حرب بيتر باينرت ضد إسرائيل

إسرائيل هيوم

بقلم: يعقوب احيمئير

اضافة اعلان

كراهية لاذعة تفعل احد مقالات الكراهية لاسرائيل لدرجة التوصية بإلغائها كدولة اليهود واقامتها كدولة واحدة لليهود وللفلسطينيين. ومثلما هو دارج في مطارحنا فإن كتاب الكراهية وضعه اليهودي الاميركي بيتر باينرت من البارزين في الوسط اليهودي التقدمي، وسط اليسار المتطرف فانتقاده لإسرائيل بلا حدود بل واحيانا ايضا بلا قيود. باينرت هو من البارزين بين المثقفين اليهود في الولايات المتحدة. ثقافته واسعة وعميقة وهو يعمل كبروفيسور في الصحافة في ولاية نيويورك.
ينشر باينرت مقالات رأي في "نيويورك تايمز" المعروفة بموقفها النقدي من اسرائيل، وفي حينه نشأت ايضا علاقة بينه وبين "هآرتس" التي عرفته بأنه "محلل كبير" في الصحيفة. ولكن يبدو انه بعد ان نشرت بضعة مقالات فقط، توقفت هذه العلاقة بين باينرت والصحيفة الاسرائيلية.
جهاز الامن العام – الشاباك هو الآخر اهتم باراء باينرت. عندما كان يوشك قبل بضع سنوات على الدخول الى اسرائيل، اوقفه رجال الامن، وحسب ما نشر فقد حقق معه على علاقاته مع محافل اليسار. توقف باينرت في مطار بن غوريون كان خللا جسيما. فمكتب رئيس الوزراء، في عهد ولاية نتنياهو اعتذر عن التحقيق مع باينرت ووصف هذا التحقيق بانه "خلل اداري".
يمكن القول إنه على مدى السنين تطرف باينرت في انتقاده لدولة اسرائيل، ولا سيما للاستيطان. ولكن ليس هذا فقط. فهو يشكك بمجرد مبنى النظام في اسرائيل. وهو يدعو الى تغيير متطرف: اسرائيل، برأيه يجب أن تكون دولة يعيش فيها وبمساواة كاملة يهود وفلسطينيون.
يبدو أن هذا هو السبب الذي يجعله يدعو اسرائيل الى فتح بواباتها والسماح للفلسطينيين بتحقيق "حق العودة". وفي هذه الايام تطرف، كما اسلفنا في انتقاده لاسرائيل لدرجة التصريح الذي من شأنه أن يفسر كرسم المقارنة، بل وحتى المشابهة بين ايران وبين اسرائيل.
منظمة جماهيرية في الولايات المتحدة تدعى Honest Reporting، والتي تتابع التصريحات الزائفة تجاه اسرائيل في وسائل الاعلام الاميركية أرفقت تحليلا متشددا لمقال باينرت الاخير الذي نشر قبل بضعة ايام في "نيويورك تايمز".
موضوع المقال: سياسة النووي لايران واسرائيل. يدعو الكاتب الولايات المتحدة واسرائيل الى البدء في كشف الحقيقة عن الصواريخ النووية لاسرائيل. يقزم باينرت التهديد النووي الايراني تجاه اسرائيل ولا يشير الى أن ايران هي التي تهدد بابادة اسرائيل. وبخفة كبيرة يتجاوز التهديد الذي يعلن عنه قادة ايران في احيان متواترة جدا.
مشورات باينرت لتقزيم جسارة التهديد تأتي على حد قوله لأجل العمل على تجريد الشرق الاوسط من السلاح النووي. والصعوبة على حد قوله هي ان اسرائيل لم توقع على ميثاق عدم نشر السلاح النووي، ومقارنة بإيران لا تسمح بالرقابة على منشآتها. يخيب أن ذكرى الموضوع النووي كبند في سياق النقد على اسرائيل، من ثمار آراء باينرت هو أمر جديد. إذ بشكل عام فان منتقدي اسرائيل من بين يهود الولايات المتحدة يركزون على موضوع المستوطنات كجذر كل شر. سنوات ولاية نتنياهو في رئاسة الوزراء شكلت لباينرت برنامجا سياسيا مريحا لكتاباته النقدية. هل اليسار الاميركي الذي يمثله باينرت سيلطف حدة مواقفه في عهد بينيت ام ربما سيتطرف فيها بالذات.