"غزة حجر الزاوية" للمؤرخ جوني منصور.. محطات مفصلية في تاريخ الفلسطينيين

غزة حجر الزاوية
غزة حجر الزاوية
عمان- صدر للأكاديمي والمؤرخ الفلسطيني جوني منصور، كتاب "غزة حجر الزاوية" الصادر عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، ويتحدث فيه عن ما أحدَثَ السابع من أكتوبر 2023 والتحولات في العالم أجمع. اضافة اعلان
مدير موقع ديوان العرب الكاتب الفلسطيني عادل سالم كتب كلمة على غلاف الكتاب يشير فيها إلى أنّ "السابع من أكتوبر يُشكل محطة مفصلية في تاريخ الفلسطينيين، إذ كشف عن الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بغطاء أميركي كان مخططا لها مسبقا، وهذا ما جري في العراق وأفغانستان. فقد كشفت عملية "طوفان الأقصى"، عن إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني، لو امتلكت الشعوب زمام أمرها.
 كما كشفت أحداث ما بعد "7 أكتوبر"، عن حجم التأييد العالمي للقضية الفلسطينية والردّ على المجازر الوحشية التي أقدمت عليها "إسرائيل" ضدّ الشعب الفلسطيني في غزّة وتدمير بنيتها التحتية، وبالتوازي فإن التضامن العالمي مع الفلسطينيين أقلق الإدارة الأميركية وإسرائيل، وكشف زيف كل ادعاءاتهما، كما كشف السابع من أكتوبر انقسام العالم العربي بين مطبّعين ومتصهينين يدعمون الاحتلال علناً، وبين مناصرين لفلسطين وشعبها السائر نحو حرّيته.
وكشفت هذه الحرب عن حجم المشاريع الاستعمارية التي تعمل "إسرائيل" على تحقيقها في المنطقة، وأنّ المجازر التي تنفذها ليست ردا على السابع من اكتوبر، إنّما تهدف لتفريغ غزّة من سكّانها ضمن مشروع اقتلاعي يتّسق مع الفكر الاستعماري الصهيوإسرائيلي".
ويرى جوني منصور أن الصدمة كانت قوية جدا على العقيدة الأمنية والعسكرية عموما، فالمسألة ليست متعلقة فقط باجتياح الشريط الفاصل بين قطاع غزة وما يُسمى بـ"غلاف غزة"، إنما ما كسبته المقاومة في الساعات الأولى من عملية "طوفان الأقصى".
ويقول المؤلف إن هذا الجيش أصاب الشعب في إسرائيل بخيبة أمل كبيرة، بعد السابع من أكتوبر لعدم قدرته على منع الاختراق، وعدم تمكنه من الاستجابة السريعة لمواجهة مئات، إن لم يكن آلاف المقاومين الفلسطيينيين والأفراد الذين اجتاحوا الغلاف، في ساعات قليلة أصبح الجيش لا شيء، فاقدا لقدرته على الاستجابة ورد الفعل. وبالتالي تحركت الولايات المتحدة وحليفاتها في أوروبا لنجدة ونصرة إسرائيل حكومة وجيشا وشعبا، وانتهاز الفرصة للإجهاز على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وتصفية الفلسطينيين في القطاع بالسماح للجيش الإسرائيلي بالتصرف الحر والكامل والشامل في تعاطيه مع قطاع غزة.
ويضيف منصور منح الرئيس الأميركي بايدن الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية بالحكم بالإعدام على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا يعني إدراك الإدارة الأميركية وحليفاتها وإسرائيل أن إبادة شعب سيتم تنفيذها في قطاع غزة. ونحن لسنا بانتظار قرار من محكمة العدل الدولية ولا من هيئات الأمم المتحدة لتعريف ما يجري بهذا المنحى، مبينا أن السابع من أكتوبر كانت طعنة قوية وعميقة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي استثمر وقتا ليُسهل على إسرائيل خطواتها نحو التطبيع، وتحييد القضية الفلسطينية. 
ويضيف المؤلف كل هذا الاستثمار تهاوي دفعة واحدة، وإسرائيل لم يعد بإمكانها حماية نفسها من حركة "حماس"، فكيف لها أن توفر حماية لدول في الخليج من إيران؟ وكيف ستحمي العالم العربي من التهديدات التي تواجهه. فقد صنعت إسرائيل وأنتجت عدوا للعرب وهو "إيران"، وأن العرب لا يمكنهم حماية أنفسهم وأنظمتهم بشكل خاص منها، إلا بـ"سواعد وعضلات وبطولات"، إسرائيل.
ويتحدث منصور عن حالة الهستيريا التي شملت إسرائيل والولايات المتحدة، ودولا غربية على المستوى الرسمي، كان بسبب الاستثمار الغربي في المشروع الصهيوني والممتد على مدى أكثر من "120"، عاما، تهاوي وتبدد، فسقط هذا المشروع في أقل من "4 ساعات"، لهذا نفهم الهستيريا من حيث جذورها وتوابعها. إنها مفاجأة ليست عابرة، إنها صدمة صادمة، لذلك توالت ردود الفعل المؤيدة لإسرائيل فيما تقوم به، وسُمح لها القيام به تحت غطاء أميركي وأوروبي غربي لتصفية حماس بكونها حركة إرهابية حسب القاموس الأميركي وليس الدولي. 
ويرى المؤلف أنه كان على أميركا والدول المتحالفة معها ومع إسرائيل، بالتمهيد للحرب الإسرائيلية على غزة بحملة شيطنة حركة المقاومة "حماس"، واعتبارها داعشية ونازية، وهذا غطاء لمحاربتها واجتثاثها، ونزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني من خلال اعتباره كله جزءا من الإرهاب الذي تقوده حركة المقاومة "حماس"، لكن الحرب على قطاع غزة ليست ضد حماس فقط وإنما ضد كل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في القطاع، سواء قبل عام 1948، أو بعده نتيجة عمليات الترحيل التي قامت بها إسرائيل عند نشوئها، فقد امتزجت صورة شيطنة حماس من طرف أميركا وحليفاتها مع صورة "الحيونة"، التي صرح بها وزير الأمن الإسرائيلي غالانت. 
ويقول المؤلف إن ما يحصل في غزة هو إبادة جماعية بترخيص أميركي وغربي وحتى من محكمة العدل الدولية التي أظهرت بعض التحرك الإيجابي ولكن بصورة خجولة، ومددت رخصة الإبادة في غزة لفترة غير محددة. كما وأن تمنع الإدارة الأميركية بشخص رئيسها بايدن ووزير خارجيتها بلينك عن وقف النار لأن توقيته لم يحن موعده ما دامت إسرائيل تعمل ضمن حق الدفاع عن نفسها. 
وخلص المؤلف إلى أن الحالة الهستيرية التي اجتاحت المجتمع الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى"، فإسرائيل الرسمية في حالة هستيرية سلوكية غير مسبوقة. فقد تم فرض قيود على حرية التعبير عن الرأي، وجرت ملاحقة أعداد كبيرة من فلسطينيي الداخل 1948، من أطباء وممرضات وصحفيين وفنانين وطلاب جامعات ومعاهد عليا وعمال وموظفين، وجرى تحقيق بوليسي وقدمت لوائح اتهام بحق مئات منهم، وتحولت علاقة دولة إسرائيل مع فلسطينيي الداخل إلى شكل من أشكال "محاكم التفتيش".