معاناة الطلبة مع المواصلات داخل حرم "الأردنية"

رغم أنها الجامعة الأم، والأقدم في تاريخ الأردن، وتخرج سنويا كفاءات في أكثر من تخصص، ورغم تميزها أكاديميا وبحثيا، وتتمتع بتصنيف جيد نوعا ما على مستوى جامعات العالم أجمع.. إلا أن طلبة الجامعة الأردنية يعانون الأمرين جراء قلة وسائل التنقل داخل حرم جامعتهم. المراجع أو الزائر إلى هذه الجامعة، ذات التاريخ، يلمس ذلك عندما يدخلها، حيث يرى بأم عينيه كيف يتهافت طلبتها عندما يرون مركبة تسير تدخل حرم جامعتهم، حيث يلوحون بأياديهم طلبا لـ"توصيلة" من مكان إلى آخر داخل الجامعة، خوفا من تأخرهم على موعد محاضراتهم. أكثر من مرة حدث ذلك معي شخصيا، ومع آخرين أكدوا لي ذلك، بأنهم قاموا بتوصيل طلبة من داخل حرم الجامعة الأردنية، من كلية إلى أخرى.. وفي كل مرة كانت شكواهم واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وتتمحور حول نقطة واحدة فقط، ألا وهي قلة وسائل التنقل داخل الحرم الجامعي، ومعاناتهم مع ذلك. في كل مرة، كنت أقوم بتوصيل طلبة داخل حرم جامعتهم، كانوا يؤكدون لي بأن عدد الباصات المخصصة لنقل الطلبة قليل جدا، وهو ما يسبب لهم معاناة يومية وإرهاقا نفسيا، ويتخوفون من عدم اللحاق بموعد محاضراتهم، فتكرار التأخير يقود بالنهاية إلى وضع علامات استفهام على الطالب من قبل عضو هيئة التدريس!. إن قلة وسائل النقل المخصصة للطلبة داخل حرم الجامعة الأردنية، التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 1200 دونم، تتسبب إضافة إلى التأثير سلبا على التحصيل الأكاديمي للطلبة، في معاناة أخرى لهذه الفئة، إذ يتوجب عليهم تحمل برد شتاء قارس والأمطار في هذ الفصل، وكذلك حرارة الصيف اللاهب. إن سوء الإدارة أو عدم التخطيط الجيد في الجامعة "الأم"، هو السبب الوحيد في عدم إيجاد حل لهذه المشكلة، التي مضى عليها أعوام عديدة، وأصبحت تشكل أرقا لعدد كبير من طلبتها. جامعة ميزانيتها السنوية تتجاوز الـ190 مليون دينار، منها حوالي ستة ملايين دينار تأتي كـ"تبرعات"، ولا تقدر على إيجاد حل لمشكلة أقل ما يُقال عنها بأنها بسيطة.. فهذا دليل على سوء تخطيط أو عدم اهتمام من قبل القائمين على "الأردنية" بالطلبة، الذين هم عماد الوطن وفرسان المستقبل، فمسؤولية حماية البلد وتقدمه وازدهاره ستقع عليهم بعد أعوام قليلة فقط. جامعة، تأسست العام 1962، ولديها 45 ألف طالب وطالبة، منهم 12 % أجانب، و2950 موظفا وموظفة، ونحو 1200 عضو هيئة تدريس.. لا تستطيع إيجاد حل لمشكلة "تنقل" طلبتها ما بين كلياتهم، فهذا أمر يضع ألف إشارة استفهام. لا أحد ينكر ما تقدم الجامعة الأردنية للوطن، فلديها كفاءات أكاديمية يشهد لها الجميع، وتضع بين أيدي طلبتها برامج أكاديمية واسعة تصل لحوالي 250 برنامجا أكاديميا تقدمها 24 كلية في مختلف التخصصات. أمر غير معقول ولا يصدقه العقل، ألا تستطيع جامعة، تُقدم 94 تخصصا في درجة البكالوريوس و38 برنامجا للدكتوراه و111 برنامج ماجستير، إيجاد حل لمشكلة أصبحت تشكل هاجسا يوميا لطلبة "الأردنية".اضافة اعلان