الكرك: 14 ألف طن من الحبوب تنهي سنوات عجافا

figuur-i
figuur-i

هشال العضايلة

الكرك – "هذه سنة غلال" جملة صارت حاضرة على ألسنة المزارعين والمواطنين في مختلف مناطق محافظة الكرك ، بعد ان غابت عنها لسنوات طويلة بسبب القحط والجفاف، إذ لم تكن تتجاوز كميات الحبوب السنوية المنتجة على مدار سنوات طويلة سابقة أكثر من 3 آلاف طن، في الوقت الذي تجاوزت الكميات المنتجة العام الحالي حتى الآن أكثر من 6 آلاف طن، فيما تشير تقديرات رسمية الى انها ستتجاوز 14 ألف طن من مادتي القمح والشعير.اضافة اعلان
ويعول آلاف المزارعين على موسم الغلال لتحسين أوضاعهم الاقتصادية وسداد ديونهم المتراكمة من المواسم السابقة، والعمل على زيادة رقعة الأراضي المزروعة بالقمح والشعير بالموسم المقبل، بعد ان انهت سنة الغلال هذا العام سنوات من المحل والقحط.
وبدت مظاهر سنة الغلال في الكميات الكبيرة من المحاصيل الحقلية، التي يوردها المزارعون الى مركز استلام المحاصيل الحقلية، التابع لوزارة الصناعة والتجارة، والتي تراكمت فيه كميات كبيرة من المحاصيل، ولم يتمكن من استلام المزيد فاغلق ابوابه أمام المزارعين لثلاثة أيام، لحين تفريغ ساحات التخزين ونقل المحصول الى مستودعات الوزارة في الجويدة.
ولم يكن المزارع عباس الضمور من سكان بلدة الغوير، يحلم في أكثر المواسم الماضية تساقطا للامطار، ان تجود الأرض عليه، بما جادت به هذا الموسم من الغلال من القمح والشعير.
ويؤكد الضمور، ان هذه السنة هي سنة غلال حقيقية بكل المقاييس، مشيرا الى انه يزرع سنويا تقريبا حوالي 400 دونم بمحصولي القمح والشعير، وفي كل عام لا يحصل على مردود جيد، بحيث انه يكتفي بعدم الخسارة.
ولفت إلى أن المزارعين اضطروا لاستخدام حصادات آلية حتى لحصاد الشعير الذي كان يترك في سنوات سابقة علفا للمواشي في الحقول لعدم جدوى حصاده.
وبين ان الموسم الحالي يعتبر من أفضل المواسم على الاطلاق على مدى عشرات السنين، بسبب كميات الأمطار المتساقطة والموزعة جيدا على الموسم، مشيرا إلى أن موسم الغلال يعني ان المزارعين تأتيهم كميات من الحبوب من القمح والشعير بشكل يكفيهم العام كاملا ويبيعون منه ويحصلون على مقابل مالي جيد.
ولفت الضمور إلى أن الأراضي الشرقية التي تزرع بالشعير اعطت محصولا هذا العام لا يماثله محصول على الاطلاق ، مؤكدا ان سنة الغلال تشمل توفير -اضافة الى المحاصيل الحقلية- كميات كبيرة من الاعلاف للمواشي، بحيث تتوفر الاعلاف طوال العام من بقايا عمليات الحصاد.
وأشار ان مزارعي هذا العام سوف يجدون ما يسد رمقهم ويعفيهم من الاستدانة كما هي الحال كل موسم، مؤكدا ان الزراعة في حال كانت المواسم جيدة فانها تساهم في تحسين ظروف المجتمع كله وخصوصا المجتمعات التي تهتم بالزراعة.
ويؤكد المزارع علي الحمايدة، من لواء فقوع بان هذا الموسم هو سنة غلال وخير على الجميع، مشيرا الى اشتغال آلاف الأسر بالمحافظة بما اعطت الأرض للمزارعين، حيث تنتشر أعمال استغلال الموسم من قبل الأسر والجمعيات والسيدات العاملات باعداد كل ما يلزم من مستلزمات الوجبات الشعبية الكركية، وخصوصا الفريكه والبرغل والمدقوقه وغيرها من الوجبات التي يدخل القمح في اعدادها بشكل اساسي، والذي أصبح متوفرا طوال العام بعد ان كان يتم شراؤه من محافظات أخرى. أو استخدام القمح المستورد لاعداد تلك الوجبات ما يقلل من جودتها.
وقال رئيس لجنة استلام المحاصيل الحقلية بالكرك ومدير صناعة الكرك محمد الصعوب، ان الموسم الحالي يعتبر من مواسم الغلال الحقيقية، لافتا إلى أن مركز الاستلام استلم حتى يوم أمس زهاء 6 آلاف طن من القمح والشعير وهي كميات كبيرة قياسا مع مواسم سابقة.
وبين ان المركز اضطر الى اغلاق ساحات الاستلام امام المزارعين بسبب امتلاء الساحات، لحين تفريغها وارسال الكميات المستلمة الى مركز الجويدة للحبوب التابع للوزارة.
ولفت الى ان المزارعين سيحصلون على شيكات اثمان المحاصيل الأسبوع المقبل، نظرا لانشغال كافة العاملين بالمركز في عمليات الاستلام، من وزن وتفريغ الشاحنات وفحص المنتج لتحديد تصنيفه وفقا للمعايير الرسمية.
وأكد مدير زراعة الكرك المهندس خالد الصرايرة، أن الموسم الحالي يعتبر من المواسم المختلفة تماما عن النمط السائد خلال الأعوام الماضية، من حيث كميات الأمطار، وبالتالي في معدلات انتاج المحاصيل الحقلية التي تزرع بكميات كبيرة في المحافظة، باعتبار أن محافظة الكرك من المحافظات الزراعية، والتي يعتمد جزء كبير من سكانها على الزراعة وتربية المواشي.
وأضاف، أن معدل الانتاج الحالي للدونم الواحد لمادة الشعير في المناطق الشرقية، وهي الأقل في نسبة الهطل المطري وصلت الموسم الحالي بعد الحصاد، إلى حوالي 200 كغم للدونم الواحد، وهي من أعلى النسب السنوية خلال سنوات طويلة.
وتشير إحصائيات مديرية زراعة الكرك، إلى أن مساحة الأراضي، التي تزرع بالمحاصيل الحقلية بمحافظة الكرك تبلغ نحو 210 آلاف دونم، منها 90 ألف دونم من القمح، إضافة إلى 120 ألف دونم من الشعير.