علي: أنامل تنسج الإبداع والجمال

علي الجغبير تغلب على إعاقته بتنمية مهاراته الفنية - (من المصدر)
علي الجغبير تغلب على إعاقته بتنمية مهاراته الفنية - (من المصدر)

منى أبوحمور

عمان - لم يقف خجل الأهل من اعاقة ابنهم، وعدم اعترافهم بوجوده، عائقا أمام العشريني علي، ليثبت وجوده بجدارة؛ متحديا الأفكار البالية التي عاشت في ظلها العائلة، ويتقن حرفة تحتاج إلى مهارة وقدرات فنية عالية.اضافة اعلان
رغم أن أهله تناسوا أنه أحد أفراد العائله، وله من الحقوق والواجبات ما لغيره، إلا ان هذه المعاملة تركت أثرا كبيرا في حياته، وخرج عن انطوائه، ليصبح أحد الأفراد المنتجين في المجتمع، وهو يعمل على آلة الخياطة وينسج عليها أرقى الملابس وأجملها.
عدم وجود مدارس تتقبل وجوده في صفوفها، جعلت من التعليم حلما في عينيه بعيد المنال، على الرغم من أنه لا يعاني من أي إعاقة عقلية تمنعه من الانضمام مع باقي أقرانه للمدارس، ليلتحق بعدها في مركز متخصص بذوي الإعاقة لفترة بسيطة، ليخرج منه بعد فترة لتجاوزه العمر المسموح به للالتحاق.
وبعد فترة طويلة من التنقل بين غرفة وأخرى في المنزل، جاءته الفرصة التي قلبت حياته رأسا على عقب، عندما التحق بمشروع "روح الشرق"، الذي يعنى بذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم وشخصيتهم وصقل مواهبهم.
"فرحت كثيرا عندما التحقت بهذا المشروع"، بحسب ما يقول، مؤكدا أنه استطاع ومن خلال التحاقه به، أن يجد نفسه وأن يتعرف على أصدقاء وأناس جدد، إلى جانب إحساسه بأنه شخص محبوب، ويستحق الاهتمام ممن حوله.
ويؤكد أن الاهتمام والالتفات حوله من الاختصاصيين في المشروع، كان له الدور الكبير في تغيير مسار حياته، التي كانت مقتصرة على البيت فقط.
استطاع علي بمهاراته وإبداعاته، إنجاز العديد من المنتوجات التي صاغتها أنامله، وتركزت في مجالات عديدة كالخياطة، الموزاييك، الفسيفساء وغيرها من الحرف الأخرى، إلا أنه وبعد عامين من الالتحاق بالمشروع أصبح محترفا في الخياطة، وقادرا على حياكة العديد من المنسوجات.
شعر علي بفرح ونشوة عندما أصبح قادرا على الخياطة، إذ إن قدرته على الخياطة وبشكل جيد جعلته يزداد ثقة بنفسه، خصوصا عندما استطاع أن يثبت لكل من حوله من الناس، بأنه إنسان منتج وقادر على الإبداع.
والأكثر سعادة بالنسبة إليه، تلك المشاعر التي انتابت أهله الذين تفاجؤوا من مشغولاته، وعرفوا أنه أصبح قادرا على استخدام الماكينة، مبينا أن قدرته على استخدام ماكينة الخياطة كانت بالنسبة له تحديا كبيرا، خصوصا وأن لديه مشكلة في قدميه تجعل قدرته على السيطرة على دعسة الماكينة تحديا كبيرا بالنسبة لشخص مثله.
ولم يكتف علي باستخدام ماكينة الخياطة فحسب، بل أبدع كذلك في الفسيفساء التي تتطلب منه تركيزا عاليا وذوقا رفيعا في اختيار الأحجار وتنسيق اللوحات الفسيفسائية.

[email protected]