نمل النار القاتل السريع يبث الرعب في هونج كونج

    هونج كونج - النمل الاحمر قاتل طبيعي يهاجم ضحيته بأعداد كبيرة ويلدغها مئات المرات في ثوان معدودة ويستطيع أكل فرخ طائر صغير حتى العظام.

اضافة اعلان

   ويخشى أن يكون نمل النار الاحمر اللون، الذي يعيش بالمناطق الاستوائية بأميركا الجنوبية قد انتقل من الصين إلى هونج كونج. وهو من أشرس وأكثر الحشرات التي عرفها الانسان انتشارا.وفي حين أن معظم الحشرات اللادغة لا تلدغ سوى مرة واحدة قبل أن تتوقف أو تموت، فإن نمل النار بإمكانه أن يلدغ مرات عديدة.
 
   ويمكن لنملة النار أن تلدغ ضحيتها عشر مرات في غضون ثانيتين وتحقنها بمادة سامة تصيبها بالشلل وهي مادة عالية السمية بحيث أنها من الممكن أن تقتل انسانا في بعض الاحيان.
 
    وقال خبير في نمل النار إن أمام هونج كونج التي اكتشفت حتى الان على أراضيها وجود أكثر من عشرة أعشاش يشتبه أنها لنمل النار عدة أسابيع للتخلص من هذا الخطر الاحمر.

وأضاف الخبير بيلي هاو تشي هانج من جامعة هونج كونج "النمل يشبه السرطان حيث يمكن القضاء عليه إذا اكتشف مبكرا ولكن إذا ما انتشر فلا يوجد أمل".

    واستطرد "الولايات المتحدة أنفقت مبالغ طائلة في التعامل مع تلك المشكلة خلال الستين عاما الماضية ولكنها لم تتغلب على هذه المشكلة حتى الان. ولهذا السبب ينبغي أن تأخذ هونج كونج هذه المشكلة على محمل الجد".

    ويبدو أن نمل النار انتقل إلى هونج كونج داخل آنية نباتات استوردتها الجزيرة من الصين بمناسبة احتفالات العام الصيني الجديد الشهر المقبل. ومن المعروف أن هناك مستعمرات لنمل النار في جنوب الصين وتايوان.

    ويصف هاو هجوم نمل النار قائلا "لو وطأت بقدمك في عش للنمل وتسلقت ثلاثين نملة على جسمك فمن الممكن أن تتلقى 300 لدغة خلال ثوان معدودة".وأضاف "هذا النوع من النمل يتحرك بسرعة عند الهجوم فهو ينتشر ويلدغ ضحيته ويحقن المادة السامة في جسمها ليشل حركتها حتى يمكنه أن يتغذى عليها على مهل بعد ذلك".
 
    واستطرد "من الممكن أن تكون لدغات نمل النار قاتلة لو كان المرء مصابا بالحساسية أو ضعيف الجسم كما أن هذه اللدغات تنطوي على خطورة بالنسبة للمسنين والاطفال".
وذكر هاو أن نمل النار يتغذى أساسا على النباتات والحشرات والحيوانات الصغيرة بما في ذلك الضفادع والسحالي واستطرد "إنها حشرات عدوانية للغاية".
 
    وأضاف "نمل النار يهاجم بأعداد كبيرة ولهذا فهو يؤثر على النظام البيئي. ويختلف تأثير هذه الحشرات على الانسان ويقتصر في معظم الاحيان على لدغة. ولكن من الممكن أن يكون لها تأثير خطير لو كان الشخص مصابا بالحساسية".
    وأعرب هاو عن اعتقاده أن خطر نمل الرئيسي في هونج كونج لن ينصب على البشر بسبب الطبيعة الجغرافية والانتشار السكاني على الجزيرة بل سيتركز على النظام البيئي والاراضي الزراعية بالمناطق الريفية الجديدة شمال البلاد.
 
    ويتعين أن تستأصل هونج كونج المشكلة قبل أن يبدأ النمل في التكاثر عندما تصل درجة حرارة التربة إلى 24 درجة مئوية وهو ما يحدث في الفترة من منتصف إلى أواخر آذار (مارس).

    وفي غضون 18 إلى 21 أسبوعا من بناء العش تكون ملكة النمل على استعداد لاقامة مستعمرة جديدة وعادة ما تكون على بعد كيلومترات من المستعمرة الاولى وتضع الملكة حوالي 1.500 بيضة في اليوم.

    واستوطن نمل النار منذ وصوله للولايات المتحدة في أواخر الثلاثينيات أراضي تقدر مساحتها بخمسين مليون هكتار. وينفق سكان ولاية تكساس وحدها حوالي 10.5 مليون دولار سنويا على المبيدات الحشرية لمكافحة نمل النار.
 
   وفشلت الولايات المتحدة في القضاء على نمل النار منذ وصوله إلى أراضيها منذ ستين عاما قادما من أميركا الجنوبية.