ربابعة.. طوّر موهبته بالمدرسة ليحقق حلمه كمقدم للأخبار بطريقة برايل

Untitled-1
Untitled-1

ربى الرياحي

عمان- بالجد والمثابرة والعناد، يوثق الشاب الكفيف راشد ربابعة اسمه كمقدم أخبار كفيف، إذ صمّم أن يكون حاضرا في المجال الإعلامي. ساعده طموحه غير المحدود بالوصول إلى هدفه الذي لطالما سعى إليه غير مكترث بكل العقبات التي تعترضه.اضافة اعلان
راشد لم يقبل أبدا أن يكون سجين الصورة النمطية وذلك التمييز السلبي، بل قرر ومن دون تردد أن ينتزع حقه في التوظيف ويحصل على فرصة عمل يؤكد من خلالها أن الإعاقة مع الإرادة تهزم المستحيل، وتثبت أن النجاح يولد من عمق الصعاب والمتاعب وأن التجربة خير برهان.
ويرى ربابعة أنه ليس من حق أحد أن يحجم طموح الشخص، فشغفه بالإعلام بدأ في سن مبكرة من عمره أثناء وجوده على مقاعد الدراسة، إذ أنه كان معروفا بتقديمه المتكامل أداء وصوتا جميع مدرسيه آنذاك أشادوا بموهبته الكبيرة ورأوا فيه مقومات المذيع الناجح.
شخصيته القوية وثقته بنفسه وإصراره على ملاحقة أحلامه واجتهاده المتواصل ورغبته المستمرة في تطوير مهاراته، كلها أسباب ساندت راشد ودعمته حتى يصبح مقدما للأخبار وهو فاقد للبصر.
ويبين أن دخوله تخصص الصحافة والإعلام لم يكن بمحض الصدفة، وإنما كان قرارا نابعا من وعيه ببعض الأشخاص الذين قد يتخذون من عدم تخصصه في هذا المجال ذريعة لهم للتهرب من توظيفه هو بدراسته للإعلام أكاديميا. لذلك، قطع الطريق على الكثيرين أولئك الذين ينظرون للإعاقة على أنها "عجز"، متمسكين بتلك القوالب الجاهزة التي تمنع التميز والإبداع والنجاح.
ومن جهة أخرى، رأى راشد أن يعزز موهبته في التقديم بالدراسة الأكاديمية حتى يكون قادرا على تطوير نفسه أكثر. يقول إن تحديات كثيرة واجهته أثناء بحثه عن فرصة عمل يستطيع من خلالها إثبات قدراته والتأكيد على أنه، شخصيا، لديه امتيازات تؤهله من دخول مجال الإعلام، لافتا إلى أن الإنصاف والتجربة وتقديم الفرص لمن يستحقها، كلها أمور يتغافل عنها بعض أرباب العمل ويحاولون عمدا تجاهلها لأن هناك نسبة ليست قليلة منهم ما تزال تستهين بقدرات الشخص من ذوي الإعاقة وتخشى تشغيله لاعتقادها بأنه لا يمكن أن ينجز ويخدم المؤسسة كما يجب.
راشد نجح في لفت أنظار الناس إليه، مستندا على موهبته في التقديم وعلى حصيلة المهارات التي يمتلكها ويعمل يوميا على تطويرها، إذ يعمل ضمن فريق موقع التاج الإخباري، حصوله على الوظيفة فيه جاء بعد إثبات مهارته كمقدم أخبار تسجيله لثلاثة مواجز إخبارية قائمة فقط على الصوت ومن ثم كان الاقتراح المطروح أن تكون خطوتهم الجديدة تسجيل موجز بالصوت والصورة يتم نشره على التلفزيون الخاص بالموقع.
الخطوة هذه لاقت رواجا وتفاعلا كبيرين، لكون راشد أول مقدم كفيف يقرأ موجز الأخبار بطريقة برايل إضافة إلى عمله في الإعلانات.
وجاء تكريم الأمير مرعد بن رعد رئيس المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة في الأول من الشهر الحالي للمقدم الكفيف راشد ربابعة للتأكيد على أن الاجتهاد لا بد أن يؤتي ثماره يوما ما. وأشاد الأمير بمبادرة الموقع بتعيين شخص من ذوي الإعاقة البصرية كمقدم لموجز الأخبار الأمر الذي سيسهم في تغيير التصورات العامة حول الأشخاص ذوي الإعاقة نحو الأفضل.
وأكد الأمير مرعد ضرورة تطوير ودعم أجندة الإعاقة من قبل الجهات الإعلامية كجزء من استراتيجية التنوع لتغيير الصورة النمطية حول الأشخاص ذوي الإعاقة وقضاياهم وطرح تلك القضايا بشكل موضوعي بحيث تصبح جزءا لا يتجزأ من جميع قضايا عموم المواطنين.
أما عن طموحه في المستقبل فيقول؛ "أسعى لأن أن يكون لي اسم كبير في عالم الصحافة والإعلام"، وأن أكون مدربا للصوت والأداء لكل من لديه الشغف في التقديم إضافة إلى رغبته الكبيرة في تأسيس مدرسة تعنى بتدرب أشخاص يمتلكون الطموح والعناد والمثابرة.