غليان بالقدس.. والاحتلال يرفع حالة التأهب لقمع الغضب الفلسطيني

قوات من الاحتلال تنقل جثة قتيل عقب عملية إطلاق فلسطيني النار في البلدة القديمة بالقدس المحتلة أول من أمس  - (أ ف ب)
قوات من الاحتلال تنقل جثة قتيل عقب عملية إطلاق فلسطيني النار في البلدة القديمة بالقدس المحتلة أول من أمس - (أ ف ب)
نادية سعد الدين عمان- سادت أجواء التوتر والغليان الشديدين في القدس المحتلة، أمس، على وقع قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفع حالة التأهب تحسبا من تنفيذ عمليات إطلاق نار جديدة، فلجأت للتصعيد وحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية بتعزيز عناصرها الكثيفة وقمع الغضب الفلسطيني العارم احتجاجا على عدوانها. وعقب اعتداء قوات الاحتلال على محافظ القدس، عدنان غيث، استأنفت عدوانها القمعي وبالقوة العسكرية العاتية لوقفة طلابية سلمية لطلبة إحدى مدارس القدس، حداداً على أستاذهم الشهيد فادي أبو شخيدم منفذ عملية القدس أول من أمس، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة إسرائيليين آخرين في البلدة القديمة. واقتحمت قوات الاحتلال المنطقة واعتدت بالضرب على الطلبة الذين وقفوا أمام مدرستهم يرددون هتافات للشهيد أبو شخيدم، فقامت بتفريقهم بالقوة وحاصرتهم ومنعت تحركهم، أسوة بملاحقتها لمسيرة طلابية مماثلة بإلقاء القنابل الصوتية باتجاهها. ونقلت المواقع الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، خشيتهم من تدهور الأوضاع في القدس، والضفة الغربية عموما، نحو "موجة من العمليات الفردية، بما دفع المعنيين لاتخاذ قرار بتعزيز القوات العسكرية في المنطقة"، بحسب ما ورد فيها. وفي وقت سابق من فجر أمس، اقتحمت وحدات خاصة تابعة لقوات الاحتلال، منزل محافظ القدس، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، عدنان غيث، وألقت قنابل صوت داخله، واعتدت عليه وعلى أبنائه وأبناء عمومته بالضرب، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح، كما حطمت محتويات المنزل، واعتقلت ثلاثة من أقاربه. من جانبه، دان الرئيس محمود عباس، أمس، اعتداء قوات الاحتلال، على محافظ القدس وأفراد أسرته، كما اطمأن خلال اتصال هاتفي، على صحة المحافظ غيث، مشيدا بالدور الوطني الذي يقوم به في خدمة الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة وتعزيز صمودهم، والتصدي لمخططات التهويد. وأكد الرئيس عباس أهمية تعزيز صمود المقدسيين مسلمين ومسيحيين في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته بحق المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك؛ بل شنت حملة واسعة من الاعتقالات والمداهمات التي طالت أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، برفقة المستوطنين المتطرفين الذي نفذوا سلسلة انتهاكات تخريبية في الأراضي المحتلة. ومن صور عدوان الاحتلال؛ تهديده أمس بإغلاق بوابة الزاوية، التي يستخدمها المزارعون الفلسطينيون في محافظة طولكرم، بالضفة الغربية، للوصول إلى أراضيهم في منطقة التماس، وتحويلها إلى بوابةٍ تفتح موسميًا. ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اعتداءات عناصر الإرهاب اليهودي الاستيطاني وعملياتهم التخريبية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدراته. وقالت الوزارة، أمس، إن هذه الاعتداءات تأتي استجابة لدعوات تحريضية علنية في عديد المواقع الإلكترونية وفي وسائل الإعلام وبشكل علني وتحت سمع وبصر دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة وبدعمها وإسنادها وحمايتها. ونوهت إلى ما تتعرض له مدينة القدس من اعتداءات همجية موجهة من المستوى السياسي، خاصة ما يتعلق بتصعيد استهداف المسجد الأقصى المبارك واقتحاماته اليومية، ودعوات رسمية لنصب البوابات الإلكترونية، وما تشهده القدس المحتلة من مسيرات استفزازية وحملة تضييقات ونصب للحواجز وعقوبات جماعية وإغلاقات واقتحامات. وتطرقت إلى الاقتحام الذي تعرض له منزل محافظ القدس، في بلدة سلوان، والاعتداء عليه وعلى أبنائه وأبناء عمومته بالضرب، واعتقال ثلاثة من أقاربه، بالإضافة إلى حملة القمع والتنكيل بالمقدسيين التي تترافق مع غارات ليلية على الأحياء والبلدات الفلسطينية. وأشارت إلى استمرار عمليات هدم المنازل وتوزيع إخطارات بالهدم كما يحصل في سلوان، وتحويل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية لخنق الحياة والحركة الفلسطينية فيها، فضلاً عن انتهاكات المستوطنين المسلحة في عموم الضفة الغربية المحتلة. وحملت "الخارجية الفلسطينية" حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الانتهاكات والجرائم، مؤكدة أنها نتيجة مباشرة للاستيطان غير الشرعي وغير القانوني. وطالبت المجتمع الدولي بإدانة جرائم الاحتلال، وإدانة وجودهم بالكامل باعتباره غير شرعي، ووضع منظماتهم، وميليشياتهم المسلحة، وعناصرها على قوائم الإرهاب، لما يقومون به من أعمال إرهابية بحق المواطنين الفلسطينيين العُزل بشكل يومي.اضافة اعلان