معركة الحائط الغربي

معاريف شموئيل روزنر

في مطلع الشهر وقع نحو ثلاثين حاخاما كنديا على عريضة. سألوا ما الذي تنوي حكومة إسرائيل فعله لمنع تكرار ما سموه "خللا خطيرا": وهو التحقيق مع اثنتين من "نساء الحائط الغربي" قبل نحو شهرين.

اضافة اعلان

وواجه سفير إسرائيل في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي سؤالا مشابها. عندما أتى ليتحدث إلى "المجلس اليهودي لعلاقات الطائفة" في الولايات المتحدة. قال إنه يحتاج إلى "مصالحات" من الجميع لتسكين النفوس. لكن يبدو في هذه المرحلة أن لا أحد مهتم بالمصالحات. فالمصلون الأرثوذوكس عند الحائط مصممون على منع إضعاف الوضع الراهن. ومن جهة ثانية أدركت الحركات اليهودية التقدمية أيضا أن الحديث عن منجم ذهب – في المعركة على الحائط الغربي أداة ممتازة لاثارة الرأي العام وتجنيد الأموال. وإلى ذلك ضاقت ذرعا بالتنازل والحق إلى جانبها.

منذ أسابيع كثيرة والأحداث في الحائط الغربي تحدث عاصفة في الطوائف اليهودية في أميركا الشمالية لكنها ليست في إسرائيل على رأس جدول العمل اليومي. هذه وصفة تضمن أن يستمر التحرش. وهذا تحرش يضعف أساس التأييد اليهودي لإسرائيل. ويشجع على الشعور بالغربة.

قبل نصف سنة فقط عين الحاخام ستيفن فورنك في المنصب الإداري الرفيع في الحركة التصحيحية في الولايات المتحدة. وقال: لست مهتما بمشاجرة الحريديين، لكنه كان حازما في مقابلة صحافية أجريتها معه في نهاية الاسبوع حيث قال إن "الوضع الراهن غير مقبول عندنا، إن الحريديين هم جماعة واحدة فقط من جماعات كثيرة. يجب ألا نمكنهم من أن يفرضوا هناك قوانين تلائمهم فقط". يمكن أن نتفهم غضب فورنك. لكن من يملي القوانين المعمول بها الآن في الحائط الغربي يستطيع أن يزعم أنه يفعل ذلك تحت غطاء قرار محكمة العدل العليا. "سلم الحائط لشعب إسرائيل كله"، لا لجزء منه فقط، كتب في القرار قبل نحو سبع سنين. كلام جميل لم تصحبه أعمال. أبعدت نساء الحائط إلى "قوس روبنسون" لمنع أعمال الشغب.

لقد تم منع أعمال الشغب في الباحة نفسها، لفترة معينة، لكن الحائط أصبح أساس خصومة بين إسرائيل وطوائف يهودية كثيرة في العالم. يزعم حاخام الحائط، شموئيل ربينوفيتش أن نساء الحائط الغربي "يحاولن اكتساب ثروة سياسية على حساب الحائط". هذا صحيح لكنه لا يسوغ احتكار رابينوفيتش ورفاقه لمنطقة العقار الأغلى للشعب اليهودي كله.

إليكم مشكلة فورنك وسائر رفاقه المحتجين: إن طوابيرهم لن تقاتل عن الحائط بنفس الاندفاع المعروف من صرعات الحريديين. أي أنه حتى لو استمعت دعواهم، وحتى لو نجحوا في اقناع رؤوس السلطة في إسرائيل بأن لهم قضية، فليس من المحقق أن يساعد ذلك. أشك في أن تستثمر حكومة إسرائيل الثروة السياسية المطلوبة، ولا أقل من ذلك أيضا – الموارد المطلوبة لتغيير الوضع الراهن الذي ثبت في باحة الحائط الغربي. هل تريد مواجهة مظاهرات عاصفة لمئات آلاف الحريديين في القدس لإرضاء يهود الولايات المتحدة الليبراليين؟

يذكر فورنك بأن يهود العالم انتصروا في صراع أو إثنين. "نحن نعلم كم يمكن أن يكون من الصعب إقناع الطرف الثاني بالتنازل، لكن ذلك هدف يستحق القتال من أجله". والسؤال كم. هل سيهددون بوقف حركة السياح اليهود إلى إسرائيل؟ هل سيصرحون عن أنهم لن يرسلوا بعد شبانا إلى برنامج "تجليت"؟ هل سيوقفون التعاون والحوار بين المنظمات اليهودية حتى تسوية مسألة الحائط؟

من جهة نظرية، يملكون وسائل تضطر الحكومة إلى التنبه إلى احتجاجاتهم المستمرة وإلى التخلي عن موقفها السلبي. لكنها وسائل خطرة. ويعلم رؤساء يهود الشتات أن هذه الوسائل لا يمكن استعمالها كل يوم. وسيضطرون إلى تحديد مدى أهمية الحائط الغربي بالنسبة لهم. وعندما يقررون ستضطر إسرائيل أيضا إلى أن تقرر كم تهمها العلاقات مع يهود الجاليات. القرار سهل في الأساس لكن تنفيذه ليس كذلك بالضرورة.