الصحف وتحديات الربحية

معروف أن القراء لوسائل التواصل الاجتماعي يكتسحون الفضاء الإعلامي على حساب الوسائل الإعلامية التقليدية، هل التراجع انعكس على الصحف اليومية والأسبوعية في كل العالم، لكن عدد المشتركين بالنسخ الإلكترونية لا يزيد بانتظام بعد ان تحولت الصحف الورقية إلى صحف رقمية، فواجهت تحديات جديدة في حاجتها لزيادة أعداد المشتركين وتحقيق الربح. فقد تراجع عدد قراء الصحف الورقية بينما لم يزد عدد المشتركين في النسخ الإلكترونية بانتظام. تتكبد الصحف الورقية تاريخيا تكاليف عالية بسبب التحرير والتوزيع والطباعة، بينما تأتي الإيرادات من الإعلانات والاشتراكات الشهرية ومن قيمة شهرة العلامة التجارية. ولقد تأثرت إيراداتها بعد الثورة الرقمية بسبب نقص الاشتراكات والإعلانات.

اضافة اعلان


لتحقيق الربح فكرت صحيفة نيويورك تايمز بأن يخصص للقراء ‏20 مقالا شهريا بشكل مجاني، عالميا وفي البداية الذين يتحولون إلى الصحف الإلكترونية يصل في أحسن الممارسات 2 % من القراء هذه بينما نيويورك تايمز بلغت النسبة حوالي 10 % وقد تحققت هذه النسبة بسبب مصداقية الجريدة ونوعية الأخبار المميزة ، لذلك ينبغي على الصحف الورقية توفير خيار الاشتراك مقابل قراءة عدد محدد من المقالات مجانا. بمعنى يمكنها جذب المزيد من القراء عبر تقديم اشتراكات شهرية بأسعار تنافسية تدعمه وتساهم فيه بانخفاض أسعار الطباعة والتوزيع التي انتفت الحاجة لها في ظل الثورة الإلكترونية والرقمية، ولا ننسى اهميه توسيع دائرة الاشتراكات إلى خارج البلاد فالأردنيون يملأون الدنيا  بتميزهم وخبراتهم.


للعلم بداية الاشتراكات ستكون ضعيفة والإيرادات كذلك وسيقتصر الاشتراك على النخب المقتدرة ويمكن الاستعانة باستطلاع للرأي للتعرف على توجهاتهم ورغباتهم والعمل على تلبيتها، كما يمكن توظيف الذكاء الصناعي لتحديد المواد التي تهم القراء والعمل على توفيرها. 


• التحول إلى الصحافة الإلكترونية الرابحة يتطلب تعزيز الاشتراكات في الصحف الإلكترونية بان تُقدم الصحف الإلكترونية بديلًا أكثر سهولة وبأسعار معقولة، مع إمكانية الوصول إلى المحتوى من أي مكان، استخدام نماذج اشتراك مبتكرة تسمح للقراء بالوصول إلى عدد محدود من المقالات مجانا، بينما يتطلب المزيد من المحتوى اشتراكا مدفوعا، تقديم محتوى حصري وجذاب: يُشجع القراء على الاشتراك في الصحف الإلكترونية للحصول على محتوى لا يتوفر في أي مكان آخر، الاستفادة من قنوات التواصل الاجتماعي: تُستخدم للترويج للمحتوى وجذب قراء جدد، مع إمكانية تقديم عروض وخصومات خاصة للمشتركين في النسخ الإلكترونية تكون أرخص من ثمن تلك الورقية وبدائل مثل أن يشترك العميل بنسخة إلكترونية وأخرى مطبوعة بأسعار تنافسية جاذبة بجانب تخفيض سعر الاشتراك عن المبلغ الذي يدفعه الشخص في الصحيفة الورقية ليجد أن الاشتراك الرقمي الشهري سيكون مجديا مادياً، وأخيراً التعاون بين الصحف حيث  يمكن للصحف التنسيق في تبادل المحتوى والموارد، وتقديم اشتراكات شاملة تغطي مجموعة واسعة من المواضيع حتى لا يجد المشترك أمامه إلا الاشتراك الشهري الرقمي أو استهلاك صحافة تغذيها المصالح وامزجة ملاكها وفي أحيان كثيره تسعى لاستغلال أصحاب المصالح وذوي السلطة وتفتقر للمصداقية.


