوحدات لتحقيق أهدافه الخبيثة. وعي الجمهور مطلب أساسي في قمة يوم الأحد، بعيدا عن السباق النقطي بين الفريقين، ولا بد للعقلاء والوطنيين والقوميين في هذه المباراة أن يبادروا فورا بطرد أي مشجع يحاول التلفظ ولو بكلمة مسيئة واحدة، فالمباراة تشكل اختبارا حقيقيا لوعي المشجع الأردني الذي يظهر معدنه الحقيقي في الشدائد، ونحن الأن نعيش مرحلة صعبة تحتاج إلى التلاحم والتعاضد، لمواجهة عدو صهيوني يبحث عن مداخل حتى لو كانت رياضية لاقتحام وحدتنا. من حق جماهير الفريقين أن تحضر وتشجع بروح رياضية، ومن واجبها أن تستثمر هذا اللقاء المتابع خارجيا للتأكيد على وحدة الصف الأردني، و لنقل رسائل كثيرة للخارج دعما لصمود غزة، ودحرا للمغرضين الذين يبنون آمالهم على مهاتراتنا. من حق الجماهير في مباراة الفيصلي والوحدات يوم الأحد المقبل، أن تبحث عن الفوز ونصرة فريقها، ولكن الواجب عليها أن تشطب من قاموسها الشتائم، والواجب الأكبر أن تنتصر لغزة ، وهذا الانتصار لا يأتي إلا بالالتزام والتشجيع المثالي، فالأردنييون بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يبحثون في كل المحافل عن نصرة غزة وأهلها، ومباراة القطبين الجماهيرية تعد فرصة لإظهار ذلك، وعلى مؤثري السوشل ميديا تعزيز ذلك.

في الكرة الأردنية هناك مشاهد تحتاج إلى تفسير وتشخيص، قبيل الذهاب لمرحلة العلاج للتخلص من مثل هذه الحالات التي من الصعب رؤيتها في غير الأندية والمسابقات المحلية، في مؤشر خطير على ثمة خلل ما يحتاج للتوقف عنده تمهيدا لمعالجته.

ما إن يحقق فريق فوزا في دوري المحترفين، حتى انهالت عبارات المديح للمدرب، وراح المنظرون يرسمون لوحات تكتيكية مارسها المدرب خلال المباراة، رغم أن المدرب نفسه لا يعلم ما جاء في هذه اللوحة التكتيكية.. في المقابل يخسر فريق في الدوري، فيذهب النقاد لتوجيه الانتقادات اللاذعة للمدرب الذي، بحسب وجهة نظرهم، لعب بأسلوب خاطئ، ولم يشرك "سين" أو "صاد" من اللاعبين.

"كلام الليل يمحوه النهار"، مثل لا نتمنى أن ينطبق على "فزعة" الحكومة والقطاع الخاص، لدعم الرياضة الأردنية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، عقب النتائج المبهرة التي حققها منتخب النشامى في نهائيات كأس آسيا التي اختتمت أخيرا في قطر، وحقق فيها المنتخب المركز الثاني في انجاز غير مسبوق.

لم يتطرق الإعلام الأردني بالتفصيل، لما حدث بين المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم الحسين عموتة، ولاعب المنتخب حمزة الدردور وتداعياته، خلال مباراة الأردن والعراق بكأس آسيا الأخيرة، وذلك حفاظا على استقرار المنتخب خلال مسيرته في البطولة، وهذه تحسب للإعلام الوطني المهني وحرصه على المصلحة العامة، حتى لو كان ذلك على حساب سبق صحفي.

باتت أندية المحترفين لكرة القدم، تعيش أزمة حقيقية تهدد استمرارها بشكل طبيعي في المنافسات المقبلة، في ظل ما تعانيه من صعوبات مالية خانقة، بدأت تلقي بظلالها تدريجيا على استقرار الفرق التي تعاني من تسرب للاعبيها بسبب غياب المستحقات المالية، كما تعاني إضرابات واحتجابات واستقالات وشكاوى، بسبب شح الموارد المالية وعدم القدرة على الإيفاء بجزء بسيط من التزاماتها وما أكثرها!

تؤكد الأوضاع الصعبة التي تعيشها كرة القدم الأردنية حاليا، فنيا وإداريا، ضرورة حدوث ثورة في التخطيط والعمل، وتفعيل مقولة “ الشخص المناسب في المكان المناسب”، أملا في الانقلاب على الواقع المرير الذي أوصلنا إلى درجة من السوء، أعادتنا للوراء، بدلا من التقدم، حتى أن منتخبات آسيوية كانت في سنوات خلت، تتمنى الخسارة أمام المنتخب الوطني بأقل عدد من الأهداف، قبل أن تحدث هذه المنتخبات ثورة في منهجية العمل، وتنجح في التفوق علينا.

ما تزال الفرصة مواتية أمام اتحاد كرة القدم، لتدارك أثر الضربات الموجعة التي تعرض لها المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة، والتي تمثلت في غياب الاداء والنتيجة في المباريات التي خاضها وديا ورسميا بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، خاصة في مستهل مبارياته بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027.

ربما يكون نادي الحسين إربد في هذه المرحلة المهمة، أحوج ما يكون إلى التعاضد والتكاتف والمصارحة والمكاشفة، لتشكيل جبهة داخلية قوية، تعينه على تحقيق إنجاز حقيقي وغير مسبوق، ممثلا بالظفر بلقب دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه، خاصة وأن الفرصة سانحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لاقتناص اللقب والاحتفال به على دوار وصفي التل.

الناطق الإعلامي للقسام في غزة أبو عبيدة، الذي بات الجميع ينتظر اطلالته على الشاشة، لم يتدخل فقط في هزيمة الكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا، بل امتد تأثيرة إلى الرياضة وتحديدا كرة القدم، عندما أفسد على طفلي وزملائهما متعة الذهاب للملعب في أحد ضواحي عمان، وهي اللحظة التي ينتظرها الأولاد أسبوعيا بلهفة، للهو في اللعب لمدة ساعة ونصف، في وقت ربما يعتبر الأجمل لهذه الشلة من الأطفال الأصدقاء.

نشجع منتخباتهم وأنديتهم ويطعنوننا، نتغنى بهم ويقصفوننا، نرسم أعلامهم على أجسادنا ويغدرون بنا، نتعارك من أجلهم في بيوتنا ومقاهينا وشوارعنا ويضحكون علينا، نمجد لاعبيهم وأساطيرهم ويدعمون عدونا.. هذا هو واقعنا المر الذي ربما اكتشفناه متأخرين.. فطوبى للمقاومين في فلسطين الذين ساعدونا على اكتشاف هذا الخلل الكبير في حياتنا، حتى لو جاء متأخرا.

عذرا غزة.. لم تعد الرياضة شغفنا، ولم تعد المباريات ملاذنا، ولا الأهداف تذهلنا وتطربنا، ولم تعد ألقاب البطولات تعنينا ولا اللمسات الساحرة تغرينا.. فجأة اكتشفنا أن كل البطولات والمسابقات

ما يجري في النادي الفيصلي من تخبط إداري وفني، يعود بالدرجة الأولى لتداعيات انتخابات النادي التي جرت قبل بداية الموسم الكروي الحالي، والتي قد تساهم في مزيد من الانتكاسات، في حال لم تظهر الإدارة حكمة وحنكة في إدارة المشهد.

في الحياة السياسية الأردنية، وعند تشكيل الحكومات وما يصاحبها من تعديلات لاحقة، يلحظ الجميع أن التشكيل أو التعديل ما هو إلا تبادل في المناصب والمراكز بين أشخاص محددين متنفذين، بحيث يعين معاليه وزيرا للوزارة، وفي التعديل يتم نقل الوزير لوزارة أخرى، ثم تعود الحكومة لدمج وزارتين، قبل أن تعود في التعديل لفصل الوزارتين للاستعانة بوزير سابق أو مكافأة شخص آخر سبق وأن وعد بحقيبة وزارية كهدية ومكافأة، ليولد هذا السيناريو المعتاد الإحباط عند المواطن، وكأن الكفاءات في الأردن مقتصرة على عدد من أصحاب المعالي الذين يتداورون على المناصب والوزارات.

على خطى بيانات القمم العربية، خرجت أندية المحترفين بتوصيات ختامية شديدة اللهجة ولكنها غير معلنة، تطالب اتحاد الكرة بصرف مستحقات الأندية المالية خلال عشرة أيام، أو مواجهة عواقب وخيمة وخيارات عديدة، من ضمنها الانسحاب من منافسات الدوري.

في الفيصلي بدأت تداعيات الانتخابات تهدد مسيرة فريق الكرة الذي تنتظره فرصة تاريخية لتحقيق انجاز جديد خلال مشاركته في دوري أبطال آسيا، بعد أن وضعته القرعة في مجموعة مقبولة يمكن للفريق أن يتأهل من خلالها، إذا ما نجح في استعادة شخصية البطل التي عرف فيها «الأزرق» خلال مشاركاته الخارجية.

يبدو أن فريق الحسين إربد لم يتعلم بالشكل الذي يجب، من أخطاء الموسم الكروي الماضي، الذي أضاع فيه لقب الدوري بسبب قرارات إدارية في الشأن الفني، تمثلت في تغييرات فنية في غير موعدها، ما تسبب في إهدار لقب تاريخي كان بالإمكان الظفر به، خاصة وأن نقطة واحدة فقط فصلت الفريق عن الفائز باللقب.

فريق الفيصلي لكرة القدم، صاحب الصولات والجولات في المنافسات المحلية والعربية والآسيوية، ظهرت تشكيلته الأساسية في أولى مبارياته بدوري المحترفين أمام فريق السلط من دون محترفين أجانب، رغم أنه تعاقد مع 4 منهم بداية الموسم، في مؤشر سلبي على آلية اختيار الأجانب، وأخطاء في تقدير مستوى المحترفين والأهداف التي جاؤوا من أجلها.

ما تزال اجتماعات أندية المحترفين لكرة القدم، تثبت يوما بعد آخر، ومن خلال اجتماعاتها المتكررة (الشبيهة باجتماعات الجامعة العربية أو القمم العربية)، أنها غير قادرة على فرض مطالبها المحقة على اتحاد الكرة، بسبب ضعفها، وعدم قدرتها على اتخاذ قرار بالإجماع لأسباب متعددة.

على النادي الفيصلي أن يعيد حساباته، قبل الذهاب للمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ومباراتا كأس السوبر أمام الوحدات، أكدتا على ضرورة فعل ذلك، لأن جمهور "الزعيم" لم يعتد في المشاركات الخارجية إلا على الانتصارات وتحقيق الإنجازات ورفع علم الوطن عاليا.

نتحفظ على بعض البنود في قانون الجرائم الإلكترونية الذي تناقشه الحكومة تمهيدا لإقراره، ولكن ما نشاهده من جرائم على صفحات التواصل الاجتماعي، وما يحمله من تجييش لمباراة كرة قدم، يجعلنا نراجع أنفسنا، ونعلن الولاء والطاعة للحكومة في إقرار هذا القانون الذي ربما يعد رادعا وكفيلا بإيقاف السموم التي تبث على المواقع.

الأجواء المشحونة التي تترقب مباراة إياب كأس السوبر، والتي تجمع فريقي الفيصلي والوحدات، تدفع لتوجيه سؤال لاتحاد الكرة، حول دقة قرار تعديل نظام مباراة السوبر بإقامتها على نظام الذهاب والإياب، بعكس ما هو معمول به في العالم.

