الإنترنت يحارب انتشار الأوبئة بإنشاء محرك بحث صحي

 

علاء علي عبد

عمّان - يدرك المستخدم للإنترنت مدى التطور الذي أحدثته في الكثير من مجالات الحياة، ومن بين التغييرات التي أحدثتها إيجاد وسيلة جديدة هدفها المساعدة في إيقاف انتشار الأوبئة بشكل عام وعند بداية ظهورها.

اضافة اعلان

فقد قام مركز مختبرات كندا الصحية لمكافحة الأمراض، وبالتعاون مع عدد من الهيئات بإنشاء محرك بحث خاص ومعقد، يرتكز على تقنيات مطورة من قبل إحدى الشركات الكندية.

وتعتمد فكرة عمل هذا المحرك المعروف باسم شبكة الجمهور العالمية لتبادل المعلومات الصحية (Global Public Health Intelligence Network [GPHIN]) على القيام بإجراء عمليات بحث وترشيح نتائج هذه العمليات والمتعلقة بالأمور الصحية، والقيام بالتأشير على بعض النتائج غير الطبيعية من أجل التنبه لأية إشارة مبكرة لاحتمال حدوث وباء في منطقة ما.

وأشار موقع huffingtonpost‏ بأن محرك البحث هذا كان في مراحله الأولى يقوم وبشكل دوري بتفحص الآلاف من مصادر المعلومات المتواجدة عبر الشبكة العنكبوتية، كالمواقع الإخبارية والصحف والمدونات وغيرها التي تكون متوفرة عبر سبع من أهم لغات العالم كالعربية والإنجليزية والفرنسية، وذلك من أجل التنبه المبكر لأية إشارة تتحدث عن انتشار متزايد لأحد الأمراض أو لحدوث كارثة طبيعية ما.

ويقوم المحرك بعد ذلك بإرسال المعلومات التي حصل عليها لخبراء الصحة الاجتماعية، مثل منظمات الصحة العالمية وغيرها، ليقوموا بتحليل هذه المعلومات، وبالتالي نفي أو تأكيد الشكوك حول انتشار أو ظهور وباء ما. ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن لمتصفحي الشبكة العنكبوتية الاطلاع على المعلومات المرسلة من قبل محرك البحث وذلك منعا للبلبلة وانتشار الشائعات.

ويرى البعض بأنه لا يمكن الاعتماد على محرك (GPHIN‏) نظرا لكونه يستمد معلوماته من المواد المنشورة عبر الشبكة العنكبوتية. لكن على هؤلاء أن يتذكروا أن تلك الشبكة أصبحت مصدرا أساسيا وسريعا لتلقي المعلومة، ولو نظرنا للخيار البديل، سنجد بأنه سيكون قيام بعض المعنيين بإرسال مخاوفهم للمنظمات الصحية عبر أجهزة الهاتف أو الفاكس، الأمر الذي سيعيق من سرعة اكتشاف الوباء. أضف إلى هذا خطورة حدوث نوع من التضليل من قبل الشخص المرسل من خلال محاولة تحجيم المشكلة وذلك لأهداف مختلفة مثل عدم ضرب الموسم السياحي أو لأهداف سياسية أخرى.

ويتضح مدى فعالية السرعة بنقل المعلومات في عملية الحد من انتشار الأوبئة. علما بأنه قد تم أخيرا إصدار الجيل الثاني من هذا المحرك، للتمكن من التنبه المبكر جدا لأية إشارة غير طبيعية قد تعني قرب انتشار وباء ما. ويتميز الجيل الثاني والذي أطلق عليه اسم GPHIN2 بزيادة المصادر التي يبحثها ويحللها، وزيادة عدد اللغات التي يستخدمها في بحثه. ومكنت هذه التحسينات نظام البحث بأن يكتشف الإشارات الأولية لعدد من الأخطار التي تهدد عالمنا كالمجاعات والتلوثات المائية وغيرها.

اختصاصي الحاسوب الشخصي

[email protected]