عليها تواجه تحدي مجانية المعلومات على الإنترنت بالإضافة إلى التغييرات في سلوكيات القراء. لذلك عليها التعاون مع بعضها البعض، نجاح الموضوع له مقومات أهمها وضع الشركة المالي والتعامل بشفافية مع السوق المالي وثقافة الشركة ونحتاج لتغييرات في العقليات الإدارية وسلوكيات الموظفين وضرورة الاستعانة بخبراء التسويق الرقمي وهذا يتطلب الاستيعاب والترحيب بالعقليات الرقمية التي ستنضم لفرق العمل.


وفي الختام من المفيد الإشارة أن عدد مشتركي نيويورك تايمز بلغ 7.5 مليون في نهاية 2020، بزيادة سنوية تفوق مليوني مشترك في ظل تقدمها في مسار التحول الرقمي واستحوذت النسخة الرقمية على ما يقرب من 90 % من الاشتراكات في «نيويورك تايمز» وهي التي بسمعة طيبة في تقديم صحافة عالية الجودة وموثوقة.


الخلاصة:يمكن للصحف الإلكترونية الاستفادة من البيانات وتحليلاتها لفهم سلوكيات القراء بشكل أفضل وتقديم محتوى يلبي احتياجاتهم.


إنّ مستقبل الصحافة يعتمد على قدرتها على التكيف مع العصر الرقمي. من خلال تبني إستراتيجيات مبتكرة وتقديم محتوى عالي الجودة، يمكن للصحف الإلكترونية ضمان استمراريتها وازدهارها في السنوات القادمة.


تحولت الصحف الورقية إلى صحف رقمية، وهو تحول يواجه تحديات عدة في زيادة أعداد المشتركين وتحقيق الربح. فقد شهدنا تراجعا في عدد قراء الصحف الورقية، بينما لم تشهد النسخ الإلكترونية زيادة ملحوظة في الاشتراكات بانتظام. وهذا ينعكس في الإيرادات، حيث تتكبد الصحف الورقية تكاليف عالية ناتجة عن التوزيع والطباعة، بينما تتأثر إيراداتها بنقص الاشتراكات والإعلانات. لتحقيق الربح، ينبغي على الصحف الورقية التحول بشكل كامل إلى صحف رقمية. فمن خلال إستراتيجيات جديدة مثل الاشتراكات الشهرية بأسعار مناسبة، يمكن للصحف الإلكترونية زيادة عدد المشتركين. على سبيل المثال، فكرة جديدة اقترحتها New York Times هي جعل المشتركين يدفعون اشتراكا شهريا مقابل قراءة عدد محدد من المقالات مجانا. هذا النموذج نجح في زيادة أعداد المشتركين بشكل كبير.


• بالإضافة إلى ذلك، يجب على الصحف الإلكترونية التعامل مع تحديات أخرى مثل ضعف القراءة ونقص الإعلانات. يمكنها ذلك عبر جذب المزيد من القراء من خلال تقديم اشتراكات شهرية بأسعار تنافسية، وتوسيع دائرة الاشتراكات إلى خارج البلاد لاستهداف المغتربين تقديم محتوى حصري وجذاب: يشجع القراء على الاشتراك في الصحف الإلكترونية للحصول على محتوى لا يتوفر في أي مكان آخر.


يتطلب التحول إلى الصحافة الإلكترونية تغييرات جذرية في العقليات الإدارية، وتعزيز الشفافية المالية، واحترام العقول الإلكترونية. كما يجب أن تعمل الصحف على مواجهة تحدي مجانية المعلومات على الإنترنت من خلال تعاونها مع بعضها البعض وتبادل الخبرات والموارد.


بالمجمل، يجب أن تتبنى الصحافة الإلكترونية إستراتيجيات جديدة لزيادة أعداد المشتركين وتحقيق الربح، وهذا يتطلب تغييرا جذريا في الطريقة التي تدير بها أعمالها وتسوق منتجاتها عبر الإنترنت.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا