مغتربون يتوقون لقضاء العيد بأحضان الوطن واسترجاع الذكريات مع الأحبة

Untitled-1
Untitled-1

ربى الرياحي

عمان - في الغربة أناس أتعبتهم الوحدة وأضناهم الشوق لذكريات مضت، وأجبرتهم ظروف الحياة على مغادرة لحظات كانت وستبقى الأجمل والأبسط والأقرب لقلوبهم.اضافة اعلان
تستوقف المغترب كل التفاصيل رغم صغرها أحيانا، إلا أنها تظل عالقة في ذاكرته. الكثيرون ينتظرون الفرص للعودة إلى أحضان الوطن، ورؤية الأهل والأقارب والأصدقاء، لكي يجددوا طاقاتهم ويستعيدوا أوقات الفرح مع الأحبة، وأخذ مساحة للراحة من ضغوطات كثيرة تثقل كاهلهم.
ومع اقتراب إجازة العيد، يتطلع حسام أكرم باشتياق وحنين للقاء أبيه وأمه وإخوته، بعد عام كامل قضاه بعيدا عنهم بسبب عمله في إحدى الدول العربية.
ينتظر حسام بشغف تواجده بين أحبته وأصدقائه، لافتا إلى أن افتقاده للأجواء العائلية ولتلك السهرات التي لا تخلو من المزاح والضحك واسترجاع الذكريات، يجعله يختار وقت إجازته بعناية ويكون ذلك بالجمع بين نهاية شهر رمضان المبارك وقدوم العيد.
ويبين أن رغبته في أن يعيش طقوس العيد وفرحته، تبعث في روحه السكينة والراحة والأمان واستراق لحظة حقيقية فيها الكثير من الحب والدفء والقرب بعفوية بما تحمله من سعادة قادرة على تبديد كل الهموم والأحزان الناتجة عن الغربة وتلك الفرقة التي تفرضها الظروف غالبا.
يقول "في الغربة تغيب الكثير من التفاصيل الجميلة حتى المشاعر، ويكون الاشتياق حاضرا للمة الأهل حول مائدة واحدة مستمتعين بأشهى الأكلات، ولتلك الأحاديث الممزوجة بالحنين، والزيارات العائلية المتبادلة، مع تأكيد أهمية ذلك في إشاعة الحب والاحترام".
العشرينية هدى أحمد هي أيضا تحرمها الغربة من أن تكون قريبة من أسرتها وصديقات الطفولة، تحاصرها الكثير من المشاهد التي لا يمكنها نسيانها وصور من رحم الذاكرة تختزل أصدق اللحظات وأجملها.
تقول إن زواجها خارج البلد فرض عليها أن تعيش "وجع الغربة". هي ولأنها لم تستطع أن تتأقلم مع حياتها الجديدة كما يجب، تشعر دائما بالضيق والخوف والقلق، مبينة أن كل تلك المشاعر السلبية تتلاشى بمجرد عودتها إلى أرض الوطن وأحضان عائلتها.
فرحتها بلقاء الأهل يمدها بالإيجابية، لذلك تحرص على أن تكون الإجازة السنوية في أواخر رمضان، وذلك لتستمتع بما تبقى من روحانيات ذلك الشهر الكريم وطقوسه وأيضا تتمكن من تبادل تهاني العيد مع من تحب.
وتلفت إلى أنها تحن كثيرا لذكرياتها مع أخواتها ولتلك الأوقات التي كن فيها يتشاركن الأسرار والملابس وحتى أبسط التفاصيل. العيد بالنسبة لها هو التلاقي والفرح والمشاركة، وهو أيضا توثيق حقيقي للعلاقات.
الخمسيني أبو بهاء أب لثلاثة أبناء، يجد أن للغربة ضريبة باهظة الثمن، فهو تغرب عن أبنائه وزوجته. ورغم وجود الكثير من وسائل الاتصال الحديثة، إلا أن ذلك لا يغني أبدا عن اللقاء المباشر، مشيرا إلى أن غيابه عن أبنائه فترة طويلة قرار خارج على إرادته، الهدف منه تأمين حياة كريمة لهم.
ويبين أن العيد فرصة للكثير من المغتربين، وهو واحد منهم، يسمح لهم باستشعار قيمة العائلة وتلك اللقاءات التي تنشر المحبة في كل مكان ويمنحهم الدفء الذي يفتقدونه، كما يغيرهم من الداخل ويجعلهم أقدر على التعبير عن مشاعرهم.
هو كشخص مغترب، يرى أن الاستمتاع بالأوقات الجميلة مع الأحبة يوجد روح التقارب والألفة ويشحن الهمة ومواصلة الطريق بحماس، مؤكدا أن ظروف الحياة تتطلب التنازل بعض الشيء عن جزء من السعادة في سبيل تحقيق هدف أسمى وأهم.
الاستشاري الاجتماعي الأسري د.مفيد سرحان، يبين أن حنين الإنسان لوطنه يبقى حاضرا لديه في الغربة، حتى لو كان مقيما في بلد عربي، فالوطن له حنين خاص في نفس الإنسان ويبقى منشدا له رغم توفر وسائل الاتصال والوسائل الحديثة التي ربما تتيح للشخص التواصل مع أهله بشكل يومي ومستمر بالصوت والصورة.
لكن الجلوس بين الأهل والأقارب يختلف عن التواصل عن بعد وهو أكثر تأثيرا، وفق سرحان، الذي يبين أنه في شهر رمضان يعود عدد كبير من المغتربين إلى الوطن لمشاركة الأهل والأصدقاء أياما من رمضان والإفطار معهم، مما يضفي فرحة وبهجة على الجميع سواء المغترب أو الأهل. كذلك الأكلات البيتية والشعبية والتي ارتبطت في ذهن المغترب بمعان معينة، والبعض قد يطلب من أهله وجبة إفطار معينة أو جلسة في مكان ما تعيد له الذكريات.
ويحتفل الأهل بعودة المغترب، خصوصا في شهر رمضان الذي تلتئم فيه الأسرة، ويأتي العيد ليتمم هذه الفرحة عند الجميع، حيث التزاور والالتقاء وتبادل التهاني والسهرات التي يتوق إليها الجميع.