لعل ختامها مسك

من دون شك، عض نجوم فريق الوحدات أصابع الندم، يوم الاثنين الماضي، رغم أنهم كانوا في الوقت ذاته يحتفلون بفوز تاريخي على النصر السعودي، في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ذلك أن الفوز رفع رصيد ممثل الكرة الأردنية إلى أربع نقاط، وجاء بعد أن تأكد خروج الفريق من دور المجموعات. قبل تلك المباراة قلنا "كان بالإمكان أفضل مما كان".. خسارة بهدف أمام فولاذ الايراني وخسارتان 1-3 و0-2 أمام السد القطري، بعد التعادل 0-0 مع النصر السعودي في الافتتاح.. تلك الخسائر كان يمكن تجنبها والخروج بالتعادل وربما الفوز أيضا في بعضها، قياسا بمجريات المباريات ولاسيما في الشوط الثاني منها، بعد أن تحرر الوحدات من قيوده الدفاعية، وترك نصف ملعبه ناقلا الكرة إلى نصف ملعب الفريق المنافس، وسنحت له العديد من الفرص الخطرة التي افتقرت إلى دقة اللمسة الأخيرة وشيء من الحظ. في مباراة النصر السابقة، دخل الوحدات المواجهة تحت شعار "الغريق لا يخشى البلل"، فانتفت الضغوط النفسية على اللاعبين، وأصبح في مقدورهم اللعب بتركيز عال، وتحقيق نتائج إيجابية أكثر من ذي قبل، فحقق الوحدات المطلوب وخلط أوراق المجموعة، وترك بطاقة الزعامة حائرة بين النصر والسد لحسمها اليوم. الظهور الأخير للوحدات في دوري أبطال آسيا، سيكون عبر مواجهة فولاذ الإيراني اليوم، وكما هو الأمر سابقا، فإن الوحدات لا يملك أي حافز تنافسي سوى ترك انطباعات أكثر إيجابية عن مشاركته، والتأكيد بأنه لم يكن صيدا سهلا حتى وإن لم يواصل مشواره في البطولة. لا ضغوطات نفسية على لاعبي الوحدات، وإن كانت الأضواء ستسلط على عدد منهم، في إمكانية الحصول على فرصة احتراف خارجي، بعد أن نال عدد منهم ذلك الشرف في مناسبات سابقة، وفي الوقت تفسه فالحذر الحذر من الثقة الزائدة، التي قد تأتي بنتيجة عكسية وصادمة، خصوصا أن الفريق الإيراني بات يعرف "عن ظهر قلب" نقاط القوة والضعف في "الأخضر". المطلوب من لاعبي الوحدات ترك الفوز على النصر خلف ظهورهم، وعدم التحليق عاليا بل تثبيت الأقدام على الأرض، فلكل مباراة ظروفها وحساباتها، ومع ذلك فإنه من المناسب استمداد الثقة من ذلك الفوز، والإيمان بأن الفوز يمكن أن يتحقق مجددا إن تحققت متطلباته، بحيث يستفاد من "درس النصر"، من خلال تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات. ننتظر من نجوم الوحدات فوزا جديدا وأداء مشرفا في المباراة الأخيرة لهم في البطولة الآسيوية، حتى يكون الختام "مسكا" وتبقى المشاركة بمثابة ذكرى طيبة في نفوس جماهير الوحدات والكرة الأردنية على حد سواء.اضافة اعلان