بشار الأسد يدعو إلى وقف العدوان وانسحاب كل القوات التركية والأميركية

عمان- أكد الرئيس السوري بشار الأسد، على أن العمل في المرحلة الحالية والمقبلة يجب أن يتركز على وقف العدوان وانسحاب كل القوات التركية والأميركية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة، باعتبار أنها قوات احتلال وفق القانون والمواثيق الدولية ويحق للشعب السوري مقاومتها بكل الوسائل المتاحة. جاء ذلك خلال استقبال الأسد الجمعة للمبعوث الخاص للرئيس الروسي الى سورية ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والوفد المرافق، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا). من جانبه أكد الوفد الروسي دعم بلاده الراسخ لسيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضها لأي خطوة أو إجراء يخرق هذه السيادة ويزيد من تعقيد الأوضاع ويؤثر على الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سورية والتي تعتمد أولاً وقبل كل شيء على القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في سورية واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة وفي مقدمتها جميع المناطق الحدودية. كما تناول اللقاء التحضيرات القائمة لعقد الاجتماع الأول للجنة مناقشة الدستور . من جهته أكد الرئيس المشترك لـمجلس سورية الديمقراطية رياض درار، استعداد المقاتلين الأكراد السوريين للتجاوب مع الاتفاق الأميركي التركي حول تعليق العملية التركية شمال شرق سورية. وقال لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الليلة قبل الماضية: "تفاصيل الاتفاق لم تصلنا بعد، لكن ما يهمنا هو وقف إطلاق النار وخروج كل المقاتلين الذين دخلوا للأراضي السورية". ووصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر الاتفاق الذي وقع بين الولايات المتحدة وتركيا لوقف هجوم أنقرة في شمال شرق سورية بأنه عار. وقالت بيلوسي وشومر في بيان إن الاتفاق يقوض بشكل خطير مصداقية السياسة الخارجية الأميركية ويبعث برسالة خطيرة لحلفائنا وأعدائنا على حد سواء بأنه لا يمكن الوثوق في كلامنا. أردوغان لم يتخل عن شيء والرئيس ترامب قدم له كل شيء". وقال زعيم الديمقراطيين في الكونغرس إن مجلس النواب سيصوت الأسبوع المقبل على حزمة عقوبات مدعومة من الحزبين ضد تركيا. وقال الممثل الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري "نحن أساسا نبذل أقصى جهودنا لحمل مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية على الانسحاب مستخدمين العقوبات التي بحوزتنا وسياسة العصا والجزرة". وأضاف "لا يوجد أدنى شك بأن أمنيات وحدات حماية الشعب هي أن يكون بإمكانهم البقاء في تلك المناطق"، لكنه أشار إلى أن تركيا تعهدت أنها تسعى فقط لإزاحة مقاتلي وحدات حماية الشعب، وليس السكان الأكراد جميعا. من جهته قال ترامب أمس أن إردوغان اكد له باتصال هاتفي عزمه على تنفيذ وقف اطلاق النار في سورية الذي أعلنه أول من أمس. وكتب على تويتر "تحدثت للتو الى الرئيس اردوغان (...) إنه يريد فعليا نجاح وقف اطلاق النار او الهدنة. الاكراد يريدون ذلك ايضا". وحذر أردوغان أمس من أن أنقرة ستستأنف عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في سورية مساء الثلاثاء إذا لم تنسحب من "منطقة آمنة" تسعى لإقامتها بمحاذاة حدودها. رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أعلن أمس في أعقاب قمة لقادة الاتحاد الأوروبي إن الهدنة التركية بوساطة أميركية غير جادة وطالب أنقرة بوقف عمليتها ضد القوات الكردية. وقال للصحافيين "الوضع واضح جدا. ما أطلق عليه "وقف إطلاق نار" ليس ما توقعناه. في الحقيقة ليس وقفا لإطلاق النار، إنه مطلب باستسلام الأكراد". مضيفا "وأعتقد أنه علينا أن نكون ثابتين هنا وعلينا تكرار الدعوة لتركيا لوضع حد نهائي لتحركها العسكري هنا". في الاثناء أعلن أمس عن مقتل خمسة مدنيين في غارة تركية على قرية في شمال شرق سورية، وفقما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، برغم اتفاق وقف إطلاق النار. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن المدنيين قتلوا في غارة على قرية باب الخير التي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرق مدينة رأس العين الحدودية، حيث تدور اشتباكات متقطعة. مشيرا إلى إصابة 20 مدنياً آخرين بجروح. كان ترامب قال أن "بعض" الدول الاوروبية مستعدة لاعادة أفراد من "داعش" معتقلين في سورية، مضيفا "انه خبر جيد (...) تقدم كبير". وقال أن "داعش" الارهابية تحت السيطرة و"نواصل اعتقال المزيد". وذلك في موقف دفاعي عن قرار أتخذه بسحب ما يزيد عن 1000 جندي من شمال سورية مطلع هذا الأسبوع ، مما فسح المجال لأفراد "داعش" الارهابية بالفرار من السجون السورية في الشمال السوري وهجومها على سجن لسورية الديمقراطية في الرقة. وتزامن ذلك بإعلان "داعش" الارهابية على حسابات تابعة لها على تطبيق تلغرام أنها حررت عددا من النساء المحتجزات من عناصرها، إثر هجوم شنته على مقر للمقاتلين الأكراد في محافظة الرقة في شمال سورية. ويأتي هذا بعد سلسلة حوادث أعقبت فشل قوات سورية الديموقراطية في صد الهجوم التركي ضد مناطق سيطرتها، وتخللها فرار نحو 800 شخص من عائلات مقاتلي العصابة الارهابية من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار متطرفين من أحد السجون بينهم بلجيكيين وأعمال شغب شهدتها مراكز احتجاز أخرى للدواعش في سجون شمال سورية . من جانبه أعلن رئيس المجلس الأوروبي، رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل، أن دول الاتحاد الأوروبي لم توافق في قمة أول من أمس "لأسباب عدة" على العقوبات ضد تركيا جراء عمليتها العسكرية في سورية. وقال "لاحظنا أنه لم يتسن، لعدد من الأسباب، المضي قدما في مسألة العقوبات ضد تركيا في هذه المرحلة، وفق ما نقلت (آر تي) . وأشار في الوقت نفسه، إلى أن دول الاتحاد الأوروبي وافقت بالإجماع على "الخطوط السياسية المشتركة" لموقفها من الإجراءات التركية. ووصفت قمة الاتحاد الأوروبي الإجراءات التركية في شمال شرق سورية بـ "التهديد للأمن الأوربي". ودعا البيان الذي وافق عليه القادة الأوروبيون إلى سحب القوات، و"أحيط علما" بالبيان الخاص بتعليق العملية العسكرية التركية. من جهته رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الليلة قبل الماضية، بجهود خفض التصعيد في شمال سورية وحماية المدنيين بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي، لكنّه أكد أن "الطريق لا تزال طويلة للتوصل إلى حلّ حقيقي للأزمة في سورية"، وفق ما نقل مركز أخبار الأمم المتحدة. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إنه سيجتمع مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأردوغان بخصوص العملية العسكرية التركية خلال الأسابيع المقبلة". وقال ماكرون إنه سيستغل قمة لحلف شمال الأطلسي في لندن في كانون الأول (ديسمبر) لمواجهة الرئيس التركي بخصوص العملية.-(وكالات)اضافة اعلان