طارق الشوابكة: حصر الفنان الأردني بأدوار بدوية يغيبه عن الدراما المعاصرة

أحمد الشوابكة

مادبا- يراهن الفنان الأردني طارق نعيم الشوابكة على الإنتاج الخاص ببقاء الدراما الأردنية حاضرة في المشهد الدرامي العربي، في ظل غياب الدعم الحكومي لها، مشيرا إلى أن الدراما المعاصرة مغيبة تماما عن المشاهد العربي الذي يعتقد أن الأردن متخصص بـ"الدراما البدوية"، مما حصر دور الفنان الأردني في سياق واحد يتمثل بالأدوار البدوية، وهذا مخالف تماما لقدرات الفنان الأردني المتنوعة، مطالبا بإطلاق العنان ليقدم الفنان الأردني أدوارا أخرى متنوعة تعطيه مكانة، وتفسح له المجال ليثبت قدراته التي يتفوّق بها إذا ما خرج من حالة التصقت به، خصوصا أن النجاح الكبير لتجارب الفنانين الأردنيين في الدراما المصرية والسورية والخليجية برهان أكيد على مقدرتهم الفنية.اضافة اعلان
ويشارك الشوابكة حاليا في المسلسل القروي المعاصر الذي يحمل عنوان "لعبة الانتقام"، ويلعب فيه شخصية (نورس) الشاب الذي يعود الى قريته ليثأر لأخيه، ثم تتغير الأحداث الدراماتيكية بالمسلسل بشكل غير متوقع.
والمسلسل تجري أحداثه ومشاهده في العديد من المناطق الأردنية ويشارك فيه نخبة من الفنانين الأردنيين، وهو من إنتاج عصام حجاوي.
وشارك الشوابكة في العديد من المسلسلات البدوية المعاصرة، كـ"الدمعة الحمراء"، "صبر العذوب"، "نوف"، "العقاب"، "العفراء"، "جلمود الصحاري"، "المسلسل المعاصر" و"شيء من الماضي".
كما شارك في العديد من المسرحيات من أبرزها: "وين أنا"، "كابوس العصر"، "دينا الأحلام"، "سالومي"، "زين المها"، إضافة إلى المشاركة في أفلام قصيرة عدة منها: "عصفورة شو"، و"فرجة"، كما شارك في العديد من المهرجانات العربية والمحلية منها: "سوق عكاظ 2019"، و"الشارقة للمسرح الصحراوي".
وأكد الشوابكة لـ"الغد"، أن الوطن مليء بالطاقات الشبابية، داعيا الجهات القائمة على الحركة الفنية كافة لاستغلال هذه الطاقات إيجابيا من خلال تقديم الدعمين المادي والمعنوي لهما، من أجل إعادة الدراما الأردنية إلى مكانتها الطبيعية، كما كانت بالسابق في الطليعة، والسباقة في الإنتاج الدارمي على المستوى العربي.
ويقر الشوابكة بأن الفن لا يطعم خبزاً، وخصوصاً في الوقت الحاضر، لكن عشقه للفن أجبره على أن لا يبتعد عن عالمه الذي وصفه بالجميل، والذي يحبه ويعشقه منذ الصغر.
وأكد أن الدراما الأردنية أصحبت محصورة بالدراما البدوية، وهذا سلاح ذو حدين، على حد وصفه؛ فالأردن حلّق وحيداً في هذا النوع من الدراما، وترك الدراما المعاصرة التي تحتاج إلى استقطاب المنتجين وكتابة النصوص المعاصرة، وهذا لا بد فيه من تشاركية بين الفنانين ونقابتهم، والحكومة، ودعم الإنتاج الفني للقطاع الخاص، حتى يستطيع إكمال مسيرته.
ودعا إلى ضرورة أن تنشأ مؤسسات الإذاعة والتلفزيون الأردني محطة فضائية خاصة بالدراما الأردنية، أسوة ببقية المحطات العربية التي تعنى بالحركة الدرامية الفنية، مشيرا إلى أن وجود محطة خاصة بالدراما يسهم بشكل قوي في ترويج العمل الدرامي الأردني، وينعش الفنان الأردني الذي هو بأمس الحاجة إلى الترويج الإعلامي والتعريف بإمكانياته ومقدرته الفنية.
وأكد أن دولاب الحركة الفنية في الأردن لن يتحرك في الطريق السليم، إلا بوجود هيئة حكومية للإنتاج الفني يشارك فيها القطاعان العام والخاص، لكونهما الداعمين الأساسيين في محور الإبداع الفني الثقافي.
ويبين تأثره الإيجابي بكل شخصية يؤديها في كل عمل يقوم بتمثيله، وفق ما قال "أقرأ العمل بتأن وأتخيله وأركز فيه وأطبقه على الواقع؛ حيث أعيش أدق التفاصيل، وهذا بحد ذاته يعطيني إصرارا على تقمص شخصية الدور الموكل لي".
ولفت إلى أهمية المسرح كونه فطرة راسخة عند الشعوب، وأحد أشكال وعيها وشعورها، يتداخل فيه الواقع بالأسطورة والمعقول بالمتخيل والوعي باللاوعي، مشيرة الى أن التعبير الدرامي هاجس إنساني مشترك ومتنفس للاحتياطي الوجداني والفكري عند الشعوب.
وكان الشوابكة قد درس الأدب الانجليزي، إلا أن شغفه هو الغناء والتمثيل الذي جعله مساراً عملياً أثبت قدراته فيه؛ إذ أسس فرقا مسرحية وموسيقية في بداياته في المدرسة وفي الجامعة بمساندة أسرته، ثم دخل بعد أن أكمل دراسته الجامعية المضمار الفني الدرامي والمسرحي من أوسع أبوابه، ليحقق نجاحات عديدة.