تعليمات اتحاد الكرة منقوصة والاجتهادات بشأن الوحدات تسبب الارباكات

تعليمات اتحاد الكرة منقوصة والاجتهادات بشأن الوحدات تسبب الارباكات
تعليمات اتحاد الكرة منقوصة والاجتهادات بشأن الوحدات تسبب الارباكات

العدالة بين الاندية مطلوبة والاعتراضات باتت "قاعدة"

 

تيسير محمود العميري

اضافة اعلان

عمان - بثت وكالات انباء رويترز يوم أمس خبرا اشارت فيه الى حدوث مشاجرة غريبة بين افراد من عمال ملعب تشيلسي ولاعبين من فريق مانشستر يونايتد، بعد لقاء الفريقين في الدوري الممتاز الانجليزي لكرة القدم يوم أول من أمس السبت، اذ تغلب تشيلسي على ضيفه مانشستر يونايتد بهدفين مقابل هدف واحد ليتساوى الفريقان في رصيد النقاط ولكل منهما 81 نقطة وان كان الفريق الزائر يتصدر الدوري بفارق الاهداف.

ولم يشترك في الواقعة أي من لاعبي مانشستر يونايتد الذين شاركوا في المباراة منذ بدايتها لكن باتريس ايفرا وجاري نيفيل وبول سكوليس وجيرار بيكيه وجون اوشيا الذي لعب كبديل كانوا يقومون بعمليات احماء بعد المباراة عندما حدث تراشق بالالفاظ بينهم وعمال الملعب، وتدخل رجال امن الاستاد للفصل بين الطرفين ولم يحدث أي احتكاك جسدي بين الطرفين.

وخلال قراءتي للخبر آنف الذكر تذكرت فورا المشكلة القائمة بين اتحاد الكرة ونادي الوحدات، بعد ان قام الاتحاد بإيقاف اربعة من لاعبي الوحدات لمدد متفاوتة، اثر شجار حدث بينهم ومصور تابع للنادي الفيصلي.

تطبيق ام تغييب للتعليمات

اتحاد الكرة اصدر القرارات زاعما انها متطابقة مع التعليمات، والوحدات رفض تلك القرارات وزعم انها لا علاقة لها بتعليمات الموسم، وبين الاتحاد والوحدات اصبحت مشكلة قائمة تحتاج الى حكمة للتعامل معها.

وحتى لا تفسر الكلمات بغير معناها فإنني كإعلامي متابع للكرة الاردنية منذ زمن طويل، لا اقر ابدا بأي سلوك خاطئ يرتكبه اي من اطراف المعادلة الرياضية، لا سيما اللاعبين الذين تسلط الاضواء عليهم ويحضر الجمهور لمشاهدة ادائهم والهتاف باسمهم، مع انني لا اخفي انحيازي للاعبين في أكثر من موقف، على اعتبار انهم بشر يصيبون ويخطئون في تصرفاتهم وقد تدفعهم الاستفزازات او حب الفوز وحالة الشحن في الملعب، الى ارتكاب ما لا يستحب من تصرفات، ولعل المشاهد التي ارتكبها نجوم الاندية الاردنية على وجه العموم ماثلة للعيان وتحتاج الى صفحات بل الى مجلدات لسرد وقائعها.

اخطأ فيصل ابراهيم وعامر شفيع ومصعب الرفاعي ومحمود قنديل في مباراة دور الاربعة من بطولة الكأس، عندما انجرفوا في سجال كلامي تطور الى حد اللكم بحق المصور كما يتردد بأن ذلك موثق في اشرطة الفيديو بالصوت والصورة، وعقاب اللاعبين الاربعة ما كان ليحدث هذه العاصفة الوحداتية من الاحتجاجات، لو ان الوحدات شعر ولمس فعليا، بأن قرارات لجنة النظام والسلوك ومن ثم اتحاد الكرة عادلة بين الاندية جميعا، وبأن العقوبات التي يراد لها ان تطبق على لاعبي الوحدات سبق وان طبقت على لاعبي اندية اخرى، بحيث لا يظهر الاتحاد بمظهر الكائل بمكيالين والمتعامل وفق نهج "خيار وفقوس".

ما تفوه به لاعبو الوحدات في تلك المباراة امرا يرفضه حتى اللاعبين الاربعة انفسهم لو جلسوا لحظات هادئة واسترجعوا فيها انجرافهم خلف المصور، دون ان يتركوا للجهات المعنية التصرف القانوني بحقة في حال كان مخطئا، لكن لا يجوز ان تأخذ العقوبات بحق لاعبي الوحدات شكلا مختلفا يتعدى مفهوم العقوبة التربوية الى التدميرية.

