مادبا: دعوات لإدخال مسجد الملك الحسين إلى المسار التراثي والسياحي

احمد الشوابكة

مادبا - دعا سكان في مدينة مادبا وعدد من السياح، الجهات المختصة بإدخال مسجد المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي يقع في وسط مدينة مادبا، ضمن منظومة المسار التراثي السياحي، لكونه شاهدا على سمو روح المواطنة بين ابناء مادبا.اضافة اعلان
ويعتبر المسجد، من أكثر مساجد مادبا اتساعا واكتظاظا بالمصلين، إذ تبرع بقطعة الأرض التي بني عليها المسجد في اربعينيات القرن الماضي، أحد أبناء العشائر المسيحية من عائلة " المرار"، ما يؤسس حالة أخرى من الوئام والتفاهم بين ساكني المدينة من مسلمين ومسيحيين، كما انه يعطي مثالا رائعا على قيم التعايش بين الاديان.
ويتميز المسجد بطرازه المعماري العثماني في محاولة لمحاكاة مسجد السلطان أحمد في إسطنبول بتركيا، ويتربط اسم المسجد بالملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، لانه هو الذي أمر بإعادة بنائه بمكرمة ملكية في زيارته لمادبا العام 1998، وفق مدير اوقاف مادبا خلدون النجادا.
ويضيف النجادة، ان داخل المسجد يتزين بتشكيلة مميزة من الزّخارف المختلفة التي تنوع بين الذهب وفنون النقش التي ترسم بعض الآيات الكريمة رسما متناهيا في الابداع.
وأشار إلى انه تم مخاطبة مديرية السياحة في وزارة الأوقاف، بتوفير بعض المتطلبات الأساسية والضرورية، ومنها عمل غرفة لاستقبال الزوار مجهزة بالمعلومات عن المسجد، إضافة إلى غرفة ملابس للرجال والنساء محتشمة تخول الأجانب الدخول للمسجد، ومترجم، مؤكدا أنه عقد عدة اجتماعات مع مديرية سياحة مادبا، من اجل إدخال المسجد ضمن منظومة المسار التراثي السياحي، وبخاصة ان الآونة الاخيرة شهدت مجيء سياح اجانب بإعداد كبيرة للمسجد.
وأكد إمام المسجد حسام الطوالبة، توفر ملابس خاصة للأجانب في المسجد وهي عباءات، بحيث تتيح للسياح الدخول باريحية والجلوس فيه، ثم يقدم لهم نسخ من القرآن الكريم بعدة لغات.
لكن الطوالبة أكد أن المسجد يحتاج إلى توفير غرفة للمعلومات واستقبال الزوار، وغرفة للعباءات من اجل ان يلبسها الاجانب، مشيرا ان المسجد مفتوحة ابوابه يوميا أمام المصلين والزوار حتى الانتهاء من صلاة العشاء.
وأكد على ضرورة وضع نشره خاصة أمام المسجد تحكي عن نشأته، وطرق بنائه، وخصوصا أنه يشكل مثلا يحتذى به للعالم في العلاقة الاجتماعية والإنسانية، التي تربط ابناء المدينة من مسلمين ومسيحيين.
ويقول الفنان التشكيلي ميشيل عجيلات ضرورة إدخال المسجد في بوتقة المسار التراثي السياحي، لما له من أهمية بتجسيد الوئام والمحبة بين أبناء المدينة، مشيرا ان قصة بناء المسجد، تؤكد عظمة ابناء هذه المدينة كنموذج يحتذى به بين سائر بلدان العالم.
ويؤكد السائح الفرنسي من أصول مغربية محمد بن عبد المجيد، إن المسجد في طرازه المعماري المنتمي للفن الاسلامي، يشكل متعة لقراءة جماليات وعراقة صياغته بالطرق التي تتلاءم مع الظرف الحياتي، وبخاصة ان قطعة الأرض التي بني عليها المسجد تبرع بها أحد ابناء المدينة، وهو من الديانة المسيحية، ما يعطي دلالة أكيدة لعظمة ابناء هذه المدينة صاحبة التاريخ الإنساني على مدى الآلاف السنين.
لكنه؛ وجه عتابا للجهات المختصة بالشأن السياحي، لعدم وضعه في كتيب للمواقع السياحي الأثرية في المدينة، متسائلا عن الاسباب لاغفال هذا الموقع الديني المهم.
واحتراما لحرمة المسجد، رفضت السائحة الايطالية مارتين دخول المسجد، لكون ملابسها غير محتشمة، فاكتفت بالتقاط صور للمسجد من الخارج.
واعترفت بأنها أضاعت فرصة ثمينة بعدم دخولها المسجد، بالقول " أعترف بأني اضعت فرصة لن تعوض بعدم دخولي المسجد، لكنها وضعت المسؤولية على الجهات المعنية، التي من المفروض ان توفر ألبسة محتشمة يسمح به الدخول للمسجد
غير أن مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، قال " ليس هناك ما يمنع من إدخال المسجد ضمن المسار السياحي، لكن هناك احتياجات ضرورة يجب ان تتوفر، منها غرفة لاستقبال الزوار، مجهزة بالمعلومات التي تحكي عن المسجد، اضافة الى تخصيص ملابس محتشمة تخول السياح من كلا الجنسين الدخول داخل حرم المسجد، وهذا تم التباحث فيه مع مدير اوقاف مادبا، والآن الكرة في مرمى الأوقاف.