عقوق الأبناء وغياب الرعاية الصحية يضاعفان معاناة المُسنّة عائشة

csmxfniv
csmxfniv
نادين النمري عمان- عقوق أبنائها الستة ورفضهم رعايتها وعدم شمولها بخدمات صندوق المعونة الوطنية، ضاعف من معاناة المسنة "عائشة"، المصابة بأمراض شيخوخة متعددة. قضية المسنة، التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اخيرا، تتلخص بتمنع ابنائها عن رعايتها (ابن وخمس بنات) بعد إصابتها بجلطة دماغية، تسببت بحدوث شلل نصفي لها، فيما تكفلت إحدى السيدات برعايتها في منزلها مع زوجها وأبنائها السبعة. ترتبط المسنة مع العائلة الراعية لها بعلاقة قرابة بعيدة. منذ تدهور الحالة الصحية للمسنة بادرت العائلة الراعية بالاتصال عدة مرات مع أبنائها ليقوموا برعايتها، تقول السيدة: "حاولنا كتير نتواصل مع أولادها، كلهم موجودون في الأردن بس ما بدهم يهتموا فيها، آخر مكالمة قالوا ما تزعجونا.. أمنا اعتبرناها ماتت". وتزيد السيدة، والتي تقيم أسرتها في إسكان التطوير الحضري بمنطقة ماركا: "قبل أربع سنوات توجهت إلى صندوق المعونة لمساعدة المسنة في الحصول على معونة وطنية لتغطية جزء من مصاريفها، أجابنا الموظفون هناك أنهم سيتصلون بنا ولغاية الآن لم نتلق أي رد بهذا الخصوص". وتبين: "كل فترة تراجع المسنة في مستشفى البشير، بسبب الشلل وقلة الحركة أصيبت بتقرحات في جسمها، لكن المستشفى يقول إنه لا يوجد أي خدمات يمكن توفيرها لها حاليا في المستشفى، وإن ما تحتاجه السيدة رعاية منزلية فقط". تؤكد السيدة الراعية للمسنة استعدادها للاستمرار في رعاية المسنة، والتي تقيم لديها منذ 6 سنوات، لكنها في ذات الوقت تخشى من تدهور وضع السيدة الصحي فيما يخص التقرحات. وتأمل بتوفير رعاية للمسنة ومعالجتها من التقرحات، التي تملأ جسدها خصوصا الى جانب شمولها بخدمات صندوق المعونة الوطنية. من جانبه، قال الناطق باسم صندوق المعونة الوطنية ناجح صوالحة لـ"الغد" إن "الصندوق تواصل أمس مع العائلة الراعية للسيدة ويتم العمل حاليا على دراسة الحالة وامكانية استفادتها من خدمات الصندوق". وتعكس حالة المسنة "عائشة" واحدة من حالات عقوق الآباء بوالديهم، في وقت لا يتوفر فيه سجل عن حالات الإساءة والعقوق الواقعة على كبار السن. وكانت دراسة تحليلية لواقع كبار السن أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة العام 2017، أظهرت أن مجموع الشكاوى التي تقدَم بها كبار السن في كافة محافظات المملكة خلال العام 2016 بلغ (787) شكوى، تنوعت ما بين اعتداء لفظي و/أو جسدي على كبير السن، وقد شكلت نسبة المتقدمين بالشكاوى حوالي 0.1 % . الى جانب اشكالية العقوق تعكس حالة المسنة عائشة كذلك غياب خدمات الرعاية الصحية المنزلية الحكومية، اذ تظهر الدراسة وجود 47 مركزا للرعاية المنزلية التمريضية، و85 مركزا طبيا تقدم الخدمات الطبية على مدار 24 ساعة في المملكة جميعها تابعة للقطاع الخاص، في ظل الغياب التام لتوفير خدمات حكومية مجانية. وكانت دراسة سابقة للمركز الوطني لحقوق الانسان أوصت بضرورة سن قانون خاص بحقوق كبار السن يحمي شيخوختهم، ويتناول حقوق الفئات الاكثر حاجة للحماية والإسراع بسن قانون خاص يحمي ويعزز حقوق كبار السن من جميع النواحي سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الصحية.اضافة اعلان