"ميراث وطن" إصدار جديد للدكتور سليمان الديكان

 

 الكويت - مقولة كونفوشيوس الحكيم الصيني "اذا اردت ان تتعرف الى مدى رقي بلد وإرادته ومبلغ حظه من المدنية فانظر إلى موسيقاه" كانت الملهمة للموسيقي الشاب الدكتور سليمان الديكان الذي ألف اخيرا كتاب "ميراث وطن".

اضافة اعلان

فالديكان يسعى في اعماله الموسيقية والبحثية الى تكريس الثروة الفنية للكويت بهدف نشرها في مختلف بلدان العالم لتبهج الناس وتطربهم وليتعرف العالم الى الملحنين الكويتيين والخليجيين ويطلع على مدارسهم الفنية.

واصدار كتاب (ميراث وطن) يأتي لشعوره بحاجة منطقة الخليج العربي لنشر مناهج وإبداعات ومقترحات ودراسات في العلوم الموسيقية لنهضة الفنون والالحان التراثية الخليجية "فالتطور الحقيقي للموسيقى الخليجية يبدأ بمعرفة التاريخ وبالتدوين والتوثيق والنشر".

ويقول الديكان في بداية المؤلف "انني في هذه الاسطر ارفع تحية من موسيقي عادي الى موسيقيين غير عاديين احببتهم منذ صغري وسعيت الى التلمذة على ايديهم والاقتداء بهم وما زلت اجلهم لأنهم سيبقون على صدر تاريخ الكويت اوسمة وفي الحضارة الفنية رموزا" معربا عن امله في ان تفيد ابداعاتهم وعطاءاتهم امتنا واجيالنا القادمة.

ويأخذ الديكان قارئ الكتاب في رحلة متعددة المحطات فيطل في المحطة الاولى على جذور الفن الكويتي مستعرضا فيها كل ما يتعلق تاريخيا بالموسيقى بدءا بالحضارة الهيلنستية ومرورا ببداية تأسيس الكويت مع توضيح علاقة الفنون بالمجتمع.

وحين ينتقل الى استعراض الآفاق الجديدة في الموسيقى الكويتية والخليجية فهو يهدف من التأريخ الى احياء الماضي بأحداثه وشخصياته ليسجل التجربة الانسانية وهي بدورها تجربة مستمرة تستدعي الاطلاع على الماضي والحاضر والمستقبل ايضا.

ويوضح الديكان ان استعراض بعض الاساليب الفنية وطرق تناولها وأنواع النسيج الموسيقي لم يكن هدفا بحد ذاته وإنما وسيلة للإعداد الموسيقي والمعالجة والصيغة الجديدة والتنويعات.

ويشير المؤلف الى ان الالحان الكويتية التراثية تتميز بكونها الحانا متوارثة شعبيا جيل بعد جيل ويتسم بعضها بطابع البساطة والعفوية وان الاغنية الشعبية والفولكلورية تؤدى بشكل جماعي وفردي كما ان الالحان الكويتية لها طابع بنائي مميز في تركيب الجمل اللحنية والوزن الايقاعي والعروض الشعري.

ويستشهد الديكان بشهادات اجنبية وكويتية تضمنها الكتاب يؤكد من خلالها ان الفن الاصيل كان منصهرا في الحياة اليومية لأهل الكويت وان الغناء كان تعبيرا عن احاسيسهم ويمتزج مع همومهم ويرافق انشطتهم.

و"ميراث الوطن" الموسيقي يدين لعدد من الاعمدة والاعلام الموسيقية الكويتية التي استعرضها في الكتاب فحضر عبدالله الفرج وعبدالله فضالة وعبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي.

وفيما يتعلق بالألحان الكويتية يشير الكاتب الى احمد الزنجباري وسعود الراشد وحمد الرجيب وعوض دوخي والدكتور يوسف دوخي واحمد باقر وعبدالعزيز المفرج (شادي الخليج).

اما عند الحديث عن التجديد والابتكار في الالحان الكويتية فيبرز دور ابراهيم الصولة وغنام الديكان ومرزوق المرزوق.

ويتضمن الارث الموسيقي للكويت اسماء لشخصيات سياسية ولقادة كانت لهم ابداعات موسيقية فصاغوا ألحانا جميلة وقدموها هدية للكويت ولمطربين كويتيين بأسماء فنية مستعارة اختار منها المؤلف الشيخ سالم الصباح السالم الصباح.

وحفظ الكتاب للمقاتلين بالكلمة اثناء الغزو العراقي حقهما وهما الشاعر فائق عبدالجليل الذي اتهم بكتابة اشعار وطنية والملحن عبدالله الراشد الذي لحن تلك الكلمات ليقدماها سلاحا لمقاومة الاحتلال ودفعا حياتهما ثمنا لذلك.

ويدون الكتاب الالحان الموسيقية لأعلام الفن الكويتي في قوالب جديدة مراعيا تقنية آلة البيانو كما يتضمن الكتاب قرصا مدمجا يحتوي على اعمال الفنانين المذكورين في الكتاب.