لم تبدأ أندية المحترفين لكرة القدم، خوض منافسات الدوري، حتى بدأ لاعبوها بالإضراب عن التدريبات، احتجاجا على عدم تسلم المستحقات المتأخرة منذ فترة طويلة، في مشهد يعكس حجم الكوارث المتوقعة خلال مسيرة الدوري، أو حتى بعد انتهائه، حيث الكم الكبير المتوقع من الشكاوى التي قد تطيح بأندية وتهدد مستقبلها.

بطولة درع المئوية لكرة القدم، التي اختتمت الاثنين الماضي، تشكل مقياسا دقيقا لقدرات مدربي الأندية، وتعطي المتابع انطباعا واضحا حول قدرات المدربين الذين يقودون أندية المحترفين الـ12.

تصريحات الحكومات المتعاقبة، وفي بياناتهم الوزارية، يتغنون بالشباب والرياضة، ويؤكدون ضرورة الاهتمام بهذا القطاع الذي يشكل الغالبية العظمى من السكان، ولكن سرعان ما يتضح أن هذه التصريحات للاستهلاك الإعلامي، ليجسد ذلك مقولة الكثيرين الذين يؤمنون أن الرياضة آخر أولويات الحكومات.

يد المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم المغربي حسين عموتة وحدها لا تصفق.. والمدرب الجديد لن يكون قادرا على ترجمة تفاؤل الشارع الرياضي ببلوغ المونديال وتحطيم الأرقام في كأس آسيا، إلا في حال وفر له الاتحاد أجواء مثالية تختلف كليا عن الأجواء السابقة التي ذهب ضحيتها المدير الفني السابق عدنان حمد الذي عمل مصلحا وإداريا ومحاربا في وجه من لم يرغب بوجوده، إلى جانب عمله الأساسي كمدرب للمنتخب.

كشفت آلية التعامل مع أخبار منافسات دورة الألعاب الرياضية العربية المقامة حاليا في الجزائر، عن وضع غير صحي في طريقة تعاطي اللجنة الأولمبية مع الإعلام الرياضي الأردني، والذي يحمل في طياته تغول إعلام اللجنة الأولمبية على الإعلام الرياضي، وإشرافها على كل الأخبار التي يجب أن تمر من تحت يديها، بمعنى خضوعها للرقابة قبل أن تبث للجمهور.

لم تعد سياسة اتحاد كرة القدم مقنعة، في إدارة الملف الذي وجدت من أجله، في ظل الأخطاء والعثرات والقرارات التي يتم اتخاذها، والتي تجلت في الفترة الأخيرة، ما يعكس ضرورة الاستعانة بخبراء فنيين وإداريين قادرين على إعادة الأمور إلى مسارها.

في مجتمع المدربين على سبيل المثال، وعندما ينشر مدرب تغريدة رياضية على صفحته، يهب زملاؤه للتعليق عليها بشكل ايجابي، واعتبار زميلهم صاحب التغريدة المدرب المتميز المنقذ صاحب الكلمة الصادقة، لدرجة أن القارئ لهذه التغريدات يعتقد أن صاحب التغريدة شيخ جليل وقديس، فيما الحديث يتبدل ويتغير عند سهرة على سبيل المثال في مقهى، حيث يبدأ البعض من المدربين ممن تألقوا في المديح على مواقع التواصل، بتشريح زميلهم وكشف عيوبه وتوجيه الانتقادات له واعتباره مدربا ضعيفا وغير مؤهل لتدريب فريق درجة عاشرة!

في أيام الصبا كانت بطولات الفرق الشعبية بخماسي كرة القدم التي كنا ننظمها في القرية، تحمل في طياتها الإثارة والندية والحضور الجماهيري الكبير والتنظيم الرائع.