قبل فترة لا بأس بها كانت جماهير الوحدات تهتف لنائب رئيس الاتحاد المهندس نضال الحديد وتحييه في مدرجات الملاعب، بعد ان اخذت جماهير الفيصلي موقفا منه وهتفت ضده، وها هي الصورة تنقلب وتتبدل مواقف الجمهورين بحق الرجل الذي ترأس الجلسة واصدر القرارات واطلق التصريحات، مع ان الرجل يحاول ان يكون منصفا بحكم منصبه بين الاندية كافة، وهي حالة فريدة من نوعها في ملاعبنا حيث تنظر الجماهير الى مسؤولي الاتحاد والاعلاميين والحكام نظرة "اما معي او ضدي"، فلا مجال ان يكون الشخص محايدا بين طرفين متناحرين على القاب البطولات أكثر من اي شيء آخر.

لا اجتهاد في موضع النص

وثمة قاعدة فقهية تقول "لا اجتهاد في موضع النص" وان اتحاد الكرة يجب ان يضع التعليمات وينفذها على الجميع بعدالة ولا يتعامل معها بصورة انتقائية، تجبر الآخرين على كيل الاتهامات له، وهذا ما يعني ضرورة مراجعة التعليمات والاطلاع على مواطن الضعف والنقص فيها، فالتعليمات الحالية تخلوا من اعتبار الاعلاميين والمصورين ركنا من اركان اللعبة، وبالعودة الى المادة 1/1 من الفصل الأول لتعليمات الموسم الحالي "التعريفات والمسؤوليات"، فإن اركان اللعبة المذكورين نصا واضحا هم الاندية، اللاعبون، المدربون، الاداريون، الحكام، رؤساء الاندية، اعضاء مجلس ادارة الاندية، وفي باب العقوبات والجزاءات "المادة 11/33 - اللاعبون" فقد خلت التعليمات من اشارة الى الاعتداء على المصورين او الاعلاميين، بل ذكرت اركان اللعبة آنفي الذكر بمن فيهم الجماهير الذين لم يذكروا في باب "التعريفات والمسؤوليات"، كما ان المادة 11/3/ب نصت صراحة بأنه في حال التعدي على اي من اركان اللعبة او الجمهور ضربا بدنيا قبل او خلال او بعد المباراة باستثناء اي من طاقم الحكام، فإنه يتم ايقاف اللاعب 5 مباريات الا اذا رأى مجلس الادارة اتخاذ عقوبة اشد، وهنا كان الاتحاد محيرا عندما اوقف مصعب الرفاعي 5 مباريات واوقف الحارس محمود قنديل 6 اشهر، مع انهما ارتكبا ذات المخالفة ولست ادري اذا كانت من مفاضلة بين لاعب ضرب بيده او قدمه او ايهما سبق الآخر لارتكاب المخالفة.

وثمة مادة في التعليمات تحمل الرقم 3/12 "الفصل الثاني - شؤون اللاعبين"، انه في حال قام اللاعب بارتكاب اي مخالفة او اي اعتداء بدني او اي تصرف غير رياضي او يفتعل او يشارك في شجار قبل او اثناء او بعد المباراة ولم يتضمن ذلك تقرير الحكم او المراقبين ستتخذ بحقه العقوبات المنصوص عليها في مثل هذه الحالات ويحق العودة لشريط الفيديو عند الضرورة للتأكد من المتسببين بالاحداث.

عدالة التطبيق

وبالتالي فإن ما جرى في مباريات سابقة كان يفرض على الاتحاد ان يطبق التعليمات بحذافيرها بغض النظر عن هوية النادي المتسبب بها، لان الاتحاد في المباراة الاخيرة استند الى التعليمات وتقارير مراقب المباراة واشرطة الفيديو وحتى شهادة امين سر اتحاد الكرة محمد العرسان، لأن الاشرطة لم تظهر الحارس عامر شفيع على انه مشارك في المشاجرة، كما ان مراقب المباراة احمد ابو شيخة اورد في تقريره حدوث اسباب ادت الى ما بدر من بعض لاعبي الوحدات.

المشكلة الحالية بين اتحاد الكرة والوحدات بحاجة الى تفكير عقلاني ومنطقي بهدف تطويقها لا تطويرها، فكفانا ما شهده الموسم الحالي من مآس.

عودة الى الاسطر الاولى من المقالة، فإننا ننتظر ما سيفعله الاتحاد الانجليزي بحق لاعبي مانشستر اثر شجارهم مع عمال ملعب تشيلسي!.