الحبسة: فقدان قوة التعبير بالكلام أو الكتابة أو الإيماء

يعتبر الأذى الذي تسببه السكتة الدماغية للدماغ أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالحبسة-(أرشيفية)
يعتبر الأذى الذي تسببه السكتة الدماغية للدماغ أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالحبسة-(أرشيفية)

 عمان- تعرف الحَبْسة بأنها اضطراب يؤدي إلى إحداث خلل في التواصل، حيث يؤثر في قدرة المصاب على التعبير عن نفسه من خلال التكلم أو الكتابة أو الإيماء، كما ويؤثر أيضا على قدرته على فهم كلام أو كتابة أو إيماءات الآخرين، وفق ما عرفه موقع www.aphasia.org‏ .اضافة اعلان
وأشارت الجمعية الوطنية للحبسة في الولايات المتحدة الأميركية، حسبما ذكر موقع www.mayoclinic.com, إلى أن معظم مصابي هذا الاضطراب هم من كبار السن.
وتتضمن أعراض الحبسة ما يلي: التحدث بجمل قصيرة أو غير كاملة، التحدث أو كتابة جمل ذات معان غير مفهومة، التحدث بكلمات غير واضحة أو غير مفهومة، عدم فهم محادثات الآخرين، ومن الجدير بالذكر أن شدة ونوع الأعراض يعتمدان على شدة إصابة الدماغ المؤدية للحبسة والمنطقة المصابة من الدماغ، فعلى سبيل المثال، قد يفهم أحد المصابين ما يقوله الآخرون، إلا أنه يجد صعوبة في إيجاد كلمات ليقولها هو، أما مصاب آخر، فقد يقوم بالتعبير عن نفسه بشكل أوضح عن طريق التحدث وليس الكتابة.
وتنقسم الحبسة إلى الأنواع الثلاثة التالية، وذلك بناء على المكان المصاب من الدماغ وكيفية تأثر التواصل:
- الحبسة الطلقة، ويقوم مصابو هذا النوع بالتحدث بطلاقة بجمل طويلة ومركبة، إلا أن هذه الجمل قد تكون ذات معان غير مفهومة أو محتوية على كلمات غير واضحة أو غير مفهومة، وعادة ما يكون مصابو هذا النوع غير قادرين بشكل جيد على فهم الكلام المنطوق، كما أنهم غالبا ما لا يكونون مدركين لإصابتهم باضطراب في التواصل.‏
- الحبسة غير الطلقة، ويجد مصابو هذا النوع صعوبة بالغة بنطق الكلمات ويتكلمون بجمل قصيرة جدا، وعادة ما تكون هذه الجمل ناقصة، إلا أن المستمع يكون قادرا في معظم الأحيان على فهم المقصود منها، وعادة ما يكون مصابو هذا النوع قادرين إلى حد ما على فهم ما يقوله الآخرون، كما وأنهم غالبا ما يكونون مدركين لإصابتهم باضطراب في التواصل.
-  الحبسة الكلية، حيث يكون لدى مصابي هذا النوع صعوبة شديدة في فهم الآخرين أو إفهامهم.
ويعتبر الأذى الذي تسببه السكتة الدماغية للدماغ أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالحبسة؛ حيث إنها تؤدي إلى تعطيل إمداد الدماغ بالدماء، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تلف أو موت الخلايا الدماغية في المناطق التي تتحكم باللغة.
وتقع أيضا ضمن الأسباب المؤدية للحبسة الإصابات الشديدة بالرأس والأورام الدماغية والتهابات الدماغ، كما وأن نوعا نادرا من الخرف قد يؤدي إلى الإصابة بها.
وقد يسترد المصاب مهاراته اللغوية من دون الحاجة إلى العلاج، وذلك إن كانت إصابة الدماغ بسيطة لديه، إلا أن معظم المصابين يخضعون لعلاج النطق واللغة، وذلك لإعادة تأهيل مهاراتهم اللغوية وتعليمهم أساليب جديدة للتواصل مع الآخرين.
ومن الجدير بالذكر أن استرداد المهارات اللغوية عادة ما يتم بشكل بطيء.
ويتسم علاج النطق واللغة لدى مصابي هذا الاضطراب بما يلي:
- البدء المبكر، إذ إن العلاج يكون أكثر فعالية إن ابتدأ بعد الإصابة الدماغية بوقت قصير.
-  البناء على النجاح، حيث يقوم اختصاصي النطق واللغة باستخدام تمارين النطق وغير ذلك ما يتعلق بالاضطراب بشكل تدريجي مبني على النجاح في المرحلة العلاجية للانتقال لما بعدها.
- ممارسة مهارات التواصل، ويبدأ الاختصاصي بإعطاء المصاب مهام بسيطة للتطور بعد ذلك لمهام أكثر صعوبة.
- تغيير اتجاه التركيز، إذ إن الاختصاصي قد يقوم بتعليم المصاب أساليب أخرى لتعويض ما لديه من خلل بسبب الاضطراب، ويقع استخدام الإشارات والرسومات ضمن هذه الأساليب.
نصائح تساعد مصابي الحبسة
على التواصل مع الآخرين
- احمل معك بطاقة مكتوبا فيها أنك مصاب بالحبسة وتعريفها.
- احمل معك هويتك أو أي إثبات لشخصيتك، واحمل معك أرقام هواتف أشخاص يهمهم أمرك ليتم الاتصال بهم إن لزم الأمر.
- لا تتردد باستخدام الورقة والقلم إن كانا يساعدانك في التواصل مع الآخرين.
نصائح لعائلة وأصدقاء المصاب
تنصح عائلة وأصدقاء المصاب باتباع النصائح التالية:
- تكلم ببطء وبجمل قصيرة وبسيطة.
- امنح المصاب وقتا كافيا للتحدث.
- ركز حواراتك معه على أمر واحد فقط في الوقت الواحد.
- قلل من المشتتات قدر الإمكان عند التحدث إليه.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
[email protected]